|


بطولة استثنائية

مرزوق العجمي 2010.11.23 | 06:00 pm

قبل عامين من استضافتها لمونديال 1962 أفاقت العاصمة التشيلية سانتياجو على هزة أرضية عنيفة حولت المدينة إلى ركام، فأرسل رئيس الاتحاد التشيلي كارلوس ديتبورن كتاباً لثني الاتحاد الدولي عن فكرة نقل البطولة، وقال كلمته الشهيرة (ليس لدينا شيء) وسنعمل بكل قوة لبناء أنفسنا، ولهذا السبب علينا تنظيم كأس العالم.
هذه الحادثة تذكرتها اليوم في افتتاح كأس الخليج في اليمن وسط أوضاع سياسية محتقنة، ظهر فيها الهاجس الأمني على السطح للمرة الأولى منذ انطلاق البطولة في العام 1970 ورغم أنني من المنادين بنقل البطولة، إلا أن إصرار السياسيين على إقامتها يعيد إلى الأذهان ما فعلته كرة القدم في دول كثيرة (آخرها جنوب أفريقيا) من قفزات اقتصادية ومعنوية.
ففيتنام على سبيل المثال، أنفقت ما يقارب نصف مليار دولار حتى تضاهي إمكانات شركاتها في تنظيم كأس آسيا الأخيرة (تايلاند، ماليزيا، إندونيسيا) وجنوب أفريقيا تحولت إلى دولة أخرى بعد المونديال الأخير، وكذلك كان الحال في المكسيك في العام 1986 .
الدور على اليمن هذه المرة، فتنظيم بطولة بهذا الحجم، ليس بالأمر الهين، لكنها فرصة ذهبية لليمنيين، للاستفادة من الحدث وللنهوض بشعب أنهكه الإرهاب والقات.
وفي الإطار ذاته سيكون لمباراة اليوم بين الكويت وقطر طعم خاص، فالفريقان اللذان خسرا نصف النهائي في النسخة الأخيرة يطمحان إلى ما هو أكبر، لكن أحداً في الدوحة لا يمكن أن يكون مطمئناً على فريق عجز عن تحقيق نتيجة أفضل من التعادل مع هايتي قبل أيام وهو مقبل على استضافة كأس آسيا في يناير المقبل، ولا شك أن قطر ليست في أحسن حالاتها في غياب لاعبها خلفان إبراهيم، لكن الأمور تتغير في البطولات المجمعة، وبمجرد انطلاق صافرة البداية.
أما الأزرق فيدخل بمعنويات كبيرة، بعد أن حقق أول لقب له منذ العام 1998 بعد فوزه الشهر الماضي ببطولة غرب آسيا بتشكيلة لا تضم إلا 3 من الفريق الأول، وعلى حساب فرق شاركت بتشكيلات أساسية، وسينتظر المراقبون إصدار شهادة ميلاد رسمية لصانع الألعاب عبدالعزيز المشعان والحارس خالد الرشيدي الأفضل في غرب آسيا كما أن المدرب الصربي جوران توفيفيتش يسعى لإثبات وجوده في مواجهة مدربين كبار مثال: برونو ميتسو، بسيرو وكولود لوروا، وهو يعرف أنها فرصة ذهبية لمدرب مغمور يطمح للانطلاق خارج الحدود.
جماهيرياً من المتوقع أن يقف اليمنيون مع الأزرق، لأن هناك ارتباطاً غرامياً مع نجوم العصر الذهبي أيام جاسم، فيصل، فتحي والعنبري.
كلمة أخيرة :
الجميل في هذه المباراة أن المسؤولين في الاتحادين القطري والكويتي لن يقووا على تغيير المدربين مهما كانت النتائج لضيق الوقت بين كأس الخليج وكأس آسيا.