عاد للساحة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن مؤخرا بعد ظهوره في جملة من البرامج التلفزيونية والإذاعية علــى قنوات روتانا ودبي وMBC-FM والتلفزيون السعودي. بعد أن فرض عزلة على نفسه، هجر فيها الساحة الفنية والإعلامية بأكملها استمرت 9 سنوات.
وجاءت عودته في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (24) وقدم أهم ملامح المهرجان الاوبريت الغنائي الضخم (وطن الشموس) الذي كان عبارة عن مسرحية غنائية شعرية أخذت منحى دراميا.
وقد ظهر العمل مختلفا كلية عما قدمه المهرجان في سنواته الماضية، نظرا لما يملكه من فكر وموهبة عالية جعلته يطبع بصمته في هذا العمل الكرنفالي الضخم.
وشكل هذا الأمر لديه رد فعل ايجابيا جعله يوافق على الدعوة التي تلقاها ليختتم فعاليات مهرجان الشعر العالمي في دبي، وأحيا أمسية شعرية بعد غياب طويل عن الأمسيات.
والتقى بوسائل الإعلام وظهر في برنامج (ياهلا) لأول مرة مع المذيع علي العلياني شيقة.استعرض معه في إطلالة مميزة ورائعة، تحدث فيها عن الفن والسياسة والحب وألقى أبياتا مميزة من قصائده.لاسيما وانه شاعر ممتع وجذاب وصاحب عبارة رشيقة. وتطرق إلى عزلته التي وصفها بالقول: عزلتي كان لها أسباب كثيرة منها الملل، وإحساسي بأن الزمن قد تغير حتى أحسست للحظة بأنه ليس زمني... وقال إنه بدأ رحلته الشعرية منزويا عن الإعلام والجمهور حيث بقي 15 سنة بدون أمسيات شعرية وإعلام وكانت من أجمل السنين، وعندما اشتهر لم يكن الناس يعرفونه شخصيا، وكان الثمن الذي كنت أدفعه ككاتب هاو قليلا، ولكنني كنت آخذ بالمقابل الكثير، وعندما يشمل الشاعر الغموض والبعد يعطي إثارة أكثر.
وتحدث عن اوبريـــت " وطن الشموس " قائلا :
إنه أعجب بالتنفيذ لكنه كان يتمنى لو طبقت الفكرة كما هي لأن النص الأصلي كان يوصل الفكرة بشكل مفسر أكثر وكان الطرح أكثر جرأة من النص الذي عرض حيث كان يعبر عن عوامل شر كانت تحاول منذ نشأة المملكة أن تغير في الناس والمجتمع وكان هناك استعراض مفصل لهذه العوامل ولكن في الاوبريت أشير إليها برمزية، وأشار أيضا إلى أن التعديل جاء ليناسب الوقت المحدد للاوبريت.
واعترف خلال اللقاء أنه مزاجي إلى حد كبير وهذا كان من أسباب عزلته أيضا لأنه كان في صراع دائم مع مزاجيته، ولكنه قرر فك هذه العزلة حبا بمن حفظوا له الود طوال هذه الفترة، وأشار انه كتب قصيدة أنذر الناس فيها بأنه سيدخل في حالة عزلة يقول مطلعها " الكوكب اللي تقول الناس يا صغره "
وشدد على الفنان الراحل طلال مداح كان جزءا من نصه الشعري، أما عبادي الجوهر فهو صديق ويعتبره من جيله الذي عاش معه أيام جميلة في القاهرة وكانت أول النصوص التي غناها عبادي في القاهرة له، وعندما يسمعه يحس بعبق الماضي.
واعتبر نص أغنية أترامى لخالد الشيخ انه من النصوص التي وصل فيها إلى مرحلة متقدمة بالأغنية، كما عتب على خالد الشيخ غيابه وانقطاعه عن التواصل معه.
وكشف أن له خمس قصائد جديدة سيغنيها محمد عبده قريبا ويعتبر أنها ستلاقي صدى جميلا.
وتخلل اللقاء مشاركة للأمير الشاعر محمد العبد الله الفيصل الذي عاتب بدر على غيابه وانه كان من أوائل المطالبين له بالعودة، ووجه له سؤالا وطلبا ألا يبتعد لأنه إذا اعتزل بدر من سيصلح الوضع القائم في الساحة الشعرية والغنائية.
وعلق الشاعر بدر بن عبد المحسن بالقول: إن الشاعر محمد العبد الله الفيصل هو من دفعه لكتابة الأغنية وشجعه على ذلك، فيما وجه محمد العبد الله الفيصل عتبا على المغنيين الذين اشتهروا بنصوص بدر وابتعدوا عنه الآن مع أن جمال نصوصه مازال مستمرا إلى الآن.
وأوضح بدر بن عبد المحسن انه كتب أول قصيدة عندما كان عمره 15 سنة، وكان يكتب اللهجة الحجازية أكثر حيث كان متأثرا بها كثيرا.
وأعلن بدر لأول مرة أنه كان معجبا بالفنانة شادية كثيرا في مرحلة شبابه. وكشف خلال اللقاء عن رواية توق وهي رواية اقرب إلى الشعر من الرواية وهي عبارة عن فنتازيا تاريخية تتكلم عن القرن الثامن عشر وستتحول إلى مسلسل سيعرض على روتانا خليجية، وقال انه سيتدخل في السيناريو إذا لم يكتبه بنفسه.
أما عن المملكة العربية السعودية فقال إنها شيء متفرد ومميز ويوجد بها أسس قوية إلى حد أننا نستطيع أن نبني حضارة وتطورا يشبهنا، واعتبر أن هذا التغيير يحصل الآن ولكننا لسنا بحاجة إلى أكثر من ذلك فلدينا الكثير لنقدمه للعالم. وأكد انه لم يعرض عليه منصب حكومي ويعتقد أن الذين يمسكون مناصب حكومية أفضل منه فالمنصب الحكومي يحتاج لجهد ووقت والى أكثر من مجرد شخص مبدع وشاعر مزاجي. وفي برنامج ليلة خميس على MBC-FM مع المذيع احمد الحامد قال بدر بن عبد المحسن: إنني حاولت أن اقتل بدر بن عبد المحسن الشاعر وفشلت فكانت العودة من أجل الناس.