|


تعمدوا تطفيشي .. وسأترك لهم الإخراج

لقاء يوسف الصلحاني 2012.02.21 | 03:00 am

 




أعلن المخرج التلفزيوني في القنوات السعودية الرياضية سعد الوثلان اعتزاله العمل في المجال الرياضي، مبررا ذلك بالـ”تطفيش” الذي وجده من العاملين في شركة الخبير الرياضي، وعدم وقوف أحد من مسئولي السعودية الرياضية معه في محنته، والتي وصفها الوثلان بالغريبة وذات الأبعاد الخفية. 



وكشف الوثلان انه وبعد كل هذه السنوات الطويلة في إخراج المباريات لم يجد التقدير المناسب، والذي ذهب (للخواجات) ديفيد وأصحابه على حد قوله، مؤكداً أنه أوصل صوته بكل هذه الأمور وغيرها لكبار المسئولين في وزارة الثقافة والإعلام، مشددا بأن هناك من يهدم في الخفاء وبأساليب غريبة جهود نائب وزير الثقافة والإعلام للشئون الإعلامية المشرف العام على القنوات السعودية الرياضة الأمير تركي بن سلطان.. الوثلان كشف الكثير في هذا الحديث المثير: 


 



بداية نود أن نعرف كيف التحقت بشركة الخبير؟ انضمامي لشركة الخبير الرياضي كان بناء على تزكية ومباركة من أسماء لها ثقلها في الوسط الرياضي والإعلامي, ولا يتسع المجال لذكرهم, لكن واحدا من هؤلاء هو المستشار عبدالرحمن الهزاع. وعلى ماذا كان الاتفاق أو ما ينص عليه العقد بينكم؟ تم الاتفاق مــع الرئيس التنفيذي للخبيــــر الرياضي في ذلك الوقت المهندس نبيل النور أثناء المفاوضات على آلية واضحة تحدد المهام المطلوبة والآمال المرجو تحقيقها مستقبلاً، ورحم الله امرؤ عرف قدر نفسه، فلولا ثقتي بالله سبحانه أولاً ثم بقدراتي وإمكاناتي لما اشترطت أن يكون عملي الرئيس هو إخراج مباريات دوري زين تحديداً, لعلمي بأن توفر الإمكانات الفنية ووجود المخرجين الأجانب ستكون عوامل إثراء ومحفزات لإثبات أننا كسعوديين لا نقل عن غيرنا عطاء وإبداعاً، لكن وقوف “ديفيد” ضدي ربما يكون مبرَّراً، على الأقل من وجهة نظره كأجنبي, لكن أن يحصل هذا ممن هو “منا وفينا” فهذا وربي تكريس لما ذكره د. سعود المصيبيح من “عقدة الأجنبي” التي يأبى المتحمسون لها إلا أن يكون أبناء الوطن الأكفاء لا قيمة لهم. وماذا عن موقف الزملاء في القناة السعودية الرياضية..اعني أصحاب القرار.. فيها؟ ألــح عليّ بعض الأعزاء والغيوريــن، ممن لم يسرّهم وضع الإخراج الرياضي بعامة وفي قناتنـــا الرياضيـــــة السعوديـــــة بشكل خاص، بضــــــرورة الاستفادة من خدماتي سواء بالإخــــراج بشكل مباشر أو توجيـــــه الإخوة الذين لديهم الكثيـــر من القصور فنياً في التلفزيون السعودي, فذكرت لأول الملحين وهو الزميل العزيز خالد الدوس بأن هذا الأمر يشرفني جداً وهو بمثابة رد ولو لبعض الدين لمكان اعتبره مدرستي الأولى وهو واجب لن أتأخر عنه وأنا قادر على القيام به إطلاقاً، بصرف النظر عن المردود المادي، لكن فقط متى ما طلب مني ذلك، فذكر أنه رتب للقاء مع مدير القناة الأخ عادل عصام الدين, الذي قابلني مرحباً ومثنياً ووعد بالتواصل، وذهب هذا الوعد في مهب الريح كما ذهبت محاولات الأخوين الآخرين العزيزين ناصر الأحمد وعبد الرحمن العنيق, اللذين ذكرت لهما بأنني قابلت “أبو لمى” لكن دون نتيجة تذكر, فألحا أن يحاولا بطريقتهما، وكلٌ لا يعلم عن الآخر، فردهما خائبين كما رد صاحبهما من قبل, وكأني بهم وكأنهم يتوسطون لمبتدئ في الإخراج لا لشخص قضى ردحاً من الزمن في مجال البارزون فيه يعدون على أصابع اليد الواحدة، ولكن انكشفت الامور. أيّ أمور تقصد.. ومن تقصد فيها؟ يأبى الله إلا أن يكشف هؤلاء جميعاً ونواياهم التي لا تخدم بل تهدم، عندما أصر الأجانب لوجود خلاف ما بينهم وبين إدارة الخبير الرياضي على الامتناع عن المشاركة، وأقفلوا هواتفهم ولم يتواجدوا في مقر سكنهم، كان هذا في الجولة الثامنة تقريباً ومباراة الرياض كانت بين الاتحاد والشباب، كلفت بها في وقت متأخر من الليل وكان ذلك محل استغرابي الشديد، حيث لم أكن أعلم بملابسات الخلاف وقتها شيئاً، وتعودت خلال شهري سبتمبر وأكتوبر على أسلوب الاستفزاز والتطفيش من هذا الـ “ديفيد”، حيث كنت أكلف بمباراة من دوري زين ويتم تغييرها في آخر اللحظات، إلا هذه المرة.. نجحت المباراة بحمد الله بعد سلسلة الإخفاقات الأجنبية المتتالية، ليس هذا فقط، لكن مصحوبة في التفنن في إضافة الأهداف، وأعني بذلك المباريات التي أخرجوها هم أنفسهم وهي معروفة لدى المتابعين وموثقة كذلك. وماذا حصل بعد ذلك؟ لم يرق هذا النجاح للمتربصين وللأجانب على حد سواء، لدرجة أن أحد مسئولي القناة صرح لصحيفة شمس، التي أفردت صفحة كاملـــة لتلكم التغطية الناجحة، مجيراً هــــذا النجاح للأجانب بقوله: “لأن المخـــــرج سعودي ظــــن المتابعون بـــأن الفريق بأكمله سعودياً” وهــذا ليس بصحيح، وأنا أقول بأن الفريق كــــان سعودياً صرفاً بنســـبة 99 %، حيث لم يكــن من الأجانب مشاركاً إلا مصور روماني واحد واسمه “توماس”، وأتذكر أنه خلال سير المباراة ذاتها اتصل مسئول أعلى من ذلك الذي صرح للصحيفة عندما لاحظ أن هناك بوناً شاسعاً بين ما يراه والمباريات الهامة السابقة، فأخبره الموظف بأن ما تراه وتذكر بأنه مختلف هو من إخراج “أبومحمد.. سعد الوثلان” مما أثار حفيظة هذا المتصل، ليقول وبزعل شديد: “من الذي كلفه؟ ولماذا؟” ولكن هذه المباراة اعتبرها القشة التي قصمت ظهور البعض ممن لا يود أن يرى إلا أجانب فقط، بدليل ما حصل بعدها واتضاح أن تكليفنا كان اضطرارياً. وماذا عن موضوع الخطاب الذي يقال أنكم رفعتموه لأحد المسئولين الكبار في جهاز التلفزيون السعودي ويحمل إساءة عدد من الزملاء؟ موضوع الخطاب الذي أثار غضب المسئولين في التلفزيون عليّ شخصياً يحمـــــل نقداً موضوعياً، كان الهدف منه وضع المسئول في الصورة حيال بعض التصرفات من أشخاص بعينهم, رأيت من وجهة نظري أنها خاطئة ولازلت عند رأيي. والخطاب هذا سبقه خطابات تحمل أفكاراً ورؤى للتطوير لقيت بحمد لله كل الثناء والإشادة, إلا أن الفرق بين السابقة واللاحقة أن الأخيرة حددت الأسماء، وما حملني على ذكر الأسماء ليس وشاية ولا كيداً لأحد، بقدر ما هو وثوقاً بأن السكوت على مثل تلك التصرفات اللا مسئولة ضدي ليس من مصلحة القناة الرياضية ولا الخبير الرياضي؛ لأن المتوقع والمأمول هو العمل في جو من الود والإخاء لا الاستفزاز والشحناء. لماذا لم تتجهوا للمسؤول مباشرة دون خطابات؟ سبق الخطابات كلها طلب من نائب وزير الثقافة والإعلام للشئون الإعلامية الأمير تركي بن سلطان لأخي عبد العزيز الرويشد ولي شخصياً عن طريق مدير مكتبه إبراهيم الغيهب، ولم نتمكن من لقائه في المرتين كلتيهما لانشغاله, ففضلت عندما طالت المدة ولم يحصل اللقاء أن أرسل المقترحات كتابةً، وكنت قد عزمت الأمر إن حصل اللقاء وطلب منا الأمير تركي بن سلطان العمل كمخرجين للمباريات أن يكون ذلك تحت توجيهه وإشرافه مباشرةً بسبب المواقف التي ذكرتها سابقاً مع مدير القناة، ذكرت ذلك لأخي عبد العزيز في حينه لأنني رأيت أن في الصراحة راحة, خاصةً والعمل الميداني يتطلب تركيزاً ذهنياً وجهداً بدنياً مجتمعين. وكيف بدأ مسلسل “التهميش” على حد قولكم؟ مسلسل التهميـــش ومن ثمّ الإقصاء من جانب الخبير الرياضي أخذ أشكالاً متعددة وأساليب يخجل الفرد حقيقةً من ذكرها والله المستعان .فعبارة (أنقذوا الدوري السعودي من شركة الخبير الرياضي) غيضٌ من فيض التقولات التي نُسبت لي بعد خطابي الأخير المذكور الذي تحدثت عنه، وكأنهم بذلك يوجدون حججاً لموضوع إقصائي ولو كان كذباً وافتراءاً، وآخر محاولات الاستغفال منقطع النظير حين أرادوا استبدال العقد الحالي بعقدٍ جديد تكون صيغته المكافأة مقابل كل مباراة، بدلاً من الراتب الشهري المتفق عليه سلفاً، ما آخر مباراة كلفت بإخراجها؟ ومتى ؟ لك أن تتخيل أ آخر مباراة أخرجتها كانـــت في دوري الناشئين بين الهلال والنجمة! وكانت قبل 3 أشهر .. ومن حينها لم أكلف بإخراج أي مباراة؛ وذلك امتدادا لعملية التهميش وسياسة التطفيش اللتين أتحدث عنهما. وما هي خطتك المقبلة؟ أنا من منبركم هذا أعلن عن ابتعادي ــ بنهاية عقدي مع الخبير الرياضي ــ وهجري لهذا المجال، وهو الإخراج الرياضي، فبيئته غير صالحة إلا للشحن النفسي والضغوط والتوترات التي يتسبب فيها فئات من الناس كل همها محاربة كل نجاح، والتصدي لأي تميز يحجِّم من طموحاتها ويكشف عوراتها ونقاط ضعفها ومرض قلوبها، وصدق من قال بأن فاقد الشيء لا يعطيه، وحتى لا يظن بأن هذا رأي أحادي يخص تجربة بعينها لمخرج بذاته أحيلكم لمجموعة من الأسماء اللامعة التي ابتعدت أو أبعدت بفعل فاعل، لا لشيء إلا لأنها مؤهلة لدرجة أن غير الأكفاء عاجزون عن مجاراتهم، ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر: المبدعون عبدالعزيز الرويشد، يحيى علي عسيري، بندر المجرشي، ومحمد العنزي .. وفي الإدارة عبدالله المقحم وخالد الدوس وغيرهم كثير، وآخر المبتعدين كان المتألق عبدالله الحربي، وفي قائمة الانتظار يقبع المهمشون المعلقان القديران ناصر الأحمد وغازي صدقة . هل من إضافة أخيرة؟ أريد أن أوضح بأن مسألة “الاستقصاد” عنيت بها شخصياً، بدليل وجود مخرج سعودي آخر يشارك بشكل رسمي، وآخرون يعملــون بصفتهم متعاونين بنظام القطعة في Free Lancers ومستمرون في المشاركة دون انقطاع، وأنا بخبرتي المتواضعة أزعم أني قادر على التفريق بين توجيهات المسئولين وإملاء الأهواء من مغرضين؛ لأن “كل إناء بما فيه ينضح”. وعلى طريقة أخينا الفاضل الدكتور حافظ المدلج أقول وبالله التوفيق: “على منصات الإحباط نلتقي”.