تألقوا في الساحة.. واختفوا في الصرح الكبير
عشاق نادي الوحدة حينما تعود بهم الذاكرة الجميلة تكون محصورة بملعب ساحة إسلام بحي (القشلة) بمكة المكرمة الذي شهد أجمل أيام وحدة زمان ورغم الظروف الضنينة التي كان يعيشها النادي إلا أن الفرسان احتلوا رقما متقدما مع الكبار وبالتالي أصبحت (ساحة إسلام) شاهدا على أجمل العصور الوحداوية على عكس مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع والتي شهدت أسوأ الصور الباهتة.
وعلى الرغم من امتلاك نادي الوحدة لمقر عملاق بحي (العمرة) يتواجد بين أروقته ملاعب عالية الجودة لا تقارن في الماضي التليد إلا أن التاريخ الماضي يشهد لوحدة زمان أكثر من الوحدة الحالية والتي يدير دفتها علي داود والذي وقع مؤخراً مع إحدى الشركات المتخصصة بالمقاولات لبناء وحدة سكنية متعددة الأدوار لإسكان المدربين ولاعبي النادي، وجاء بيع عقد مهاجم الفريق الأول لكرة القدم مهند عسيري لنادي الشباب بصفقة تجاوزت الأربعة ملايين ليحل الكثير من الإشكالات المادية التي تعاني منها خزينة النادي.
ضعف المرتادين
يعتبر نادي الوحدة أقل الأندية ارتيادا للزوار لعدم
وجود ما يجذبهم من نشاطات طوال السنة بعكس أندية المنطقة الأهلي والاتحاد التي دائما تكتظ بالمرتادين لحضور مباريات فريقهم، ومنذ إنشاء النادي لا يوجد مكان لبيع المشروبات والمأكولات الخفيفة وقد وعدت الإدارات السابقة والحالية بجلب مستثمرين بهذا الشأن ولكن لم يتم ذلك حتى الآن، إلا أنها لازلت تحافظ بإقامة نشاط كل عام في شهر رمضان المبارك لحفظ القرآن الكريم والذي غالبيتهم من الجاليات المقيمة في مكة
المكرمة دون كيفية تفعيل جذب شباب المنطقة لهذه المسابقة.
الواجهة لم تتغير
منذ أن أنشأ النادي المكي بمقره الجديد بحي العمرة شمال مكة المكرمة لم يطرأ أي تغيير في التركيب الخارجي أو الداخلي على الرغم من مرور إدارات متعددة إلا أنه لم يتغير شيء، فواجهة النادي ومسبحها ومكاتبها وملاعبها كل شيء كما هو في سابق عهده ورغم ذلك تعاطف اهتمام الوسط الرياضي في مكة المكرمة بما يدور في النادي من أزمات إدارية ومالية وفنية خاصة بعد هزائم الفريق المتتالية غير المتوقعة وصعوبة بقائه في دوري زين السعودي للمحترفين حيث يعتبر هذا الموسم من أصعب المواسم بالنسبة لنادي الوحدة تحديداً فهو يشهد صراعات داخلية وخارجية وتغيرات إدارية ورحيل مدرب وقدوم مدرب، الوحداويون تفاءلوا كثيراً بإدارة علي داود إلا أن كثيرا من المتابعين شعروا باختفاء أعضاء الشرف وبعض المحبين مما جعل وجود
كثير من علامات الاستفهام حول هذا الموضوع.
قلق العشاق
حال الفريق الوحداوي اختلف عن الأعوام الماضية بشكل ملحوظ، فالكثير توقع أن يقدم إضافة عطفاً على عوامل عديدة أهمها الإمكانات الفنية بالفريق والخبرة إلا أن الخسائر كانت عنوانه وغابت المكاسب وازداد القلق أكثر لمحبي الفريق وصبوا جام غضبهم على المدرب والإدارة واللاعبين وطالبت الإدارة بتعديل الوضع سريعاً بل
طالب البعض منهم بتسريح بعض اللاعبين المنتهية صلاحيتهم ـ على حد قولهم ـ وعطفاً على ما سبق.
مشاكل مجتمعة
أجمع الكثير من المحبين واللاعبين القدامى أن سبب المستوى المتدني لفريقهم يعود لعدة أسباب منها: ضعف عطاء بعض اللاعبين والذي لا يضاهى بأداء من هم أقل منهم خبرة..الخ، وعلى الرغم من أن إدارة علي داود سرحت التونسي عادل الأطرش وأحضرت المصري بشير عبدالصمد عله ينصلح حال الفريق للأفضل إلا أن شيئاً من هذا لم يحدث ولا زال القلق هو عنوان الجماهير الوحداوية، ثم أتى التونسي وجدي الصيد ولكن مازال الفريق في مستوى هزيل وظهرت مشاكل كثيرة طرأت على الفريق الوحداوي جعلت أوراقه متناثرة فمن الإصابات التي داهمت اللاعبين مروراً بتغيير المدربين، كل هذا وأكثر جعل إدارة علي داود تعيد حساباتها وتلجأ للحلول الأقصر لإعادة توازن الفريق لعله يظهر بصيص أمل للمنافسة على البقاء من جديد ولكن لازال الجمهور المتعطش يترقب بخوف من صدمة تؤرقه على الرغم من تمسكه بورقة التوت.
الخوف من الهبوط
أبرمت إدارة النادي عقود إعارة مع العائدين المدافع وليد محبوب الذي انتقل من (الاتفاق) والمهاجم علي مدخلي من (الاتحاد)، كما أنهت التعاقد مع المحترف السوداني محمد البشير والمالي سيكو ديمبا اللذين لم يقدما ما يشفع لهما بالبقاء مع الفريق بعد أن دعمت الفريق بعناصر أجنبية لتسجيلهم خلال فترة الانتقالات الشتوية وذلك لتدعيم صفوف الفريق في المباريات المتبقية من دوري زين السعودي للابتعاد عن شبح الهبوط مجددا، حيث جلبت المحترف السابق في صفوف النصر البرازيلي ريتشي وابن جلدته تياجو جوميز والفلسطيني أحمد شربيني والنرويجي بامودا.