المبادرات الخلاقة تواجه التهريج
كثيرا ما يسعى البعض لعقد مقارنة بين القنوات الرياضية السعودية ونظيراتها مثل الجزيرة الرياضية والكأس وأبو ظبي الرياضية وغيرها، وهي مقارنة غير عادلة في مظهرها وإن كان هذا لا يعفي كون القناتين القطريتين والقناة الإماراتية يصيبون نجاحاً ويوفقون بشكل لافت في إختبار استقطاب أكبر عدد من جمهور المشاهدة.
والواقع أن لكل قناة من القنوات المذكورة خصوصيتها وبصمتها الخاصة وما تحقق لكل واحدة من نجاح ليس بالضرورة أن يكون نتيجة اقتفاء أي منهم أثر الأخرى، ولعل هذا يكون مدخلا صحيحا لقراءة مستقبل القنوات الرياضية السعودية بعيدا عن عدوى المقارنة في ظل عدم توفر ذات عناصر النجاح التي توفرت لغيرها.
كما أنه ليس مطلوباً مجاراة بعض القنوات في الخروج عن الخط ليبقى بالمقابل من غير المقبول الركون للتقليدية وعدم الابتكار ووقف إطلاق المبادرات الإعلامية الخلاقة.
ولعل هذا ما يفتح الباب لطرح الأسئلة المهمة حول وجود خطط للبرامج قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى بحيث تراعي أقصر الطرق للوصول إلى الأهداف المرسومة، مع التأمين التام على عناصر الموضوعية والحياد والرؤى المبتكرة التي تتيح فرصاً متساوية للجميع، أندية واتحادات وصحفيين وخبراء إعلام وخاصة الأخيرين الذين ثبت أن بمقدورهم تطعيم هذه القنوات بأفكار مبدعة ورؤى خلاقة تجتذب كثيراً من المتابعين.
والمعادلة تقتضي وبرغم وجود قواسم مشتركة بين كل التجارب الإعلامية، ألا تنجرف القنوات السعودية باتجاه "الإثارة" الضارة، وأن يكون لها خصوصية اكتساح المشاهد العربي والخليجي دون الوقوع في "فخ" التقليد وذلك لا يتم إلا بدراسة التجارب المحيطة وإخضاعها لعملية تشريح عميقة تستخلص العبر وتمنح تلك القنوات فرصة البدء مما انتهى عنده الآخرون.