رؤساء الأندية يغيرون في الطواقم التحكيمية
ـ النقاد الرياضيون والشارع الرياضي عموما منقسم بين من يقول إن مستوى التحكيم السعودى هذا الموسم كان جيدا وهناك من يقول إن بعض الأخطاء القاتلة أعادته للمربع الأول، من وجهة نظركم ما مدى رضاكم عن التحكيم خلال الموسم المنتهي وعلى عملكم عموما؟
من الصعب أن يقيم المرء نفسه.. ومن الأفضل ترك تقييم مستوى التحكيم المحلي للنقاد والمتابعين والمنصفين منهم تحديدا، نحن من جانبنا في اللجنة الرئيسية اجتهدنا كثيرا وعملنا طويلا كل في مجاله والمهام المكلف بها، وجدنا بحمد الله الدعم الكبير من الأمير نواف بن فيصل ومن ثم من رئيس اللجنة المؤقتة للاتحاد السعودي لكرة القدم الأخ العزيز أحمد عيد، وأرى بعد توفيق الله أن مستوى التحكيم هذا الموسم كان جيدا إلى جيد جدا..وعليكم أن تعرفوا أن جيد بالتحكيم ليست كدرجة جيد في المدارس، العمل وآلية ومعايير التقييم تختلف تماما. ولذا درجة جيد في التحكيم تعادل درجة جيد جدا أو ممتاز في شهادات المدارس.
ـ انتقادات كثيرة ومطالبات عديدة من الحكام بإيقاف وإلغاء الاجتماعات الشهرية الخاصة بكشف أخطاء الحكام .. وهي الخطوة التي تبنيتها شخصيا، حيث هناك من يرى أن (السنة العمرية) كما يطلق عليها..ضررها أكبر من نفعها؟
- بداية لابد من القول إننا نحترم ونقدر جميع الآراء التي تتحدث عن الاجتماع الشهري للحكام بحضور مختلف وسائل الإعلام وغيرهم من مسؤولي الأندية من يرغب منهم. وحقيقة كل عمل له سلبيات وإيجابيات، ولكن مختصر القول في هذا الأمر إنني شخصيا طلبت من زملائي الحكام خلال أحد الاجتماعات وكان عدد الحضور وقتها يصل إلى 39 حكما أن يكتبوا آراءهم في ورقة. هل هم مؤيدون أو معارضون لهذا الاجتماع، وكي نرفع الحرج عن الحكام جميعا طلبت منهم كتابة رأيهم بدون كتابة أسمائهم على الورقة! وكانت المحصلة لهذا الاستفتاء هو رغبة 37 حكما بتواصل واستمرار هذه الاجتماعات مقابل صوتين فقط بإلغائها، وهنا أعتقد أن الأمور واضحة ولاتحتاج إلى مزيد من التعليق.
ـ من جانبكم أبوعبد العزيز هل ترى لها فوائد فعلا أو مجرد ظهور أمام وسائل الإعلام؟
من وجهة نظري وما نحن مقتنعون به أن لها فوائد جمة، منها ما يتعلق بالإخوة الإعلاميين حيث كسبنا تعاطف الكثير منهم .فالزملاء الإعلاميون حين يحضرون مثل هذه الاجتماعات يشاهدون كيف (نجلس) عدة دقائق ونعيد اللقطة عدة مرات كي نصدر حكما على حالة تحكيمية ما.فما بالكم بالحكم الذي يأخذ قراره في جزء من الثانية؟
ـ ما هي آلية تصنيف الحكام لديكم؟
إجابة هذا السؤال كررتها عدة مرات خلال الموسم، فنحن قسمنا الحكام إلى ثلاث فئات: حكام دوري زيـــــن ودوري الدرجة الأولى وعددهم يصل إلى 60حكما تقريبا، وحكام دوري الدرجة الثانية ومسابقة كأس فيصل وعددهم 80 حكما، وحكام دوري الناشئين والشباب وعددهم 60حكما تقريبا.
ـ وماذا عن الشارة الدولية لحكام الساحة أو المساعدين هل سيحدث عليها تغيير قريبا؟
بحمد الله لدينا رقم اعتبره جيدا بل ممتازاً في عدد الحكام الدوليين، فلدينا سبعة مقاعد دولية حكام ساحة وتسعة مقاعد دولية للحكام المساعدين وهو من أعلى الأرقام بين الدول القريبة منا. تركنا مقعداً واحداً (حكم ساحة) وذلك لإشعال روح المنافسة الشريفة بين الإخوة الحكام لاختيار أحدهم لشغر هذا الكرسي.
ـ هل صحيح ما حكاه البعض من أنكم طلبتم من بعض الحكام وخصوصا مطرف القحطاني وسعد الكثيري الاعتذار عن الدولية بل عن مواصلة التحكيم؟
أبدا غير صحيح إطلاقا. وللمعلومية (أخي يوسف) فأنا أملك الشجاعة الكافية بحمد الله وتوفيقه لاتخاذ مثل هذه القرارات بنفسي ولن ألجأ لمثل هذه الأساليب التي يكتبها البعض دون تثبت.. هداهم الله. وأعيد وأشدد أنني لم أطلب من أي زميل حكم ساحة أو مساعد الاعتذار عن مواصلة التحكيم مادام مثل ذلك مايزال حقاً مشروعاً له حسب الأنظمة واللوائح.
ـ قبل أن نفتح هذا الملف معكم.. أريد إجابة صريحة كما هي عادتكم الشفافية والصراحـــة.. هل يضايقكم اســـتمرار وجـــود الحـــكام الأجانب؟
بصراحــــــة لا . أو علـــى الأقل ليـــس بالصــورة التي تتوقعونهـــا .لعدة أسباب لعلي أختصرها بالقول بأن قرار الاستعانة بالحكام الأجانب فرض من رأس الهرم الرياضي ومن أعلى سلطة رياضية بالبلد وعلينا احترام هذا القرار.كما أنني أضيف نقطة مهمة أننا في بعض الأوقات والمباريات نحتاج الصافرة الأجنبية، وهي لا تعني إطلاقا التقليل من مكانة الحكم السعودي الذي بحمد الله وتوفيقه ثم بدعم الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل اثبت حضوره وكفاءته في كافة المحافل الدولية والقارية والعربية.
إذا أردت الحقيقـــــة.. ما يضايقني في موضوع تواجد الحكم الأجنبي هو اعتبار الأخطاء التي يقع بها هؤلاء الحكام جزءاً من اللعبة وغير متعمدة إلى آخر ذلك من التبريرات المنطقية، وحين تقع نفس الأخطاء أو حتى أقل منها من الحكام الســـــعوديين نشـاهد الهجوم غيـــر المبـــرر والانتقـــادات القاســية حتى يصــــل البعض في نقدهم إلى الدخــــول فــــي مسألة (النوايا).. وهــذا الـــــذي (يزعلنا). نريـــد من الجميع النظر لأخطـــاء الحكام المحليين بــــذات المنظار الذي يشاهد فيه البعض أخطاء الحكام الأجانب.
ـ وهل صحيـح أنكم اعتذرتم عن القيـام أو المشــاركة باختيــــار طواقــم التحكيم الأجنبي؟
صراحة سمعت الكثير من الكلام حول هذا الأمر. والحقيقة إنه لم يعرض علينا إطلاقا كلجنة حكام رئيسية مسألة اختيار الحكام الأجانب ولو ..لاحظ (أقول ).. لو عرض علينا اختيارهم لرفضت لأننا في لجنة الحكام الرئيسية (اللي فينا كافينا من المشاغل)، وما عندي استعداد نفتح جبهة جديدة علينا. فإذا كانت بعض اختياراتنا المحلية للمباريات لاتروق للبعض وهناك من يذهب بعيدا في تأويلات وتفسيرات خاطئة لها هداهم الله، فكيف بعد لو كان اختيار الحكام الأجانب من طرفنا. بصراحة ليس لنا أية علاقة باختيار طواقم التحكيم الأجانب الذين تسند لهم قيادة بعض المباريات.
ـ (طيب). من وجهة نظركم من وقع في أخطاء مؤثرة أكبر الحكام الأجانب أو المحليون؟
أترك الحكم في ذلك للإخوة النقاد والمتابعين، وعموما لايوجد حكم كرة قدم على وجه الأرض بلا أخطاء، ولكن المزعج منها هي الأخطاء المؤثرة!
ـ لعلني أطرح سؤالا مشابها . من وجهة نظركم (محليا) هل كان خطأ الحكم الدولي مطرف القحطاني حين حرم فريق الهلال من ركلة جزاء صريحة في الدقائق الأخيرة من مباراته أمام التعاون . أم خطأ الحكم الدولي الآخر فهد المرداسي حين حرم فريق الفتح من هدف صريح في مرمى النصر كلف الفتح الخروج من مسابقة كأس الأبطال (أيهما كان أكثر إزعاجا) لكم؟
نحن باختصــــار( يا أخ يوسف).. نقيـــم الأمور من الناحية الفنية ولا نشخص الأمــــور.بمعنى نعرض الحالــــة التحكيميـــة مثــار الجدل أمام الجميع ونقول رأينا فيها بوضوح وشفافية بغض النظر عن الطــرف المســـتفيد أو المتضــرر من هذا الخطأ.
ـ أذكـــر إنني سألتكم في حوار مشابه الموسم الماضي كابتن عمر حول إمكانية العمل بالحكام الخمسة كما هو الحال في بعض الدوريات، وأقرب مثال قطر .. ولكن لم يتم تفعيل هذه الآلية ..رغم أنها تسهم في تقليل أخطاء التحكيم من خلال تواجد حكمين بالقرب من مرمى كل فريق؟
مسألة تطبيق العمل بإدارة المباريات بخمسة حكام تحتاج تعليمات من الاتحاد الدولي لكرة القدم وإجراءات وتعليمات أخرى. ونحن لم يصلنا شيء حتى الآن في هذا الأمر. ولا تنسى أنه متى تم تطبيق هذه الآلية فإن مصاريف الحكام ستتضاعف على الأقل بمقدار 50% ، فلو قلنا مثلا إن ميزانية التحكيم في الموسم تصل إلى أربعة ملايين ريال فإنه في حالة تطبيق آلية الحكام الخمسة أو الستة في المباراة الواحدة فإننا مثلا بحاجة إلى مليوني ريال زيادة. وعموما أكرر لم تصلنا تعليمات بتطبيق مثل هذا الأمر، كما هو حال بعض الاتحادات التي تطبق هذه الآلية فهي غير ملزمة رسميا.
ـ أيضا ماذا عن تطبيق استخدام التقنية في تحديد صحة بعض الأهداف وعبور الكرة خط المرمى من عدمه.. هل هناك نية لتفعيل ذلك؟
نفس إجابــــة الســـؤال الســابق تقريبا، ولكن أضيف أن (حلاوة) الكورة كما يقال في مثل هذه الأخطاء، وعلينا أن نتكيف مع كرة القدم بوضعها الحالي.
ـ كانت النية لدى الراعي الرسمي للحكام (شركة تايوتا) منح أفضل حكم في الموسم سيارة. ولكن اختلفت الآلية وتم توزيع الجائزة على ستة حكام.. فما الذي حدث حول هذا الأمر؟
ما تقوله صحيح، في البداية كان توجه الشركة الراعية منح أفضل حكم سعودي (سيارة) ولكن وجدت أنه من الظلم والإجحاف اختزال أفضلية التحكيم المحلي طوال الموسم بحكم واحد مع احترمي لجميع الزملاء الحكام.ومن هذا المنطلق طلبت من الشركة الراعية منحنا قيمة السيارة خمسون ألف ريال. وما قصروا زودوها إلى 75 ألف ريال لتوزيعها على أفضل ستة حكام في الموسم من خلال التصويت مع وضع معايير فنية واضحة مثل عدد المباريات لحكم الساحة والمساعد وقلة الأخطاء المؤثرة التي يقعون فيها، فمثلا كان معدل المباريات لحكام الساحة من 15 إلى 18مباراة، فكانت النتيجة فوز ثلاثة زملاء من حكام الساحة هم الدوليون خليل جلال وعبد الرحمن العمري ومرعي عواجي. حيث حصل كل واحد منهم على مبلغ 15000ألف ريال، والمساعدون وهم ثلاثة أيضا (بدر الشمراني، وعبد العزيز الأسمري ومحمد العبكري)، ومنح كل واحد منهم مبلغ عشرة آلاف ريال. وكان معدل المباراة لكل حكم مساعد مابين (16-20مباراة).
ـ كثيرون يتساءلون عن مستشار لجنة الحكام الرئيسية ومحلل الحالات التحكيمية محمد فودة.. وهل مازال يمارس عمله معكم في لجنة الحكام الرئيسية؟
نعم الزميل محمد فودة يحضر الاجتماعات بحكم عمله معنا كمستشار في اللجنة. ولكن علينا أن نفرق بين فودة المستشار في اللجنة وفودة محلل الحالات التحكيمية عبر القنوات التلفزيونية.فآراء الزميل فودة الإعلامية تخصه لوحده ولا تمثل آراء لجنة الحكام الرئيسية.
ـ وماذا عن خلافكم القوي مع المقيم ومحلل الحالات التحكيمية في قنوات السعودية الرياضية علي المطلق. والتي اتسعت رقعتها مؤخرا؟
أبداً لايوجد خلاف مع الزميل علي المطلق وأنا أقدره واحترمه تماما، والأخ علي يدرك ويعلم هذا الشيء، وكان اختلافي معه في وجهات النظر حول بعض الحالات التحكيمية. وخصوصا في حالة (الراية الركنية)، حيث قال الزميل علي رأيا ليس موجوداً في نص القانون. وكلنا معرضون للخطأ والنسيان. وأشدد بالقول وأذكر إنني حينما كنت أنا والزميل فودة نحلل الحالات التحكيمية عبر القنوات التلفزيونية كنا نقتصر في تكاليف تقييم المباريات على درجة الشباب والناشئين منعا للإحراج ..وأكرر إن علاقتي بالأخ علي المطلق قائمة على الاحترام حتى بعد أن استقال من رئاسة لجنة حكام منطقة الرياض.
ـ هل صحيح إنكم تغيرون في اسم الحكم أحيانا استجابة لمطالب رؤساء الأندية حين يبدون تحفظا على اسم حكم ما؟
أيضا مثل هذا الكلام الذي يردده البعض غير صحيح إطلاقا، ما هو صحيح إنني استقبل مكالمات رؤساء الأندية والمسؤولين فيها واستمع لملاحظاتهم ونهتم في اللجنة الرئيسية للحكام فيها ولكن لم تصل ولن تصل الأمور بحول الله وقوته أن يفرض علينا أحد اسم حكم أو نبعد حكم استجابة لوجهة نظر ناد ما، وإنما لدينا طريقتنا بالعمل والتكاليف، ومتى ما وجدنا الملاحظة في محلها نتعامل معها بما يحقق المصلحة العامة لجميع الأطراف.
ـ ختاما ماذا عن استعداداتكم للموسم المقبل ؟
بإذن الله سيكون هناك معسكر خارجي خلال شهر شعبان لمدة 15 يوماً تقريبا وتحديدا في تركيا، وسيضم ما مجموعه 45 حكماً تقريبا، وحرصنا على زيادة العدد لزيادة الفائدة بإذن الله، وكما قلت لاخوف على التحكيم السعودي حيث يحظى بالدعم والمتابعة من قبل كافة المسؤولين.
ـ وجه الكثيرون انتقادات قوية للطريقة التي استخدمتها شخصيا في تحديد مواعيد انطلاق المباريات السبع في دوري زين في جولته قبل الأخيرة بوقت واحد، ويؤكدون أنه كان بالإمكان استخدام طريقة تقنية أفضل.. ما ردكم ؟
نحترم كل الآراء حتى التي انتقدتنا بطريقة (قوية)، ولكن كان الهدف الأساسي من كل (هالشغلة) تحديد موعد انطلاق المباريات السبع بوقت واحد بنفس الدقيقة، كي لا يتكرر خطأ مباراة الوحدة والتعاون الموسم الماضي وما ترتب عليها من قرارات تم تناولها في وقتها من جميع جوانبها. ونحن نبحث بلا شك عن تطوير آلية توحيد المباريات بأي صورة مشروعة تقنية وغيرها، المهم أنها تحقق الهدف الأساسي وهي توحيد انطلاق صافرة البداية في كل الملاعب التي تقام عليها المباريات. طريقتنا الموسم الماضي حققت المطلوب منها وهذا هو الأهم لدينا حتى إن لم تعجب البعض.