|




الإماراتيون يحاولون تجاوز ظروف التراجع والإصابات

/media/iris/8015_15.jpg
إعداد خالد الشايع 2009.01.01 | 06:00 pm

يحاول المنتخب الإماراتي الأول لكرة القدم الحفاظ على اللقب الذي حققه في البطولة الماضية التي أقيمت على أرضهم.. غير أن مهمة الأبيض الإماراتي لن تكون سهلة في ظل تراجع مستواه وخروجه من المنافسة على التأهل لكأس العالم 2010.. يعاني الأبيض من العديد من المشاكل الفنية بدءاً من تراجع مستوى أبرز لاعبيه ومروراً بالإصابات والحالة المعنوية غير المستقرة لبطل الخليج.



وأنهى المنتخب الإماراتي في ملعب القطارة في مدينة العين تحضيراته للدفاع عن لقبه الخليجي بالنسخة التاسعة عشرة من بطولة الخليج بمسقط بالتعادل تحت إشراف مدربه الفرنسي دومنيك مع ضيفه العراقي (بطل آسيا).. على الرغم من أوضاع الإماراتيين غير المستقرة فنياً إلا أن هناك نوعاً من الرضا عن الإعداد.. فعبّر نائب رئيس اتحاد الكرة سعيد عبد الغفار عن رضاه عن سير إعداد الأبيض قبل أيام قليلة من انطلاق النسخة التاسعة عشرة من بطولة الخليج التاسعة عشرة.
وقال: "كل المؤشرات تدعو إلى التفاؤل والثقة، فاللاعبون في غاية الالتزام والانضباط والأجواء مثالية إلى حدٍ كبير في دار الزين والرغبة واضحة لدى الجميع في إنجاح الإعداد والوصول بالمنتخب إلى أعلى معدلات التحضير بما يساعد أبطال الأبيض في حملة الدفاع عن لقبهم الذي حصلوا عليه قبل عامين بالعاصمة أبوظبي، ونحن على ثقة لا تحدها حدود في أن الظهور بالعاصمة العُمانية مسقط سيكون على أفضل ما يكون".
وأضاف:"لا نرى أن فترة إعداد المنتخب قصيرة، فعشرة أيام كافية لإعداد لاعبين خرجوا لتوهم من مباريات تنافسية قوية في دوري المحترفين".
يعول مدرب المنتخب الإماراتي على النجوم الجدد للكرة الإماراتية مع المخضرمين.. يقودهم محمد عمر وعبدالسلام جمعة

ومن جهة أخرى يشدد نجم الوسط علي الوهيبي على عزمه على الظهور كأفضل ما يكون تجاوباً مع الثقة التي منحها له الجهاز الفني، وقال: "نحن ندرك أن الأنظار ستكون مسلطة على الأبيض الإماراتي في خليجي 19 بعُمان بحكم أنه بطل النسخة السابقة وهو ما يضعه أمام مواجهات صادمة مع بقية المنافسين من المنتخبات الأخرى التي ستحاول بكل ما أوتيت من قوة الخروج من أمامه بأفضل النتائج وعلينا أن نكون حذرين وحريصين إزاء هذه الحقيقة خصوصاً أننا نلعب في مجموعة تضم منتخبات مرشحة للفوز باللقب مثل قطر والسعودية وكذلك المنتخب اليمني الذي تطور مستواه بصورة ملحوظة في الفترة الأخيرة".
ويضيف: "علينا أن نضاعف جهودنا من أجل الفوز في المواجهة الأولى لأن ذلك سيضعنا في البداية الصحيحة للمشوار ويضاعف الثقة ويمنحنا جرعات معنوية سنحتاج إليها في بقية المباريات بما يقودنا لتحقيق الأفضلية المنشودة وتالياً الذهاب بعيداً في المنافسة والعودة من العاصمة العُمانية باللقب الغالي لنسعد الشارع الرياضي الإماراتي". ويؤكد الوهيبي على: "عزمهم كلاعبين على تأكيد جدارة الأبيض الإماراتي كبطل آخر نسخة للبطولة الخليجية الكبيرة".



حضور قوي
على الرغم من أن اتحادها الكروي لم يكن موجوداً قبل مطلع السبعينيات، إلا أن الإمارات فرضت نفسها على الخريطة الدولية بتأهلها لنهائيات كأس العالم في (إيطاليا 90).. وجاء ذلك الإنجاز يومها على حساب بعض الأمم القوية والعريقة كرويا مثل الكويت ،السعودية، اليابان والصين، وهو يعد أكبر إنجاز في تاريخ الكرة الإماراتية، ومع ذلك لا تزال خزينة الاتحاد الإماراتي لكرة القدم خالية من الكؤوس.
غابت الإمارات عن البطولة الأولى، ولكنها وجدت في جميع البطولات التالية.. وكان وجود منتخب الإمارات في الرياض عام 1972 أول وجود إماراتي رياضي على الإطلاق في محفل خارجي.. وجاءت النتائج فوق المتوقع حيث هزمت الإمارات قطر بهدف سجله سهيل سالم في الدقيقة 21, وبعدها خسر الفريق أمام السعودية 0ـ4 والكويت 0ـ7 والبحرين 0ـ2 وبعد قرار اللجنة المنظمة للبطولة بشطب نتائج البحرين عاش الإماراتيون لحظة عرفوا فيها طعم الانتصار عندما صعد قائد الفريق أحمد عيسى لمنصة التتويج بعد أن احتلت الإمارات المركز الثالث.
بعد ذلك بعامين شد الفريق الرحال إلى الكويت وهذه المرة بدأ الإماراتيون أكثر ثقة بالنفس فقد خسروا أمام المضيف 0ـ2 في الدور التمهيدي، ثم فجر واحدة من مفاجآت البطولة بهزيمة البحرين 4ـ0 قبل أن يخسر أمام السعودية 0ـ2، وتأهل للدور نصف النهائي وخسر أمام الكويت 0ـ6.
في البطولة الرابعة في الدوحة 67 احتل الفريق المركز السادس وخسر 4 مباريات وتعادل في اثنتين، وعلى الرغم من ذلك ترك بصمة تاريخية ما زال جمهور الكرة الخليجي يتحدث عنها عندما فرض التعادل السلبي على منتخب الكويت والذي كان يبحث عن فوزٍ كان مضموناً في حسابات اللاعبين قبل دخولهم الملعب، وفرضت تلك النتيجة على اللجنة المنظمة في نهاية المطاف إقامة مباراة فاصلة هي الأولى من نوعها لتحديد هوية البطل.



بناء الفريق
المشاركة الرابعة في بغداد جاءت مخيبة للآمال وعلى الرغم من أن الاتحاد الإماراتي تعاقد مع مدرب عالمي هو دون ريفي مدرب إنجلترا الأسبق، إلا أن الفريق عجز عن ترك المركز السادس.. ومع دخول عقد الثمانينيات بدأت الإمارات تظهر كجواد أسود وتعاقد الاتحاد الإماراتي مع واحدٍ من أذكى المدربين في آسيا وهو الإيراني حشمت مهاجراني، اللاعب الدولي السابق ومدرب إيران في مونديال الأرجنتين 78، ومنذ أن وطأت قدماه الكويت في نهائيات كأس آسيا أعلن مهاجراني تحديه للكويت بلاعبيه الصغار ووعد بمفاجأة.. وبالفعل تحقق وعده عندما خطف أحمد تشومبي هدفاً ضمن به التعادل لفريقه أمام الأزرق الذي حقق اللقب فيما بعد.
وفي البطولة السادسة التي استضافتها الإمارات ظهر لاعب جديد يدعى فهد خميس كان بداية سلسلة من النجوم الذين أنجبتهم ملاعب الإمارات، وحقق الفريق معه في تلك البطولة المركز الثالث.
في مسقط 84 احتل الفريق المركز الرابع وقدم وجوهاً جديدة كالهداف عدنان الطلياني الذي شكل واحداً من أشهر الثنائيات مع فهد خميس بالإضافة إلى المدافعين الشقيقين خليل ومبارك غانم.
وكان من الضروري أن تظهر ثمار ذلك التخطيط وبعد رحيل مهاجراني وقدوم كارلوس البرتو بيريرا المدرب البرازيلي المعروف، استفاد اللاعبون من خبرة وذكاء هذا المدرب والذي لم تكن بدايته سهلة على الإطلاق مع الفريق في نهائيات كأس آسيا في سنغافورة عام 1984، لكنه عمل خلال السنتين اللتين سبقتا البطولة الثامنة على تنمية الالتزام التكتيكي لدى اللاعبين، وفي المنامة 86 احتل الفريق المركز الثاني وهو أفضل مركز تحققه الإمارات منذ مشاركتها الأولى عام 1972، وحصل فهد خميس على جائزة هداف البطولة برصيد 6 أهداف.
وفي الرياض 88 اختلف الأمر وانتهى المطاف بالفريق في المركز الثاني بفارق نقطتين عن البطل، ولعب سوء الطالع في ضياع اللقب فبعد بداية صاعقة بالفوز على الكويت بهدف لا يصد من قدم الوجه الجديد زهير بخيت وتخطي البحرين بهدفين، تعثر الفريق فجأة أمام قطر وخسر 1ـ2 وهي المباراة التي دفع منتخب الإمارات ثمنها "كأس الخليج"، تعادل الإماراتيون بعدها مع العراقيين سلباً.. وبعد تأهل الإمارات لمونديال إيطاليا 90 قرر الاتحاد الإماراتي المشاركة في خليجي 10 في الكويت بالمنتخب الأولمبي، ولكن بعد الاتصالات التي أجراها الشهيد فهد الأحمد مع الشيخ حمدان بن زايد رئيس الاتحاد الإماراتي حينئذ، قررت الإمارات المشاركة في البطولة من أجل إنجاحها بعد رفض السعودية المشاركة في البطولة، وهو قرار" أي القرار الإماراتي" يرى معظم الإماراتيين أنه خاطئ لعدم جاهزية الفريق في ذلك الوقت من الناحية النفسية والبدنية، وجاءت النتائج عكس ما يشتهي المسؤولون، فتعادل مع عمان والبحرين وقطر والعراق وخسر 1ـ6 أمام الكويت واحتل المركز الأخير.
وفي البطولة التالية في الدوحة عام 1992 جمع 6 نقاط من 3 انتصارات بفوزه على السعودية والبحرين وعمان وجاء بالمركز الرابع بفارق الأهداف عن كل من البحرين والسعودية.
ومرة أخرى أفلت اللقب من الإماراتيين، وهذه المرة على أرضهم وبين جمهورهم عام 1994 فبعد انطلاقة رائعة بفوز على قطر 2ـ0، وتعادل مع السعودية 1ـ1 وانتصار صريح على الكويت 2ـ0 تعثر الفريق فجأة أمام البحرين وفشل في هز الشباك ووقع في مصيدة التعادل السلبي ليقفز الفريق السعودي للصدارة قبل المرحلة الأخيرة ويهزم الكويت 2ـ0 ويخطف اللقب، والإماراتيون لا يصدقون ما يحدث.
وعاشت الإمارات الحزن الحقيقي بعد ذلك بعامين بعد أن ضاع منها اللقب الآسيوي بركلات الترجيح أمام السعودية أيضاً، وخسرت كأس آسيا على أرضها وبين جمهورها على الرغم من أنها الفريق الوحيد الذي لم يهزم في المباريات خلال الوقت الأصلي... كان جلياً أن جيلاً كاملاً من اللاعبين الكبار عجزوا عن وضع (كأس) في خزينة الاتحاد الإماراتي وطويت صفحة نجوم تشهد لهم ملاعب آسيا والخليج وعلى رأسهم عدنان الطلياني، زهير بخيت، خالد إسماعيل، محسن مصبح، الأخوان بخيت وخميس سعد.
ولا أدل على ذلك من النتائج التي حققها الفريق في البطولتين التاليتين في مسقط 96 والتي جاء فيها الفريق في المركز الرابع.. وفي البطولة التالية احتل المركز الثالث.
وفي خليجي 15 حققت فوزاً واحداً في بداية الطريق على عمان، ولكنها تدحرجت إلى الوراء تدريجياً إلى أن انتهى بها المطاف في المركز الأخير وهو أسوأ مركز لها في تاريخ مشاركاتها في كأس الخليج.
وفي خليجي 16 احتلت الإمارات المركز الخامس.. وعجز في خليجي 17 عن تجاوز مجموعته التي ضمن قطر والعراق وعمان فحل رابعاً.
ولكنه غير كل شيء في البطولة 18 التي احتضنتها أبو ظبي على الرغم من بدايته المتواضعة وتألق نجمه إسماعيل مطر الذي استطاع إقصاء المنتخب السعودي بهدف قاتل في الثواني الأخيرة من مباراة الدور نصف النهائي ليتأهل أصحاب الأرض للمباراة النهائية أمام عمان التي كانت تصدرت المجموعة الأولى أمام الإمارات.. ونجح الأبيض في انتزاع اللقب بهدف وحيد بهدف لإسماعيل أيضاً.
سيحاول الإماراتيون تجاوز كل الصعاب التي مرت بهم منذ تحقيقهم أولى بطولاتهم بدءاً من رحيل المدرب الفرنسي ميتسو وإصابة العديد من اللاعبين أو هبوط مستواهم.. وهي مهمة لن تكون سهلة إطلاقاً.