|


دافع عن شباب الوطن ليقدم له كرة القدم بالمجان

2012.12.26 | 03:00 am

الموت لاشك أنه الحقيقة الوحيدة الذي ننتظره كل يوم في هذه الحياة، وما بعد الموت هو المكان الذي نستعد كل يوم للعيش فيه، هذه هي سنة الله في خلقه وهذا هو إيماننا بأننا سنموت يوماً.
الموت في حقيقته ليس بالفاجعة فهناك الكثيرون يموتون كل يوم ونحن سنموت ذات يوم ولكن الفاجعة عندما يفقد شخص له بصماته وتأثيره وأثره، وعندما تصدم بسماع خبر وفاته ومغادرته دون مقدمات أو أسباب تخفف الألم والمصاب، وتستعد لوداعه وفراقه الذي قد يكون ساعات أو أيام أو سنوات.
أمير الإعلام تركي بن سلطان لم يكن شخصية عادية في خارطة الوطن وإعلامه ورياضته، بل كان مسؤولاً مؤثراً مطوراً غيوراً يبحث عن مصلحة الوطن والمواطن، كان هو الحريص على شباب هذا الوطن عندما أشرف على القنوات الرياضية بشكل مباشر فعمل على تطويرها حرصاً منه بأن يبقى شباب هذا الوطن يتابعون قناة وطنهم دون غيرها، فعمل على أن يقدم لهم الأفضل شكلاً ومضموناً ومحتوى، بل عمل ليل نهار بأن يقدم لهم جميع المسابقات السعودية مجاناً عبر القنوات الرياضية السعودية، بعد أن كانت تقدم بمبالغ مرتفعة يتحملها المواطن، في الوقت الذي كان يطالب فيه الكثيرون بطرحها في منافسة عامة وبيعها لقنوات خليجية لأنها تدفع أكثر، ولكن لأنه تركي بن سلطان بن عبدالعزيز رجل الدولة وبن فارس من فرسان هذا الوطن وحفيد مؤسس، كانت نظرته أشمل وأعم، فكان ينظر بروح الوطن وأمنه وفكره، وكان يعمل بشعور المواطن واحتياجاته، ولم يتوقف أمير الإعلام عند هذا الحد بل قرر إنشاء جائزة القناة الرياضية ليكرم ويدعم من خلالها الرياضة السعودية وكل الرياضيين، ويتحمل هو من جيبه الخاصة تكاليف تلك الجائزة، ومع هذا ولأنه ابن الوطن البار لم يجعل لاسمه مكاناً فيها بل جعلها جائزة باسم الوطن وقناته، ولم يكن يقف أمير الإعلام تركي بن سلطان عند هذا الحد بل كان يرفض المسافات والأبواب المغلقة وكان دائماً ما يفضل التواصل المباشر، فلا أعلم أنني في يوم من الأيام وجدت صعوبة في محادثة ليلاً أو نهاراً، ولا أعلم أنني أردت الحديث معه فأنتظر ساعات أو أياماً، بل كان يسعى بأن يكون التواصل على هاتفه الجوال مباشرة، فحتى عقبة السنترال كان يتجاوزها.
لذا عندما نكتب اليوم عن الأمير تركي بن سلطان فذلك لأنه يستحق ذلك وأمانة علينا أن نوفي الرجل حقه بعد وفاته، وأن ندعو الله أن يرحمه ويتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجعل مقرة ومستقره الفردوس الأعلى من الجنة.
أما حقه اليوم علينا بأن نطلب من وزير الثقافة والإعلام ومن رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون بأن يعلنان استمرار جائزة القناة الرياضية، وأن تستحدث فرعاً من فروعها بجائزة الإعلام الرياضي وتسمى باسم الأمير تركي بن سلطان، فهذه الجائزة أنشأها وصرف عليها وطورها وواجبنا اليوم أن هذه السنة الحميدة نحافظ عليها كي لا تغيب بغياب الأمير بل تبقى تخلد ذكرى رجل كان حرصه وهمه دعم الوطن والمواطن في كل مجال ومكان وهذا أقل واجب نقدمه لرجل الإعلام تركي بن سلطان الذي نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة فالله رحيم بعاده ورحمته وسعت كل شيء.