الابتكار عندهم يشكل معاناة شديدة
التلاميذ الصينيون هم أبطال الامتحانات في العالم وقد فجرت النتائج الكبيرة التي حققوها في البرنامج الأخير للتقييم الدولي للطلاب مفاجأة وإعجاباً وحسداً. إلا أن النجاح يخفي وراءه مشكلة متصاعدة ، ففي حين أن الأطفال الصينيين ربما يكونوا جيدين في التعليم القائم على الحفظ ، فإن مستوى الابتكار عندهم يشكل معاناة شديدة.
وتصنف آخر دراسة للتقييم الدولي للطلاب أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تلاميذ من شنغهاي شاركوا لأول مرة بأنهم حصلوا على القمة في الرياضيات والعلوم والقراءة.
ويأتي النجاح بعد دفع ثمن، فنظام الدراسة الصارم يسرق من الطلبة الصينيين ليس طفولتهم فحسب لكن أيضا قدرتهم على التخيل مما يجعل النتيجة الجيدة لشنغهاي في التقييم الدولي للطلاب نموذجا لضآلة ما تقوله الدراسة أحيانا عن نوعية نظام التعليم في البلاد.
وقال مايكل بيتيز الذي يقوم بالتدريس في مدرسة الإدارة بجامعة بكين إنه يعتقد أن نظام التعليم الصيني يحرم الطلاب من الابتكار في مرحلة مبكرة من عمرهم ولكنهم يحسدون على ذكائهم في الرياضيات.
وقال أستاذ الاقتصاد الأمريكي “طلابي عموما يستطيعون حل الألغاز الرياضية بشكل أفضل من طلابي ألأمريكيين والأوروبيين وهذا يعكس بعض التدريب الجيد للغاية في الرياضيات”.
من ناحية أخرى ، قال بيتيز إنه يضطر للعمل الشاق ليجعلهم يفكرون فيما
يتجاوز النماذج التي تعلموها في الفصل وهو عمل سهل بالنسبة للطلاب الغربيين.
وفي دراسة لـ21 دولة نشرت في نوفمبر جاء الطلبة الصينيون في المركز الأخير عند اختبار مستوى تخيلهم، وفي تصنيفات الابتكار جاءت الصين فى المركز الخامس من المؤخرة.
وحذرت صحيفة تشينا ديلى اليومية “هذه النتائج صادمة”. وقالت الصحيفة إن الأطفال لم يكن أمامهم تقريبا أي فرصة لاستخدام قدرتهم على التخيل. وأضافت “منذ اليوم الأول في الدراسة يتم دفعهم إلى ثقافة الإمتحانات والاختبارات ومزيد من الامتحانات”.