الزعبي: استضافة جبر الخواطر والمجاملة تحول البرامج إلى (شوربة عدس)
برنامج الملعب
يعد برنامج الملعب نسخة مطورة من برنامج كل الرياضة الذي استمر لأكثر من 30 عاما كان يعنى في البداية بمختلف الألعاب الرياضية بما فيها كرة القدم قبل أن يتحول مع مرور الوقت ومع انطلاق أول قناة سعودية رياضية إلى الاهتمام بشكل مباشر بأحداث الدوري السعودي لكرة القدم.
ورغم توقف البرنامج يوم الأربعاء 18 ـ 3 ـ 2011 واستبداله ببرنامج الملعب والذي أذيعت أولى حلقاته يوم الخميس 19 مارس عام 2011 وإعلان القائمين عليه أن برنامج الملعب سيكون إضافة هامة مع استحداث فقرات جديدة عليه، إلا أنه في النهاية يهتم بشكل كبير بالدوري السعودي وعاد إلى الطريقة التقليدية بمناقشة الأحداث الكروية من ضيفين يتم تكرارهم بين وقت وآخر. ولم تضف حصرية النقل للمسابقات المحلية ميزة واضحة لبرنامج الملعب على اعتبار أن باقي البرامج الأخرى في القنوات المختلفة تعرض ذات الملخصات وتعلق عليها.
برنامج الهدف
جاء هذا البرنامج الذي يبث يوميا على قناة لاين سبورت بديلا للبرنامج الشهير الجولة الذي كان يذاع ولسنوات طويلة بذات فريق العمل، ورغم وعود المسؤولين بأن الهدف سيكون بعيدا في طرحه للقضايا الرياضية عن التقليدية، ولكن مع ميلاد البرنامج في شهر فبراير من عام 2012 اتضح أنه مستنسخ من البرامج المشابهة له، ولا يزال كذلك.
آكشن يادوري
رغم الأدوات الجيدة التي يمتلكها برنامج آكشن يادوري سواء في فريق الإعداد أو التقديم الذي يتصدى له وليد الفراج وحيدا بواقع خمس حلقات أسبوعية متصلة، كانت الحلقة الأولى منه انطلقت في يوم الثلاثاء الموافق 13 ديسمبر من عام 2011، إلا أن البرنامج في مجمله موجه للشارع الرياضي السعودي وإن حاول (آكشن يادوري).. التميز بحصرية ضيوفه الدائمين عليه.
ميزة وإثارة
ويقول أحد كبار معدي ومقدمي البرامج في مجموعة (mbc) الزميل لطفي الزعبي:" إنني اعتبر نفسي منذ قرابة عقد ونصف العقد من الزمن من أكثر المتابعين للكرة السعودية".ويؤكد الزعبي: "تنوع البرامج المعنية بالشارع الرياضي السعودي اعتبرها شيئاً إيجابياً ومثيراً حتى وإن رأى آخرون غير ذلك، ومن وجهة نظري استنساخ المواضيع أو الضيوف ليس عيبا فيها لأن المعني وهم المشاهدون سيكونوا أصحاب الكلمة الفصل في اختيار ما يعجبه لأن الريموت بين يديه"، ويضيف الزعبي:" ذائقة المتلقي هي الحكم والبرنامج الأفضل سيكون بلاشك صاحب الجماهيرية الأكبر من غيره، ولابد هنا أن أشير إلى أهمية دور مقدم البرنامج في إنجاحه من عدمه، لأن البعض حقيقة يمتلك كل أدوات النجاح ويجبر المشاهد على احترامه ومتابعته لعدة عوامل منها قوة الطرح والإلمام الكامل بما سيناقشه من مواضيع، والبعد عن المجاملة مع أهمية إحضار ضيوف جيدين كل في مجاله، بعيدا عن طريقة استضافة جبر الخواطر والمجاملة، لأن مثل ذلك سيحول أي برنامج إلى شوربة عدس".
ويمضي قائلاً: " مثلا هناك من يفضل مصطفي الأغا مقدم صدى الملاعب الشهير أو بتال القوس معد ومقدم برنامج في المرمى والذي هو موجه بشكل مباشر للشارع الرياضي السعودي بالدرجة الأولى، أو وليد الفراج أو رجاء الله السلمي مقدم برنامج الملعب". ويختم الزعبي بقوله: "أتصور أن مشكلة هذه البرامج هي في نوعية الضيوف أكثر منها في المحتوى والتقديم".
سلبي للغاية
من جانبه يقول المعد في القنوات الرياضية السعودية ثنيان المقبل:" أتصور أن استنساخ البرامج وتطوير الضيوف في البرامج الرياضية الموجهة للشارع الرياضي السعودي ظاهرة سلبية، فهي تعتمد غالبا على طرق محاور متشابهة ورسم سيناريو لا يختلف كثيرا عن الآخرين، حيث عرض ملخصات الدوري السعودي وأبرز الأحداث فيه من خلال ضيفين على طاولة واحدة يتم تدويرهم من برنامج لآخر ومن ليلة لأخرى، وإن حاول برنامج آكشن يادوري تمييز نفسه بحصرية الضيوف للبرنامج أما غير ذلك فحاله كحال برامج الملعب والهدف وكورة تتناول مشكلات وأحداث الدوري السعودي بقالب متشابه دون تغيير، لذا لو اكتفى المشاهد بأي من هذه البرامج لعرف كل ما يدور في البرامج الأخرى".
ويمضي المقبل قائلاً:" لا أدري لماذا لا تحاول هذه البرامج الخروج ولو قليلا عن عباءة الدوري السعودي وتعرض مثلاً ملخصات لما يدور في الدوريات الخليجية أو العربية، ولعل برنامج صدى الملاعب يخاطب كل جماهير الكرة الخليجية والعربية في الحلقة الواحدة إضافة إلى أنه يتطرق للدوري السعودي بما يشبع نهم المشاهد من خلف الشاشة. وأتصور أن برنامج الملعب عمل على إضافة فقرات جميلة تميزه عن غيره ونجح في العديد منها ولكنه في الغالب يتشابه مع برامج أخرى موجهة للشارع الرياضي السعودي مثل الهدف على قناة لاين سبورت وكورة على شاشة روتانا الخليجية وآشن يادوري".
ويختم المقبل بقوله إن التميز الذي يمكن أن يحصل عليه أي برنامج من هذه البرامج هى في نوعية الضيوف ومدى قدرتهم على لفت الأنظار إليهم بقوة طرحهم المرتكز على خلفية احترافية فيما يتحدث عنه من مواضيع.
هو الحكم
ويقول المحلل الكروي محمد السويلم:" لا أجد عيبا أو حرجا في تشابه البرامج أو تدوير الضيوف بينها، على اعتبار أن وعي المتلقي بالنهاية هو الحكم الأخير، فتنوع البضاعة أمام المتسوقين أمر مهم ومفيد وليس العكس".
ويمضي السويلم:" يستحق الدوري السعودي المثير بأحداثه وتقلباته وقراراته المفاجئة أن يكون هناك أكثر من برنامج يهتم ويعنى به، والعبرة في النهاية بالكيف وليس الكم، فمهما كثرت البرامج بالنهاية وعي المشاهد هو من سيختار الأفضل ويترك غيره". ويقول السويلم:" بحمد الله نملك مقدمين ومعدين ومحللين ونقاد على مستوى عال من الكفاءة، فما المانع أن كلا منهم يبحث عن التألق على طريقته وليعطي الحكم الأخير للمشاهدين ووعيهم باختيار ما يرى أنه يروي عطشه ويغنيه مؤونة البحث عن البرامج الأخرى".
ومن جانبه، يرى مقدم برنامج (مباشر الرياض) مشعل القحطاني بقوله إنهم يختلفون عن الآخرين حتى وإن كان برنامجهم يقدم بنفس سعودي وذلك "لأننا نطرق مواضيع مختلفة بقالب مختلف وضيوف مختلفين تماما بواقع حلقتين أسبوعيا.. ونحمد الله أننا حققنا نجاحا طيبا فيما نصبو إليه".
ونختم برأي مساعد مدير عام القنوات الرياضية السعودية غانم القحطاني بأن برنامج الملعب مختلف تماما عن غيره من البرامج الأخرى، مشيرا إلى أن المشاهد هو من يحدد الأفضلية والتسويق عامل مهم في معظم القنوات الرياضية للاستفادة من إثارة الدوري السعودي.