بين (المجانية) وتبادل الوعي شعرة .. بدون مقابل انتشر
في زمن ما.. كان خلاف الـ “صحيفة” والأخرى، أو الوسيلة الإعلامية ونظيرتها يشتعل بسبب “نقل” خبر ما, مقال , تحقيق , إلى آخر أنماط العمل الصحافي، كون الناقل لم يشر للمصدر, ثم تحول المصدر إلى “منقول”, ثم جاء أكثر مجانية ومن باب : “نتبادل نشر الوعي”, ومن منطلق كهذا “تَطَبّع” الإعلام مع أن يجده في آخر ليس وسيلته, ولا منبره, فقد يكون أبقى الناقل له “إضاءة ما” أو جزءاً من شحمه ولحمه على ذيل المنقول, وقد يكابر البعض فينسى الوسيلة ويشير إلى أن المقال “عظيم”, وقد لاينسى ويبقى نفس المقال “عظيم”.. فكرة التقرير أن التبادل أصبح بالمجان، ولو أشار الناقل أو أشارت الوسيلة, ما دفعني لجمع عدد لابأس به من شحم ولحم “الرياضية” يتوزع في أماكن إعلامية أخرى, وبنفس مقدار العدل: هنا في الرياضية شحم آخر ولحمه ودمه، فيما نصر على أن نشير للمصدر, هذه ليست الحكاية, فهي ستبلغ بك دون شك إلى عدة أسئلة تفكر في أجوبتها, كأن تقيس مدى نفعية هذا التبادل؟ وكأن تحاكم الوقت بسؤال: متى؟ تلك التي تحمي أن لا أقوم بنقلك, ولا مادتك, ولاحوارك, وأن عليّ أن أبقى في فلك ما “أنتج”, ولكنه نفس ذهنية الذي لديك: لا تنقلني! وإن فعلت فـ “كبّر” الإشارة إلى أن وسيلتي مصدر الفعل/الضجة, يأتي السؤال أيضاً: مدى نفعية المنقول, وهل وسيلتي أضعف ليراها آخر في بقعة ضوء أكبر منّي؟ ومن هنا يفرح الكاتب بعدد الردود, ولأن الفوارق من حتميات المهنة.. قلت ربما نعم, ولكنها “ربما “ لا في وسائل تنقلني فيما عمرها الزمني الـ “حبو”, ولاتشير, ومع ذلك قس الأمر من باب تبادل الضوء, ومن باب ما يتوافق الإعلام مع مرحلته هذه “المفتوحة” على مصراعي نقل ماذا يحدث, ولا تكتفي بذلك بل تعزز الأمر بكم الردود والآراء لتأتي أخرى, وسيلة, وتنقل الناقل والمنقول, إلى ركن آخر يطلب نفس القدر من الضجيج.. وهكذا نصل إلى أن نطلب ما يحمينا منّا, وفق تشريع قوانين جديدة تواكب هذا التهافت علينا من أجلنا, فكلنا ذلك المخلص لسلعته, والمتحمس لـ “ ناسه”, ومن يقول: “الرأي في وسيلتي أهم.. اقرؤوه”, خذ الأمر من باب التسامح المشروط, مبادرة لاتبقى على الطاولة, فقد أطلب منك أن لا تبحث عن وسيلتي ولا تنقل منها غيري, وقد تفعل معي ذلك, ولكننا تجاوزنا أمر أن نتحكم في ماذا, ولذا أقول: الشرعنة, وإيجاد الضوابط التي “تحميك” قبلي, ولا أحزن على تكبدي المال المقابل لكاتب ما, لتنقله أنت مجاناً, قس الأمر عليك, ماذا لو فعلت بأجمل مالديك من محتوى “النقل” هل ستغضب؟ أم ستفكر بآليتنا في أن نأخذ الأمر من باب تبادل “المجانية” على أمل يقول: “ستحميني منك وأحميك مني” ذات عاجل قريب, قد يرى المشرّع أننا نتضرر, وأنك أيضا على ذات المسافة من النقل, ولكننا نتبادل الوعي, وأركان ما يذهب إليه, أتساءل: كم “الرياضية” في مواقع أخرى؟ وكم العربية أيضاً؟ وكم القنوات.. لكي لا تغضب, وكم أيضا نفرح بمن يشير وقد نعتب على من لا يشير؟ الأمر في مجمله برهة تفكير حول هذا الكم المتبادل من المادة والأخرى، في الوسيلة وصديقتها, قلت أيضاً: هل الضرر أم الخصوصية؟ أم أن نتبادل نفس المجانية, أم أن زمن “إعلام الآن” يتطلب كل ذلك, كان هذا التقرير من أجل أن يقول: “أعاننا وأعانكم الله”.. كم نذهب مجاناً من أجل أن ينشرنا آخر، ربما أصغر أو أكبر منّا.