|


ثلاث شركات تسعى للاستفادة من موقعها الإستراتيجي على منتصف الطريق بين أمريكا وآسيا

دبي ـ (أ ف ب) 2011.11.18 | 06:00 pm

تبدو شركات الطيران الخليجية عازمة على تغيير خارطة الملاحة الجوية وجعل منطقة الخليج مركزا للعالم في هذا المجال، وهي تقدمت بطلبيات عملاقة جديدة في معرض دبي الجوي الذي اختتم أمس الخميس. وتتشاطر بوينج الأمريكية وإيرباص الأوروبية هذه الرؤية الثورية لمستقبل جغرافيا الطيران ولو أن شركات الخطوط الجوية التقليدية قد تدفع ثمن ذلك.
وراكمت شركتا الطيران الإماراتيتان، طيران الإمارات التابعة لإمارة دبي وطيران الاتحاد التابعة لأبوظبي، وشركة الخطوط الجوية القطرية، الطلبيات الضخمة على الطائرات الجديدة مستفيدة من موقعها الإستراتيجي على منتصف الطريق بين أمريكا وآسيا.
وخلال معرض دبي الجوي هذا الأسبوع، طلبت طيران الإمارت شراء 50 طائرة بوينج 777-300 اي ار طويلة المدى بقيمة 18 مليار دولار، ما شكل أكبر صفقة للصانع الأمريكي في تاريخه من حيث قيمة الطائرات المطلوبة.
أما شركة الطيران القطرية فقد طلبت خلال المعرض شراء 50 طائرة إيرباص ايه 320 نيو المتوسطة المدى مع خمس طائرات إضافية من طراز ايه 380 العملاق. وقال رئيس طيران الإمارات الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم خلال المعرض “لدينا خطة إستراتيجية طموحة للاستمرار في تطوير شبكتنا الدولية وخصوصا الرحلات البعيدة من دون توقف”. أما نائب رئيس شركة بوينج للتسويق راندي تينسيت فقال “هناك ثلاث شركات في الخليج تعتبر أن سوقها ليس الشرق الأوسط بل العالم”.



على مسافة واحدة
من جانبه، أكد المدير التجاري في إيرباص جون ليهي مستعيناً برسوم بيانية أن الطائرات البعيدة المدى مثل إيرباص ايه 330 وبوينج 777 تضع 90 % من سكان العالم على مسافة رحلة واحدة من دبي ومع الإيرباص ايه 380، فإن جميع سكان العالم يصبحون على بعد رحلة واحدة من دبي. وترى إيرباص أن دبي ستصبح بعد عشرين عاما ثالث أكبر مركز في العالم للنقل الجوي الدولي بعد بكين وهونج كونج.
أما بوينج فتتوقع أن تكون الإمارات التي يبلغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة، ثالث أكبر سوق وطني لها بعد الولايات المتحدة والصين.
وقال تينسيت “ليس المهم أن يكون هناك عدد ضخم من السكان، بل المهم هو كيف تطور هذه الدول نفسها، فهي تقوم بذلك عبر تقديم خدمات طيران من دون توقف للعالم بأسره”.
وبالنسبة له، فإن ثلاثة عوامل تفسر النمو المذهل لشركات الخليج التي نمت بمعدل 23 % سنويا في السنوات العشر الماضية. وهذه العوامل هي أن سكان المنطقة بغالبيتهم من جيل الشــــــباب، وأن المنطقة تحــوي أعدادا ضخمة من العمال المهاجرين، إضافة إلى وجهات سياحية ناشئة مثل مصر وسلطنة عمان وكذلك الإمارات العربية المتحدة. أما جون ليهي فيضيف عاملا رابعا هو انفتاح هذه المنطقة على الهند ما سمح لشركات الطيران بالدخول بقوة إلى سوق شبه القارة الهندية. ويبدو أن لا شيء يمكن أن يوقف صعود الشركات الخليجية الثلاث الكبرى بالنسبة لبوينج وإيرباص، مع العلم أن ذلك يتم بموازاة نمو باقي شركات المنطقة وصعود نجم شركات منخفضة التكلفة مثل طيران العربية في الشارقة فلاي دبي التابعة لحكومة دبي والتي انطلقت في 2009. توقعت أكبر شركتين لصناعة الطائرات في العالم، إيرباص وبوينج، أن يشهد حجم أساطيل شركات الطيران في الشرق الأوسط فورة كبيرة خلال السنوات العشرين المقبلة على أن تكون قيمة الطائرات الجديدة ما بين 350 و450 مليار دولار.
وتتوقع بوينج أن تطلب شركات منطقة الشرق الأوسط 2500 طائرة جديدة في السنوات العشرين المقبلة بقيمة 450 مليار دولار، أما إيرباص فتتوقع أن يكون العدد 1900 طائرة بقيمة 347 مليار دولار.



أرقام خيالية
إلا أن خبير قطاع الطيران ريتشارد أبو العافية من مجموعة “تيل” الأمريكية فيرى أن نمو الحركة الجوية لن يكون كبيرا لدرجة تسمح بهذا التوسع الكبير في الأساطيل. وقال إن “هذه الأرقام لا يمكن أن تصبح واقعية إلا إذا انتقل قسم كبير من حصة الشركات الآسيوية والأوروبية التقليدية من سوق الطيران” إلى شركات الخليج. وقد بدأت منذ سنوات مواجهات مفتوحة بين شركات الخليج وشركات عالمية كبرى مثل إير فرانس والخطوط الجوية البريطانية ولوفتهانزا الألمانية، وهي شركات تتهم نظيراتها في الخليج بالاستفادة من شروط تنافسية غير عادلة مثل أسعار محروقات منخفضة ودعم الحكومات في التمويل لشراء الطائرات.
وبحسب أبو العافية، فإن “هذا النمو لن يستمر إلا إذا استمرت دول الخليج باستثمار المال” في قطاع الطيران.
لكن للإمارات تاريخا في مخالفة التوقعات ففي 1970، ضحك كثيرون عندما قررت المدينة الصغيرة دبي أن تبني حوضاً جافاً للسفن الكبيرة فيما كانت البحرين المجاورة تملك حوضاً مماثلا كان يعتبر كافياً حينها لمنطقة الخليج؛ أما اليوم فميناء جبل علي في دبي من أكبر وأنشط موانئ العالم.