|


الرئيس اليمني أشرف شخصيا على اللمسات الأخيرة قبل انطلاقة خليجي 20 اليوم .. و تكشف

عدن ـ (أ ف ب) 2010.11.22 | 06:00 pm

استحوذت دورة كأس الخليج لكرة القدم العشرون التي تنطلق اليوم الإثنين في اليمن للمرة الأولى في تاريخه على الاهتمام في دول مجلس التعاون الخليجي في الأيام والأسابيع الماضية وسط تساؤلات كثيرة حول إقامتها في موعدها أو تأجيلها بسبب الأوضاع الأمنية في محافظتي عدن وأبين حيث تقام المنافسات.
وبقيت السلطات اليمنية مصرة على إقامة الدورة في موعدها وأعلنت عن خطة أمنية لاسابق لها لدورة رياضية في المنطقة الخليجية قوامها 30 ألف جندي بإشراف مباشر من الرئيس اليمني علي عبدالله الصالح، رغم التفجيرات من حين إلى آخر ومنها في منشآت رياضية، والتحذيرات التي أطلقها الحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال في جنوب البلاد وتهديده «ببرنامج احتجاجي» مع انطلاق البطولة.
وانتقل الرئيس اليمني شخصيا إلى عدن وأبين للإشراف على اللمسات الأخيرة لانطلاقها، وزار بعض المرافق منها ملعب أبين الذي يتسع لأكثر من 23 ألف متفرج.



تحديات صعبة

واجه اليمن في الفترة الماضية تحديات صعبة في إعداده لاستضافة الدورة.. أبرزها في الجانب الأمني الذي دفع بوزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى تشكيل لجنة أمنية لمعاينة الأوضاع الأمنية في عدن وأبين والجلوس مع المسؤولين اليمنيين وسط تكتم شديد من الجانبين.
وردت تقارير إعلامية كثيرة استنادا إلى مصادر مختلفة «عن توجه لدى اللجنة لطلب التأجيل»، لكن القرار اليمني كان حاسما بإقامتها في موعدها.
وقد شهد الإعداد للدورة خلال أكثر من شهرين نقاشا واسعا بين رؤساء وأمناء سر الاتحادات الخليجية وزيارات عدة لتفقد الملاعب والفنادق نتيجة عدم جهوزية هذه المنشآت تماما، ودعت الكويت إلى عقد اجتماع استثنائي لرؤساء الاتحادات قبيل إقامة القرعة بيومين في عدن لكن النصاب لم يكتمل لعقده فأجريت القرعة وبدأ العد العكسي للدورة.
وكثفت السلطات اليمنية إجراءاتها لحماية البطولة وأعلن رئيس اللجنة الأمنية فيها اللواء الركن صالح الزوعري مرارا تفاصيل الخطة الأمنية وأبرز نقاطها «وضع ستة أحزمة أمنية تفصل بين الملاعب الرياضية وبين المحافظات»، مبينا أن «الحزام الأمني الأول يبدأ في محافظة لحج مرورا بمحافظتي عدن وأبين».
وقال الزوعري «الخطة الأمنية شملت مختلف الأجهزة الأمنية وعلى رأسها جهاز المخابرات وجهاز الأمن القومي والقوات المسلحة والشرطة العسكرية والأمن المركزي وقوامها أكثر من ثلاثين ألف فرد»، مشيرا إلى أن «الخطة مدروسة وفق معايير عالية من الجهوزية الأمنية والاستعداد المبكر للدورة».
وأضاف «الخطة أولت الجانب الاستخباراتي أهميته في تعزيز الأمن مسبقا وكشف المخططات قبل وقوعها، كما أن اللجنة الأمنية أصدرت توجيهاتها منذ أيام بالعمل الميداني في تنفيذ الخطة، وأن آلاف الجنود باشروا عملهم في المجال المحدد لهم وذلك تجنبا لأي أحداث تسعى لبث القلاقل والشائعات وتحديدا في حماية الملاعب والمنشآت الأخرى الخاصة بسكن الضيوف وحماية الطرقات التي تستخدم من قبل اللاعبين».
سباق مع الزمن
وكان اليمن في الأشهر الثلاثة الماضية في سباق مع الزمن لإنجاز المشاريع الرياضية والإيوائية، إلى جانب فرض الأمن ومنع أي اختلالات من شأنها تأجيل البطولة أو نقلها إلى مكان آخر.
وقد شهدت عدن وأبين قبل فترة تفجيرات وأحداث شغب طالت منشآت رياضية خاصة بالبطولة، ما أدى إلى انتشار أمني كثيف وإجراءات احترازية تحسبا لوقوع أي أحداث أخرى.
لكن وزير السياحة اليمني وعضو اللجنة المنظمة للبطولة نبيل الفقيه أكد «عدم وجود أي إشكالية فيما يتعلق بمسألة الإيواء وإن الجماهير الخليجية لن تواجه أي معوقات في هذا الجانب».
وأوضح أيضا «إن عدد الفنادق المخصصة للبطولة 115 فندقا، وقد تم تخصيص 400 غرفة للبعثات الرياضية بما فيها بعثة المنتخب اليمني، و400 غرفة أخرى لكبار الضيوف الخليجيين».
وأعلنت اللجنة المنظمة قبل أيام أن أعدادا كبيرة من المشجعين الخليجيين دخلوا إلى اليمن، إذ تتوقع مصادر سياحية يمنية حضور الآلاف منهم.



تعكير صفو
وأكد نائب مدير السياحة في مدينة عدن جعفر أبو بكر جعفر لـ»فرانس برس» أن نسبة الحجز في فنادق المدينة بلغت 100 %، لافتا إلى استعداد أكثر من 170 منشأة سياحية فندقية ومطاعم ومنتزهات لهذا الحدث الرياضي.
لكن بيانا للحراك الجنوبي تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه الثلاثاء الماضي عكر صفو الإعداد للدورة إذ توعد فيه ببرنامج احتجاجي مع انطلاق المنافسات.
وجاء في البيان «البرنامج التصعيدي المتوعد من قبل الحراك الجنوبي يقضي بقطع الطرق المؤدية إلى المدن الجنوبية أو «المنافذ الحدودية»، إضافة إلى الخروج بمسيرات في مناطق مختلفة، إحداها «مسيرة المليون» التي تنطلق إلى مدينة عدن يوم انطلاق بطولة خليجي 20، وتنفيذ إضراب شامل».
ودعا البيان أنصار الحراك «إلى رفع صور قادة دول الخليج للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الجنوبيين ضمن فعاليتها الأسبوعية المعروفة بيوم المعتقل الجنوبي، والتي تقام كل خميس»، مشيرا إلى أن التصعيد الاحتجاجي «بدأ (السبت)أمس الأول وينتهي الإثنين في السادس من ديسمبر».