|




المتابع قادر على التفرقة بين الغث والسمين

/media/iris/19062_41.jpg
رؤية عبدالمحسن الجحلان 2009.06.10 | 06:00 pm

ثورة القنوات الفضائية التي أصبحت تتابع بضغطة زر وبالتالي بإمكان المشاهد العادي أن يقلب عشرات القنوات في أقل من دقيقة، تلك التقنية العالية التي أصبحت في صالح المتابع دفعت القنوات بمختلف توجهاتها لأن تتسابق لإيجاد برامج جذابة لهدف استمالة المشاهد للتوقف عند تلك القناة وسبر أغوارها لأنها حققت الرؤية التي ينشدها وجعلته يتوقف عند تلك المحطة بلا مقدمات أو تأثيرات وإنما بدوافع داخلية، ولا شك أن التجديد الذي تسلكه القنوات مع كل دورة برامجية الهدف تعزيز الايجابيات ومعالجة السلبيات وهذا لا يتحقق في العادة إلا من خلال دراسة مستفيضة تتيح الوصول إلى أفضل المعطيات الموجودة، وبالتالي فإن الدورات البرامجية التي تتجلى أمامنا مع مطلع كل موسم جديد تشد في البداية رؤية المتابع حتى يدرك مضمونها وماهيتها وطابع التغيير وحينما يلمس أن هناك متغيرات إيجابية فإن ذلك من شأنه سيجعله يتابع تلك القناة باهتمام في حين لو وجد العكس فإن الأمر سيجعله يغيب القناة الغثة عن مخيلته، تلك الحقيقة تؤكد أن التغيير إذا لم يكن للأفضل فإن الأمر سيضع الموازين في قالب الجمود وبالتالي تصبح الدورة البرامجية هي مجرد تغيير وليست للتطوير المنشود، الأمر الذي يضيع جماهيرية تلك القناة ويعطي الحضور لقناة أخرى ربما نجحت في رسم خطوط إضافية أسهمت في استقطاب المتابع لتزداد جماهيريتها على حساب قناة أخرى، وهذا يؤكد أن المشاهد لا يمكن استمالته وجذب مشاعره إلا بإرادته ولا يمكن أن تتدخل عوامل أخرى في ذلك، حتى لو أن القناة التي يتابعها سلفا قريبة من محيطه المكاني فإن ذلك لن يشفع لها بالتوقف عندها، ولا شك أن ابتعاد المتابع سيضع جوانب مهمة تتعلق بالإعلان والمعلن والذي له لغة وأجواء أخرى فهو الآخر يبحث عن القناة التي تحظى بالمتابع حتى ولو كان على حساب الأرقام المالية فمن يروج سلعته سيقع عليه الاختيار في كل الأحوال.
عموما لا بد من الإيمان أن كل مرحلة وقتية لها نوعية برامج وفي الوقت ذاته المراحل السنية هي الأخرى لا بد لها من أخذ الاعتبار في تنوع البرامج لكي تتوافق مع كل الأذواق والفئات.