الأهلي والاتحـاد .. حتى لا تكون الآسيوية صعبة قوية

بدأت علاقة الأندية السعودية مع البطولات الآسيوية عام 1992 بفوز الهلال بكأس الأندية الآسيوية الأبطال.. وبعدها بعام حقق القادسية كأس الكؤوس الآسيوية ولحقه الهلال في العام الذي يليه كما توج في العام اللاحق له بلقب كأس السوبر الآسيوي.
ومن عام 1997 وحتى 2000 وسعت قائمة الأندية السعودية التي توجت باللقب بدخول النصر بفوزه بكأس الكؤوس الآسيوية وكأس السوبر والشباب بفوزه بكأس الكؤوس الآسيوية وأيضاً الاتحاد باللقب ذاته.. فيما أضاف الهلال كأساً جديدة من دوري الأبطال بفوزه باللقب للمرة الثانية عام 1999.. كما توج أيضا بلقب كأس السوبر الآسيوي.
وأضاف الهلاليون عام 2002 كأساً جديدة من نوع كأس الكؤوس الآسيوية.. وهي النسخة الأخيرة قبل دمج البطولة مع أبطال الدوري.
وبعد عام من تحقيق العين الإماراتي لقب دوري أبطال آسيا بالمدمج حقق الاتحاد السعودي اللقب مرتين على التوالي في عام 2004 و2005 وفي الأخيرة ارتاح الاتحاديون من عناء المشاركة في الدور الأول كون النظام القديم كان ينقل حامل اللقب مباشرة للدور الربع نهائي فحقق الاتحاد اللقب بعد أن خاض ست مباريات فقط.
ومنذ ذلك الحين فشلت الأندية السعودي في العبور للقب وصعبت المهمة أكثر من النظام الاحترافي الجديد للبطولة الذي دخل حيز التنفيذ منذ العام 2009 وفيه بات السعودية وكوريا واليابان تشارك بأربعة فرق (تقلصت الفرق السعودي في العام الحالي لثلاثة فقط) ودخلت الأندية الأسترالية في المعمعة ولكنها لم تحقق حتى الآن أي إنجاز يذكر في البطولة.
وصعبت مهمة الأندية السعودية مع توقيت الاتحاد الآسيوي للبطولة الذي يجعلها تلعب في في موسمين.. فيبدأ دورها التمهيدي في أواخر الموسم فيما تبدأ أوقات الحسم في مطلع الموسم التالي.. وهي مشكلة تعاني منها أندية غرب آسيا فيما لا تعاني فرق الشرق من هذه المعضلة كون البطولة تبدأ وتنتهي في ذات الموسم (الصين وكوريا اقتربا من نهاية الموسم حالياً فيما ما يزال الدوري السعودي والإيراني في بدايته).. ومكن هذا أندية شرق آسيا من السيطرة على البطولات السبع الأخيرة قبل أن ينجح السد القطري في كسر هذه السيطرة بفوزه باللقب في نسخته الأخيرة.. وهو الفوز الذي كان أشبه بالمعجزة بعد أن كان خسر مباراة الدور الربع نهائي أمام سابهان الإيراني 1ـ0 ولكنه اعتبر فائزاً 3ـ0 لإشراك الإيرانيين لاعباً غير مؤهل.
وخلال السنوات السبع الماضية لم تنجح الأندية السعودية في الفوز باللقب واقتصر أفضل إنجاز لها على بلوغ الاتحاد للمباراة النهائية عام 2010 قبل أن يخسر أمام بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي.. فيما تراوح أفضل إنجاز له عداها ما بين الخروج من الدور الأول والخروج من الدور النصف نهائي.. وهو حال الهلال والشباب اللذين كان أفضل إنجاز لهما بلوغ الدور النصف نهائي.. أما الأهلي فاكتفى بالخروج من الدور الربع نهائي في بطولات سابقة ويعتبر بلوغه لنصف نهائي هذه البطولة إنجازه الأفضل.. أما النصر والاتفاق فأفضل ما حققاه في البطولة هو الخروج من الدور الثمن نهائي.
سجل قياسي
يظل الهلال صاحب الرقم القياسي بين الأندية الآسيوية قاطبة في الفوز بالألقاب القارية فهو أحرز 6 ألقاب بدأها عام 1991 عندما توج بطلاً في كأس الأندية الأبطال كأول نادٍ سعودي يحقق لقباً آسيوياً، فيما كان اللقب الأخير له في عام 2002 عندما توج بكأس كأس الكؤوس في نسختها الأخيرة قبل دمجها مع كأس الأبطال.. وبين البطولتين توج الهلال مرة أخرى بلقب دوري الأبطال ومرتين بكأس الكؤوس ومرتين بطلاً للسوبر الآسيوي.
احتفل الهلاليون بكونهم أول الأندية السعودية التي تحقق كأس آسيوية بفوزه بكأس الأبطال عام 1992.. ثم عاد وأكد سيطرته في هذا المجال من خلال الفوز بكأس الكؤوس الآسيوية 1996 ثم فاز في العام التالي بكأس السوبر الآسيوية.. وفي العام 1999 توج الهلال بالبطولة الأصعب دوري الأبطال للمرة الثانية على التولي ثم ألحقها بالسوبر الآسيوية.. وختم الزعيم بطولاته الآسيوية بالفوز بكأس لكؤوس الآسيوية عام 2002 ولكنه فشل في الفوز بالسوبر.
فيما يملك الاتحاد في رصيده ثلاث بطولات آسيوية كانت الأولى عام 1998 عندما توج بكأس الكؤوس الآسيوية وآخرها عامي 2003 و 2004 كبطل للبطولة الآسيوية الموحدة قبل النظام الجديد للأندية المحترفية الذي يقضي بمشاركة ثلاثة أو أربعة فرق من كل دولة من التصنيف الممتاز واثنين من التصنيف b.
أما الشباب الغائب عن نسخة هذا العام فعلى الرغم من مشاركته في ست بطولات آسيوية حتى الآن أنه نجح في الفوز فقط بكأس الكؤوس مرة واحدة فقط كانت عام 2001.. فيما لا يملك النصر بطولة كأس كؤوس واحدة، وكأس سوبر واحدة وهو لم يشارك إلا مرة واحدة في كأس الأبطال بنظامه المدمج وخرج من الدور الثمن نهائي.
فيما لا يملك الأهلي المتأهل للدور النصف نهائي أية لقب آسيوي وهو حال الاتفاق الذي يشارك في كأس الاتحاد الآسيوية هذا العام.
فيما توج القادسية الذي يلعب حالياً في دوري الدرجة الأولى بلقب كأس لكؤوس الآسيوية للعام 1993.
ماذا يريد هؤلاء؟
لم يكن الإخفاق الهلالي منحصراً على أرض الملعب فقط.. فخارجه فشل جمهوره في اختبار الولاء بعد أن سبب خروج بعض منهم عن الروح الرياضية وهاجم اللاعبون وتلفظوا عليهم بشكل لا مبرره له متناسين أنهم قبل أيام قليلة فقط كانوا يرفعونهم فوق السحاب.. ولم يحتمل بعض الهلاليين الخسارة المرة فهاجموا اللاعبين بشكل حاد لدرجة أن بعضاً منهم ذهب بعيداً وطالب بتسريح أغلب الفريق متناسين أن ما حدث في مباراة واحدة حتى وإن كان محبطاً لا يمكن أن يلغي ما قدمه هؤلاء اللاعبين للفريق في السنوات الماضية.
خاصة وأن الجمهور الأزرق لم يكن مثالياً في حضوره هذا الموسم وعانى الفريق من شح في مدرجاته حتى وهو يخوض مباريات كبيرة ويحقق نتائج قياسية بالفوز على حامل اللقب الشباب 3ـ0 وقبله جاره اللدود النصر 3ـ1.
وبرهن الجمهور الهلالي أنه يمكن أن يتحول العبء على اللاعبين بدلاً من داعم لهم.. فهو تحول في بقية مباراته أولسان للنيل من لاعبيه وإحباطهم ورفع روح الفريق المنافس أكثر كما أنه اعتدى على بعض اللاعبين بعد المباراة بلا مبرر.. فحتى وإن سقط الفريق برباعية قاسية فهذا لا يمكن أن يلغي ما قدمه اللاعبون من مستويات جيدة قبل هذه المباراة.

