بحثاً عن نمطية جديدة في الدراما بعيداً عن النهج الذي ملّه الجمهور

القاهرة ـ (أ ف ب) 2009.08.28 | 06:00 pm

تتطرق خمسة مسلسلات رمضانية مصرية هذا العام في خطوطها الدرامية للصراع العربي الإسرائيلي من بينها مسلسلان يصوران الشخصية اليهودية في صراعها الداخلي بين الاندماج في مجتمعاتها العربية أو الانسلاخ عنها والالتحاق بالحركة الصهيونية.
والمسلسلات المصرية التي تطرقت إلى الصراع العربي الإسرائيلي في تطوره التاريخي هي “أنا قلبي دليلي” عن قصة حياة المطربة الراحلة ليلى مراد لمحمد زهير و”حرب الجواسيس” عن قصة مستوحاة من ملفات أجهزة المخابرات المصرية بعد حرب يونيو 1967 لنادر جلال و”لو كنت ناسي” لعادل قطب ويتطرق للتحولات في المجتمع المصري بعد حربي 1967 وأكتوبر 1973. كما يعرض “ما تخافوش” ليوسف شرف الدين ويقدم شخصية اليهودي والصراع القائم في المرحلة الحالية بعد 2000 وهو ما يتناوله أيضا مسلسل “البوابة الثانية” لعلي عبد الخالق الذي يدور في نفس الفترة الزمنية ويصور حياة أم مصرية بعد اختطاف ابنها وسجنه في إسرائيل.
ولا شك في أن تخصيص خمسة مسلسلات من بين 60 مسلسلا للمرة الأولى في تاريخ الدراما المصرية لتصوير الصراع العربي الإسرائيلي يأتي كما يؤكد الناقد طارق الشناوي “بحثا عن نمطية جديدة في الدراما بعيدا عن النمطية القديمة التي ملها الجمهور”.
وأوضح أن “اقتحام الحياة السياسية بمثل هذه الكثافة وخصوصا الصراع العربي الإسرائيلي يأتي بعد أن فرضت الفضائيات المتخصصة في السياسية مثل الجزيرة والعربية نفسها واخترقت كل المنازل بحيث لم تعد السياسة حكرا على أهل السياسة كما كان الحال حتى قرب نهايات القرن الماضي”. ويرى الناقد أشرف بيومي أن “العودة لطرح قضايا الصراع وتسلسلها التاريخي في المسلسلات المختلفة يكشف جوانب مختلفة لشخصية اليهودي وطريقة تعامل المواطن العربي معها خصوصا في مسلسل (أنا قلبي دليلي) الذي يتطرق إلى مرحلة تاريخية هامة في تاريخ المنطقة وهي صعود الحركة الوطنية العربية وفي مواجهتها تحالف قوى استعمارية مع الحركة الصهيونية”. ويأتي في المستوى التاريخي الثاني من الصراع الفترة التي تبعت حربي 1967 و1973 مسلسلا “حرب الجواسيس” الذي يصور الصراع بين المخابرات المصرية والإسرائيلية استنادا على قصة الصحافية سامية فهمي التي تقوم بدورها في المسلسل الفنانة منة شلبي أمام هشام سليم رجل المخابرات المصرية الذي يدير الصراع في مواجهة رجل المخابرات الإسرائيلية الفنان السوري باسم ياخور. وسبق أن قدمت السينما المصرية هذه الرواية للكاتب الراحل صالح مرسي الذي أشار في مقدمة روايته إلى أنه استند فيها إلى ملفات المخابرات المصرية في فيلم “مهمة في تل أبيب” للفنانة نادية الجندي.
أما مسلسل (لو كنت ناسي) مع الفنانة الإماراتية هدى الخطيب والمصري رياض الخولي، فيصور حالة التفكك والانحدار التي صاحبت المجتمع المصري والتحولات التي جرت فيه خلال هاتين الحربين وما تبعهما من حرب الاستنزاف والظلال التي تركتها الحروب العربية الإسرائيلية على نشؤ هذه الحالة في المجتمع المصري.
هناك أيضا مسلسل (متخافوش) عن العلاقة بين اليهود الاندماجيين والصهاينة ورؤية العربي لهذين النوعين من اليهود وخصوصا المذيع “مكرم” (الفنان نور الشريف) الذي يدير قناة خاصة ويجري حوارات مع شخصيات يهودية أو محلية.
وأكد نور الشريف أنه شدد في المسلسل الذي كتبه أحمد عبد الرحمن على الإصرار على “حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم خصوصا اللاجئين الفلسطينيين”.
وأضاف أن هذا الأمر جعله “يفقد زوجته (منى عبد الغني) وابنته نتيجة مواقفه هذه حيث يتم اغتيالهما في باريس لكنه يواصل الدفاع عن قناعاته من خلال مقابلات مع اليهود الاندماجيين في الولايات المتحدة من خلال واحد من أهم المثقفين اليهود فيها”.