كأس الخليج .. مقصلة المدربين
غالباً لا تكون الأجواء بين المدربين واتحادات الكرة الخليجية ربيعية إذا ما ساءت النتائج، ولكن لتقارب مباريات البطولة فقد كان من النادر اتخاذ قرار فك الارتباط وسط البطولة لقصر المدة الكافية لتوفير البديل.. ولكن مع العودة للديار كانت كثير من الرؤوس تطير حينها.. ودائما كانت تتحكم ردة فعل الشارع الرياضي في اتخاذ قرار الطرد لامتصاص غضب الجماهير حتى وإن كانت العلة أكبر من المدرب.. وفي التقرير التالي نلقي الضوء على أشهر الأحداث التي تسببت في صدور قرارات إقالة المدربين في دورات الخليج، تلك القرارات التي كانت تشبه المقصلة.
زاجالو والزياني
يظل الطرد الأشهر في تاريخ بطولات الخليج طرد الاتحاد السعودي لكرة القدم للمدرب العالمي ماريو زاجالو الذي كان فاز مع البرازيل بكأس العالم 1970.. وتم اتخاذ قرار الطرد في البطولة الخليجية السابعة في سلطنة عمان بعد أن تلقى المنتخب السعودي عدة هزائم في البداية.. وكانت الهزيمة القاصمة للظهر أمام المنتخب القطري في يوم العاشر من شهر مارس من ذاك العام بهدفي إبراهيم خلفان وعلي زيد، ليتم استدعاء المدرب الوطني خليل الزياني على وجه السرعة لقيادة الأخضر في المباراة الثانية أمام عمان، وحقق المنتخب السعودي في تلك الدورة المركز الثالث بعد أن نجح الزياني في إصلاح الخلل سريعا.
ولم تشفع شهرة زاجالو كلاعب كرة قدم سابق فاز مع منتخب بلاده البرازيل بكأس العالم مرتين في عامي 1958 و1962 وكمدرب ناجح قاد السامبا للفوز بكأس العالم 1970 كمدرب في البقاء في منصبه مع المنتخب السعودي.. ونجح ابن الوطن خليل الزياني في صنع مالم يصنعه المدرب العالمي.
وبحسب ما يقوله الزياني: لم يكن استلام المدرب لمهام تدريب المنتخب الأول لكرة القدم في خليجي 7 بسلطنة عمان بالأمر السهل.. وأضاف :" كانت المهمة تعتبر تحديا كبيرا لي في ذلك الوقت خاصة وأنها كانت بعد المدرب البرازيلي الشهير زاجالو".. وللقصة أحداث غير عادية يرويها الزياني من البداية ويقول :"بعد إخفاق الأخضر أمام قطر في المباراة الأولى هاتفني الأمير فيصل بن فهد رحمه الله لتولي زمام أمور تدريب المنتخب خلفا للمدرب زاجالو والتي اعتبرتها مهمة وطنية يجب تنفيذها وتلبيتها وغادرت الدمام بعد تلقي القرار بثلاث ساعات برفقة مساعدي راشد خليفة على متن طائرة خاصة بعد منتصف الليل لنصل إلى مسقط فجرا وقمت بقيادة المنتخب في ثلاث مباريات أمام الكويت والبحرين وعمان.. والحمد لله قدمنا ما نستطيع وحققنا المركز الثالث في البطولة وكان هناك رضا من قبل المسؤولين والشارع الرياضي السعودي بعد استلامي المهمة في سلطنة عمان حيث كانت المستويات التي قدمها الأخضر إبان إشرافي جيدة إلى حد كبير جدا وهذا دفع الجميع باستمراري مع المنتخب في نهائيات كأس أمم آسيا التي كانت على بعد مسافة قصيرة من انتهاء دورة الخليج".. ويضيف الزياني :"بلا شك أعتز باتصال الأمير فيصل بن فهد لإبلاغي بتسلم المهمة التي كانت قفزة كبيرة ليس لها حدود في مشواري التدريبي كان لها أثر كبير في تحفزي لتقديم كل ما أملك لوطني والحمد لله فإن معظم اللاعبين الموجودين في تلك الفترة كانوا نجوما كبارا وجمعيهم تقريبا كانوا نجوما من فئة خمسة نجوم".
دورة عاصفة
كانت بطولة خليجي 18 في الامارات موقعة حامية لبعض المنتخبات التي دخلت البطولة بأمل المنافسة القوية إلا أن العديد من المفاجآت التي وقعت أثرت سلبا على ثلاث منتخبات هي البحرين والعراق والكويت والتي قضت بالخروج المرير من المنافسة على اللقب وليعصف هذا الخروج بالمدربين الذي خذلوا جماهير تلك البلدان ليكونوا ضحية تذبذب المستوى من مباراة لأخرى سواء أثناء البطولة أو بعدها.
وكان أشهرهم مدرب البحرين الألماني هانز بيتر بريجل الذي سقط في الاختبار الأول أمام المنتخب السعودي في تلك الدورة بهزيمة 1ـ2 وقبل المواجهة الثانية أمام منتخب العراق رحل عن تدريب المنتخب البحريني بعد رفضه الاستمرار في تدريب البحرين ليحل بديلا له البوسني سيناد كريسبو الذي وصل بالمنتخب البحريني للدور نصف النهائي وخرج على يد المنتخب العماني بهدف مقابل لاشيء.
وهانز بريجل لاعب كرة قدم ألماني سابق ومدرب كرة قدم ألماني لعب مع منتخب ألمانيا لكرة القدم.. وفاز معه كلاعب بكأس أوروبا 1980 وخسر نهائي كأس العالم أمام رفاق مارادونا بنهائي كأس العالم 1986.. وهو درّب منتخب البحرين لكرة القدم في سنة 2006 وحتى سنة 2007.
في نفس البطولة وبعد نهايتها، وعلى إثر الهجوم الجماهيري ضد المنتخب العراقي ومشاركته غير الفاعلة في البطولة قرر اتحاد القدم العراقي إقالة المدرب أكرم سلمان إثر المستويات غير المقبولة من المنتخب والتي على إثرها احتل المركز الثالث في مجموعته بعد نهاية الدور الأول من البطولة.
وكان أكرم أحمد سلمان بدأ حياته المهنية في عام 1963 كأصغر مدرب رياضي لكرة القدم في العراق وقتها.. ودرب العديد من الأندية العراقية والعربية مثل: البلديات وكربلاء والجبلين (السعودية) والطلبة والرشيد (حقق معه بطولة الأندية العربية 1985) والعربي (السعودية) وتأهل معهم إلى الدوري الممتاز والعربي (قطر) وفريق الإمارات ودبا الحصن (الإمارات) وتضامن صور (لبنان) والمنتخب العراقي وأحرز معهم بطولة غرب آسيا 2005 والتأهل إلى كأس آسيا 2007.. ولكن كل هذا لم يشفع له بالاستمرار مع العراق بعد البطولة.
لم يتوقف قطار الإقالات بعد هذه البطولة حيث تواصل إلى الكويت التي لم تحصد سوى نقطة واحدة ومركز ثالث في المجموعة التي كانت تضمها الأمر الذي أثار الشارع الرياضي الكويتي الذي لم يقبل بما قدمه الأزرق مطالبا بتغييرات عدة على خارطة المنتخب والتي راح ضحيتها المدرب الوطني صالح زكريا الذي قاد الكويت في هذه البطولة.
ولم يشفع لصالح زكريا لقبه كشيخ المدربين الكويتيين للاستمرار في منصبه.. وشغل صالح منصب مدرب منتخب الكويت لكرة القدم، وهو مدرب لديه قدرة عالية في التفكير، وسبق أن درب منتخب الكويت لكرة القدم في كأس الخليج 1986 قبل يعود مرة أخرى إلى تدريبه في كأس الخليج 2007 التي شهدت نهايته مع الكويت
في خليجي 20 التي استضافتها اليمن على أرضها كان أصحاب الأرض يمنون النفس بمستويات إلا أن شيئا من ذلك لم يحصل، بل إن كان أداء المنتخب اليمني مخيبا للآمال واحتل المركز الأخير في مجموعته وبدون نقاط مما جعل اليمنيين يطالبون برحيل المدرب الكرواتي يوري ستريشكو الذي تم التعاقد معه في عام 2009.. ومع أن يوري درب العديد من الفرق في كرواتيا وسلوفينيا كما ودرب منتخب الإمارات للشباب والأول عام 1999، والأهلي الإماراتي والمنتخب البحريني عام 2003.. ألا أن كل هذا لم يشفع له للبقاء حتى نهاية عقده.
مدربون كبار
شهدت بطولات كأس الخليج العربي في تاريخها أسماء لامعة في مجال التدريب ومنهم: كارلوس ألبرتو بيريرا الذي درب منتخب الكويت في الدورة الخامسة بالعراق عام 1979 وأحرز فيها المركز الثاني والأخرى مع منتخب الإمارات في الدورة الثامنة بالبحرين عام 1986، وحل فيها بالمركز الثاني أيضا. وماريو زاجالو الذي قاد منتخب الكويت إلى الفوز باللقب الثالث في الدورة الرابعة بقطر عام 1976 ثم انتقل إلى السعودية ليقود منتخبها في الدورة السادسة بالإمارات عام 1982 إضافة إلى العديد من المدربين العرب أمثال العراقي عمو بابا الذي قاد منتخب بلاده لإحراز اللقب ثلاث مرات في الدورات الخامسة بالعراق عام 1979 والسابعة بعُمان عام 1984 والتاسعة بالسعودية عام 1988، ومحمود الجوهري من مصر الذي قاد منتخب عُمان في خليجي 13 بعُمان وصالح زكريا من الكويت الذي قاد منتخب بلاده مرة واحدة ونجح في إحراز اللقب في الدورة الثامنة بالبحرين عام 1986.