|


مذيع فقد القدرة على الكلام .. وآخر أوشك على الانهيار

الرياض ـ عبدالله القحط 2012.02.22 | 03:00 am

 





 




في كل عمل يقدم هناك جنود مجهولون يعملون خلف الكواليس، يظهر أثرهم دون أن يُعلم جهدهم للكثير، وهذا ينطبق على البرامج الرياضية ومن يقف خلفها، ومن هذا المنطلق قامت الرياضية بزيارة مفاجئة لـ”غرفة العمليات” في إذاعة UFM، فوجدنا فيها مهندس الصوت والمخرج زياد با سالم، تحدثنا معه حول هذه الغرفة وأهم ما يدور فيها وأصعب اللحظات وأبرزها.



 


برامج UFM في البداية تحدث با سالم عن المهام التي تتم في غرفة “التنفيذ” حيث قال: “من هنا تتم هندسة الصوت وإخراج البرامج والنشرات وفقرات الأناشيد والأغاني، كما تعتبر أيضاً غرفة تحكم “كونترول”، وحول تفاصيل هذه المهام قال با سالم: “لكل برنامج أو نشرة نص خاص، أو ما يُعرف بـ”السكربت”، وفي هذه الغرفة تتم متابعة تطبيق النص كما هو، مع مراعاة التقيد بالوقت والمدة المحددة فيه، وبعض أجزاء النص تعتمد أثناء البث بشكل كلي على المخرج، مثل التقارير و”الكليبات” والفواصل الإعلانية”، وعن البرامج الرياضية التي تدار من غرفة العمليات هذه قال: “كثيرة ومنها برنامج قول رأيك، بين اثنين، ملعب U، كلام في الرياضة، استديو U، يلا أوروبا”. لحظات صعبة وفي سؤال عن أصعب الأوقات التي يمرون بها في التنفيذ، أجاب با سالم: “نشرات الأخبار تأتي في مقدمة الأوقات الصعبة، فالعمل عليها يبدأ مبكراً حيث تُحرر الأخبار وتُعد التقارير، وأثناء البث على الهواء يحتاج المخرج إلى تركيز عالٍ جدا لتنفيذ النشرة والالتزام بالتفاصيل المحددة سابقاً، والتي منها التنقل بين قراءة المذيع للنشرة وعرض التقارير و”الكليبات” المسجلة، وأصعب اللحظات على الإطلاق وقت الدخول والخروج وأوقات الفواصل الإعلانية” ويضيف با سالم في توضيح هذه الصعوبة بقوله: “أحيانا على سبيل المثال يتم تنبيه المذيع قبل وقت الإعلان بدقيقة، ثم تذكيره قبله بثوان حتى ينوه عن الإعلان وينهي موضوعه أو جملته، وعندما لا يسيطر المذيع على الوقت ويستمر في الكلام على الهواء يضطر المخرج للخروج بالإعلان قاطعاً على المذيع وربما معه ضيفه، لأن هذه من ضمن القواعد التي لايمكن مخالفتها، وقد حدثت على الهواء عدة مرات”. الاتصالات مقلقة وتحدث با سالم عن استقبال اتصالات المسـتمعين، حيث قـــال: “مشــاركات المستمعين عبر الهاتف تأتي في المرتبة الثانية من حيث الصعوبة، واستقبالها يتم أيضاً هنا في هذه الغرفة، وهي تحتاج كما يعرف الجميع للتركيز لأن بعض المستمعين، وهم قليلون جداً، يتجاوزون في التعبير إما بمفردات خارجة عن الذوق أو بالتجاوز على أشخاص بعينهم، وعلى المنفذ للبرنامج في هذه الحالة أن يستفيد من فارق التوقيت بين الاتصال والبث أو ما يطلق عليه “Delay”، والذي يقدر بـ(8) ثوان، في فلترة الاتصالات وحجب المسيء منها”. مزاج المذيع ومن ضمن الأدوار التي يقوم بها المخرج والتي تحدث عنها با سالم مساهمته في تعديل “مزاج” المذيع، حيث قال: “على المخرج أن يختبر حالة المذيع المزاجية قبل البرنامج ويلاحظها في بدايته، وفي بعض الأوقات تتسبب أمور خاصة بالمذيع في التأثير على حالته النفسية، وهنا يأتي دور المخرج في أول فاصل إعلاني من خلال إخراج المذيع من هذه الحالة عن طريق دردشة خفيفة تناسب شخصية المذيع أو حتى إلقاء (نكتة) قد تسهم في تحسين (موده)”. موقف صعب وحول أصعب المواقف التي مرت عليه كمخرج، تذكر با سالم فوراً هذا الموقف حيث قال: “في أحد البرامج كنا مستعدين كطاقم عمل لبداية البرنامج، وعند إعطاء الإشارة للمذيع كي يبدأ تفاجأت أنه غير قادر على الكلام، انتظرت قليلاً ولم يتعدل الوضع، فقمت على الفور بالخروج بفاصل إعلاني عن برامج الإذاعة، وأحضرنا (ماء) لزميلنا المذيع الذي استعاد عافيته وعاد لتقديم البرنامج”، سألته: هل كان ذلك بسبب “الرهبة”؟، ورد با سالم: “لا أعلم ولا أستطيع الجزم بذلك، ربما تكون وعكة صحية مفاجئة”. موقف طريف أما أطرف موقف فيقول عنه زياد: “في برنامج آخر حضر المذيع ومعه المادة التي سيقدمها في الحلقة مطبوعة على ورق، ووضع الورق على الطاولة وخرج من الاستديو لدقائق ثم عاد، وتفاجأ بأن المادة غير موجودة، وتبقى دقائق على دخول البرنامج، بحثنا في الأستديو وفي كل مكان ولم نجد شيئاً، وبالصدفة وقبل ثوان من بداية البرنامج اكتشفنا أن “عامل النظافة” قد أخذها متوقعا أنها قديمة ولم يعد لها أهمية، فتنفس الزميل المذيع الصعداء وعاد فوراً لتقديم برنامجه”. مشاهدات من داخل UFM ـ الإذاعة أشبه بـ”خلية النحل” وهذا يُفسّر ما تقدمه من برامج حظيت بالمتابعة والإعجاب. ـ كان في استقبال الرياضية مشرف البرامج الرياضية تركي السالم، ومذيع برنامج “يلا أوروبا” راشد النصار، وكان تعاملهم في غاية اللطف والرقيّ. ـ أثناء تواجد الرياضية في غرفة الإخراج وهندسة الصوت صادف موعد موجز أخبار السادسة، والذي قدمته الزميلة شذى محمد، ونفذه على الهواء زياد با سالم.


مذيع فقد القدرة على الكلام .. وآخر أوشك على الانهيار

مذيع فقد القدرة على الكلام .. وآخر أوشك على الانهيار