النقل هدية خادم الحرمين وستبقى مجانية
معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام الذي أسس مرحلة جديدة للإعلام السعودي بشكل عام وكان صاحب النقلة فيما يخص الإعلام الرياضي السعودي حينما أسس انطلاقة 6 قنوات رياضية وعمل على أن يحظى الجمهور السعودي بمشاهدة مباريات كرة القدم بالمجان في الوقت الذي كان يدفع آلاف الريالات لمشاهدتها، فصدرت هدية خادم الحرمين الشريفين بالموافقة على منح القنوات الرياضية السعودية حقوق البث التلفزيوني وتقديمها مجاناً للمشاهد السعودي في كل مكان مع دعم القنوات الرياضية بمشروع إنتاج الدوري السعودي فكانت انطلاقة جديدة احترافية في شكل ومضمون وطريقة نقل مباريات كرة القدم السعودية.
الدكتور عبدالعزيز خوجة وهو أستاذ الكيمياء والرجل التربوي والمثقف والأديب والشاعر الذي أصدر أكثر من 11 ديوانياً، وكتب عنه وألفت فيه كتب ودراسات عديدة، ولم يكتف الدكتور خوجة بهذا بل كان سياسياً ناجحاً فأصبح سفيراً للمملكة العربية السعودية في كل من تركيا وروسيا والمغرب وأخيراً في لبنان، ولأنه يحب الكلمة التي أحبته عين عام 2009م وزيراً للثقافة والإعلام ليعود لحقل الإعلام الذي كان فيه سابقاً وكيلاً لوزارة الإعلام للشؤون الإعلامية ومديراً عاماً لجهاز تلفزيون الخليج ورئيساً للمجلس التنفيذي لمنظمة إذاعات الدول الإسلامية والمجلس التنفيذي لوكالة الأنباء الإسلامية.
في الآونة الأخيرة كان الإعلام الرياضي يمر بالكثير من التعقيدات والمشاكل والتجاوزات هنا وهناك بما فيها القنوات الرياضية، فذهبت "الرياضية" لمكتب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي استقبلها ببسمته المعتادة وبروح المسؤول وأدب المثقف ووقار الأستاذ ودبلوماسية السياسي، وكان صريحاً صادقاً وجه رسالته نقداً وتوضيحاً ودافع عن الكلمة وطالب بالمسؤولية قولاً وعملاً وكتابة، وأكد على أهمية الوطنية منهجاً وفكراً وحراكاً، رافضاً في الوقت ذاته التجاوز والانفلات تحت بند الحرية والتعدي على خصوصية الأشخاص والمجتمع، محذراً من نفق العنصرية والطائفية والمناطقية والقبلية التي نهى عنها ديننا ونبينا الذي وصفها بالمقيتة، مذكراً الجميع بأنهم يمثلون بلاد الحرمين الشريفين أرض ومنبع الرسالة الإسلامية، مشدداً على أن الوحدة الوطنية خط أحمر لن يقبل المساس به.
حوارنا اليوم مع الدكتور عبدالعزيز خوجة كان أكثر من حوار، فأعلن فيه استمرار هدية خادم الحرمين الشريفين بأن يبقى الجمهور السعودي يشاهد مباريات كرة القدم السعودية بالمجان، وأنه لن يسمح بأن تذهب لأي قناة أخرى، كاشفاً في ذات الوقت أنه مستعد اليوم للإعلان مع الأمير نواف بن فيصل عن إنشاء اتحاد الإعلام الرياضي، نافياً أن تكون وزارة الإعلام سبباً يمنع من قيام هذا الاتحاد الذي سيكون إضافة لجديدة للحراك الإعلامي الرياضي وذلك في حواره التالي:
ـ دعني في البداية أتحدث عن الإعلام السعودي بشكل عام وتطوره في الآونة الأخيرة والذي أصبح أكثر انتشارا وتنوعاً وانفتاحا وتغيراً كيف تنظر له كوزير للثقافة والإعلام؟
أولاً نحمد الله على كل حال، ونحن الآن نعتبر أننا في عصر ذهبي بالنسبة للإعلام، ورؤية قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ونظرته للإعلام وواقعيتها، خاصة أننا نعلم أن الإعلام تطور بشكل كبير جداً وتعددت طرقة ووسائله، والتقنية الحديثة أعطت للإعلام مفهوماً آخر وجديداً، ولم يصبح اليوم كالماضي، فهو اليوم أصبح في تناول الجميع، والأجهزة الذكية اليوم في متناول كل شخص، فكل شخص اليوم أصبح إعلامياً بل وزارة إعلام بحد ذاته، والكل أصبح اليوم يدلي بدلوه في هذا المجال الرحب والكبير، لذا عندما تتعدد الوسائل سوف تتعدد المسؤوليات، ويجب أن يكون اليوم للفرد مسؤولية، ففي السابق كانت المسؤولية تقع على جهة واحدة فقط وهي وزارة الإعلام أو صحيفة أو قناة أو إذاعة، أما اليوم فالمسؤولية توزعت على الجميع وأصبح المواطن أو الفرد اليوم مسؤولاً كونه هو إعلام بحد ذاته وخصوصاً من خلال التواصل الاجتماعي عبر وسائله المتعددة، فأصبح يدلي برأيه ويكتب الموضوع الذي يريد فتعددت المضامين.
ـ هل هذه الأجواء وضعتكم في تحديات جديدة؟
بدون شك التحديات كبيرة جداً بالنسبة للإعلام، وتحديات خطيرة في ذات الوقت أمام الزخم الإعلامي العالمي الكبير على مستوى القنوات الفضائية المختلفة، فهي اليوم تشهد تنوعاً كبيراً جداً في شتى أشكالها وتخصصاتها، فالإنسان اليوم يحتار ماذا يشاهد وأي قناة يتابع، والسؤال اليوم كيف يستطيع الإعلام السعودي أن يجذب مشاهدين له خاصة أن المشاهد ينتقل من فضاء إلى فضاء ومن قناة لقناة بمنتهى السهولة وبدون رقيب أو تدخل سواءً قناة موسيقى أو قناة إخبارية أو رياضية أو ثقافية أو اقتصادية أو تعليمية، ولايستطيع أحد أن يقول له شاهد هذه القناة أو تلك، وهنا التحدي يكون كيف يمكن لك كوزارة للثقافة والإعلام أن تعمل، لذا تم إنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون التي بدورها تستطيع تشكيل الزخم الإعلامي المطلوب وتعمل وتخطط من أجل هذا التحدي الكبير سواء في الداخل أو الخارج، وكيف نستطيع أن نوصل رسالتنا للعالم في الداخل والخارج ووضع الأسلوب الذي ننجح فيه في هذا العمل ونحن اليوم نعمل بكل جهدنا وأنشأنا عدداً من القنوات، ومنها القنوات الرياضية التي نحاول من خلالها أن نقدم لشبابنا عملاً إعلامياً متميزاً في كافة جوانبه سواء الإنتاج أو الإخراج وجودة التصوير وكل ما يخص العمل التلفزيوني، فنحن نحاول اليوم أن نجتهد لنقوم بكل ما يمكن من العمل الناجح لكي يستمتع شبابنا بما يعرض لهم.
ـ ماذا عن وسائل الإعلام الأخرى وخاصة الإعلام الجديد؟
الوسائل الإعلامية الأخرى سواء المقروءة أو الإعلام الجديد نحن نبذل جهدنا فيه ونحاول أن نوجد عملاً مهنياً بحيث نستطيع أن ننافس الأعمال الأخرى الموجودة، ويجب أن لاننسى أننا في المملكة العربية السعودية التي هي بلد الحرمين الشريفين أعظم مكانين في العالم، وأننا دولة مسلمة ونصدر الإسلام الذي خرج من بلادنا، والرسول صلى الله عليه وسلم بعث من بلدنا من هنا من مكة المكرمة والمدينة المنورة، فنحن أمام مسؤولية كبيرة أمام العالم، وأقول لك إننا نستطيع أن ننافس قنوات أخرى تقدم برامج معينة بشكل أو بآخر لكي أجذب المشاهدين، ولكن نحن لا نريد ذلك بل نحن نريد أن نقدم عملاً بشكل مهني جيد بعيد عن الإغراءات التي تستهدف تسلية المشاهد، لأن هناك رسالة لدينا أكبر من أي برنامج، فعندما أريد أن أنشء برنامجاً فأنا أضع في عين الاعتبار أنني أمثل المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين وهذا أمر أساسي نضعه في الحسبان في أي عمل نقوم به.
ـ معالي الوزير نحن في المجتمع الرياضي لدينا تصور ومفهوم أن كبار المسؤولين ومنهم الوزراء ليس لديهم اهتمام بالرياضة أو لاتشكل الرياضة حيزاً من اهتمامهم رغم أن الرياضة مهمة لمجتمعنا كونها المتنفس الوحيد لهم؟
نحن نؤمن بأن شريحة المجتمع 60% منها من الشباب وهذه ثروة، والشباب دون شك يهمه الجانب الرياضي فيجب أن نهتم بهذا الموضوع، ونحن نهتم به في وزارة الثقافة والإعلام لذا أنشئت 6 قنوات رياضية بأحدث التقنيات من أجل هذا الأمر، ونحن اليوم أمام تجربة جديدة للنقل والبث بعد تجربتنا الأولى، وبإذن الله التجربة الثانية ستكون أفضل من الأولى، وبإذن الله أننا نسير في الطريق الصحيح، وسنحاول بإذن الله أن نعمل على إبراز هذا الأمر، ونحن كهيئة الإذاعة والتلفزيون سوف نقدم كل ما نستطيع من أجل تطوير العمل وظهوره بشكل متطور.
ـ كيف ترون نهج وتغطية الصحف الرياضية؟
الأسلوب الذي تنتهجه بعض الصحف والملاحق الرياضية التي (تشط) كثيراً، وأنا أقولها لك اليوم بكل صراحة هناك ملاحق رياضية وصحف تبتعد بعداً كبيراً جداً عن النقد الموضوعي أو النقد الهادف الذي تخاطب فيه المجتمع السعودي، ونرى كلمات ليست عامية بل سوقية أكثر وبكلمات نابية لايصلح أن تصدر من جريدة محترمة تمثل المملكة العربية السعودية، وهذه في الواقع تزعجنا كثيراً ويزعجنا أن الصحف الرياضية تخرج كثيراً عن المألوف.
ـ هل لأن هناك مساحة حرية أكبر فيها؟
ماهو مفهوم الحرية، فالحرية ليس لها سقف ولكنها مسؤولية، فاليوم لدينا فضاء كبير من الحرية في كافة وسائلنا الإعلامية بكافة أشكالها، ولكن لابد من مسؤولية للكلمة، أنت لديك الحرية أن تكتب ولكن هناك مسؤولية الأمانة والكلمة وكيف تكتب ولاتُجرح في الناس أو كيف تكتب ولا تتعدى على حرية الآخر، فإذا كنت لاتحب فريقاً أو لاعباً فكيف تنتقده بدون أن تجرح فيه أو تنتقد لاعباً دون أن تجرحه كشخص وإنسان رب عائلة لديه زوجة وأولاد ومجتمع ينظر له، فالصحف تخرج كثيراً عن المألوف في مثل هذه المواضيع.
ـ هل هذا تعميم معالي الوزير خاصة أنه كان لك قرار أخير وجد ترحيباً من المجتمع لمثل هذه المواضيع التي تتحدث عنها؟
في حديث سابق قلت فيه إن ما يحدث غير مقبول، وأنا هنا لا أعمم ولكن بعض الصحف أتمنى أن تعود للنقل الموضوعي الطبيعي، والإثارة جميلة ولكن نحن نريد الإثارة المقبولة في تغطية حدث أو مباراة معينة أو نقد معين لمنتخب أو فريق.
ـ لعل هذه هي أجواء الرياضة وحراكها؟
الحراك غير والخروج عن النقد الموضوعي غير، فالقذف والتحدث بألفاظ غير لبقة ونابية لا يقبل ولا يجوز سواء في مجتمعنا أو أي مجتمع آخر، ونحن نعرف ونفهم أننا لسنا مجتمعاً ملائكياً ولكن لايمكن أن نقبل بمثل ذلك، وهذه الصحف تدخل بيوتنا ويقرؤها بناتنا وأولادنا فيجب أن يكون الجانب الأخلاقي عالٍ فيها وذوق مرتفع، وحينها يقول ما يريد.
صحيفة الرياضية تأتيني ويعجبني ما فيها، وما قلته سابقاً ليس تعميماً ولا أقصد هنا صحفاً أو جهات بعينها ولكن أتحدث بعموميات دعوة للجميع، وهنا لا أتحدث عن الصحف فقط بل حتى القنوات بما فيها قنواتنا الرياضية، وسبق أن أصدرت توجيهاً للقنوات الرياضية والمسؤولين عنها بأن أي شخص يخرج عن المألوف في الندوات والبرامج الرياضية أو يتحدث بحديث غير صحيح أو يخرج عن حدود اللباقة والأدب لايدخل مرة أخرى لقنواتنا.
ـ ولكن هذا حدث في القنوات الرياضية؟
نعم هذا حدث، ومن يتصرف بمثل هذه التصرفات لن يعود للظهور مرة أخرى.
ـ عندما يأتي مدير عام القنوات الرياضية السعودية ليطلب من الأندية تسمية أشخاص يمثلونها في القنوات (أوبوصفي أنا من ترضى الأندية عنهم) أليس هذا تكريس للتعصب؟ فلم تجعل القناة لها استقلالية في اختيار من يمثل العقل والمنطق والحكمة في الحضور والحديث في منبر إعلامي مهم؟
كما قلت لك الأخوان في هيئة الإذاعة والتلفزيون لديهم رؤية جديدة ونحن لدينا رؤية واضحة بأننا لن نسمح في قنواتنا الرياضية على أي خروج عن المقبول وهذا ليس في قنواتنا الرياضية السعودية بل حتى في القنوات الأخرى مثل لاين سبورت أو غيرها من القنوات التي هي محسوبة علينا في المملكة العربية السعودية لن نسمح على الإطلاق بتكرار ما حدث، وأنا أستطيع أن أوقف أي قناة أو برنامج محسوب علينا في السعودية بكل سهولة، فالمهم عدم الخروج عن المألوف، فهذه القنوات نشاهدها في بيوتنا ولن نسمح بمثل ذلك، فالتشجيع مطلوب وهذا أمر طبيعي جداً وطبيعة البشر أن يتمنى فوز فريقه ويعبر عن ذلك.
ـ ولكن الخطأ أن نجعل المشجع أو النادي يتحكم في الإعلام وما يخرج فيه ومن يخرج فيه؟
نعم هذا صحيح.
ـ ولكن هناك للأسف قنوات المقدمون فيها والمعدون يعملون للأندية أكثر من القناة ويكرسون التعصب والأصوات المتعصبة والذين عرفوا بتعصبهم، فهم أصبحوا مشجعين أكثر من كونهم إعلاميين، بل إن بعض البرامج وكأنها ملك أشخاص وليست للقناة؟
هذا خطأ كبير ولن نسمح فيه على الإطلاق، وعندما ألاحظ هذا الأمر سوف أوقف هؤلاء الأشخاص ولن أسمح لهم بالظهور في هذه البرامج والقنوات، فلابد أن تكون لدينا حيادية ورؤية واضحة ونقدم للجمهور المفيد، قد يكون هناك من يشجع هذا الفريق أو ذاك ولكن لايكرس التعصب بطريقة غير لائقة تضر ولاتنفع.
ـ أستطيع القول إن الفترة الماضية كانت تحت عنوان من أمن العقوبة أساء الأدب؟ خاصة أنك كنت حليماً وفتحت مجالاً أوسع لحرية الإعلام، وتعاملت مع الإعلام بشكل منفتح ووجدوك في تويتر وفيسبوك ولم تكن بعيداً عنهم؟
كانت لدي وجهة نظر تربوية، وهنا أسمح لي أتحدث بكل صراحة، فأنا في الأساس رجل تربوي، وكنت أقول دعنا نعطي الثقة لكل من يكتب ويشارك في أي عمل إعلامي سواء مرئي أو مسموع ونحملهم المسؤولية، فنحن لسنا أوصياء بل لابد أن يكون كل شخص وصياً على نفسه ومدركاً لأمانة الكلمة والمسؤولية سواء الكلمة التي يقولها أو يكتبها وينقلها بأي طريقة كانت، فكنت أهدف لمنهج تربوي بالكامل، ولكن للأسف الشديد أن هناك من فهم أن هذا الأمر يعني الانفلات وأنه لايوجد من يراقب، وأنا للأسف فوجئت أحياناً بانفلات غير طبيعي وصدمت في الحقيقة بما يحدث وكنت أقول هل هذه ثقافة مجتمع أو هو انحدار لثقافة أشخاص معينة انعكست ووصمت على مجتمع بأكمله وأعطت صورة سيئة جداً لثقافة مجتمعنا الذي لابد أن تكون ثقافته من نوع آخر، أي ثقافة حضارية إسلامية فيها جميع المثل والمفاهيم الأخلاقية، فكل بيوتنا بيوت إسلامية تربت على القرآن وأخلاقه ومبادئه.
لذا للأسف أن أقول إنني فوجئت بتعليقات نابية وعنصرية وفئوية وتعليقات إقليمية وطائفية وهذه جميعها أمور مقيتة تمس أمن الوطن ومجتمعه والوحدة الوطنية، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عنها وحذر من صاحبها، وغير مقبول أن يكون مثل هؤلاء في مجتمعنا إطلاقاً، حتى في التواصل الاجتماعي في تويتر تجد أن هناك من يخطأ خطأ أكثر مما يشتكي منه، بل هناك من يتناولني بشكل سييء لا يليق أن يصدر من أي شخص مهما كان.
ـ كيف نتعامل مع مثل ذلك؟
لابد أن نعرف أن هذه تجربة يجب أن نصبر عليها مهما كان ولابد أن تأخذ وقتها لكي نستطيع تجاوزها، وهذه الأمور وتلك الإمكانيات جاءت إلينا دفعة واحدة، فنحن لم نصنعها بل جاءتنا كما يأتينا أي شيء من الخارج مثل التلفاز مثلاً أو الجوال الذي بدل ما أن نستخدمه في الأمور الطيبة أصبحنا نستخدمه في تصوير الناس وانتهاك خصوصياتهم ويضعونها في اليوتيوب، فاستخداماتنا للتقنية للأسف تكون استخدامات خاطئة مع الأسف الشديد.
ـ هل آن الأوان لوضع عقوبات رادعة، ما نعرفه نظام المطبوعات واليوم لم تعد مطبوعات بل وسائل متعددة الأشكال والطرق وليست صحفاً وتلفازاً وإذاعة؟
نحن لدينا اليوم لجان تكونت لموضوعات مختلفة، وإذا كانت هناك دعاوى ترفع فهناك في وزارة الداخلية جرائم المعلوماتية موجودة، وفي وزارة الثقافة والإعلام لجان للمطبوعات والصحف الإلكترونية وغيرها، وجميعها أنشئت بأوامر ملكية ورؤساؤها كلهم قضاة، وعندما يكون هناك تعد سوف تصل العقوبات لدرجة كبيرة ولكننا لانريد أن نصل لهذه الدرجة.
ـ إذا كان هناك من يرى أن هناك دولاً غربية قدوة فهناك تقر عقوبات تصل لمئات الملايين بسبب انتهاكات تحدث مثلها لدينا هنا؟
صحيح وبعض الصحف لدينا سواء الورقية أو الإلكترونية يومياً تنتهك خصوصيات أشخاص وتتحدث على قضايا في القضاء لم يبت فيها، ويعتقد البعض أنها بطولات يقوم بها وهم يقترفوا أخطاء كبيرة في حق نفسهم وبلدهم ومجتمعهم وقبل هذا كله في حق دينهم، وقد يضروا أشخاصاً بشكل مستمر وإلى الأبد وهم لايعلمون.
ـ البعض يرى العقوبات أنها كبت للحريات؟
نعم صحيح هناك من يراها بهذا الشكل، فإذا عاتبناهم وعاقبناهم قالوا إن هذا كبت للحريات وتضييق عليها، فيا سبحان الله هل لكم الحق في كتابة ما تشاؤون ولا أحد ينتقدكم أو يعاقبكم.
العملية هنا عملية وعي، وهذه مسؤولية مشتركة بيننا جميعاً لابد أن نعرف أهميتها.
ـ البعض حذر وأنت أشرت لذلك بأن الوسط الرياضي فيه قنبلة موقوتة قد تنفجر وقد تصيب أمن المجتمع في صميمه، وهناك شعرة بسيطة بين التعصب والعنصرية التي هي أمر خطير جداً بما تحمله من طائفية وقبلية، فهل هناك من يريد أن يجعل من الوسط الرياضي شرارة يستهدف بها أمن هذا المجتمع؟
ما فيه شك، وأي واحد يثير هذه الأمور هو يساعد في إذكاء وإشعال هذه الشرارة، وهو الأمر الذي لن نقبله على الإطلاق والوحدة الوطنية خط أحمر لن نسمح لأحد بأن يمسها بأي شكل من الأشكال، ومع الأسف الشديد الكثير يحاولون بقصد أو بدون قصد إشعال مثل هذه الأمور ونحن لانقبلها وسوف نكون حازمين وسوف نراقب الأمر بدقة والوطن ووحدته أغلى من كل شيء، ونحن لدينا ديننا وقيمنا ولن نسمح لأي شخص أن يلعب بها أو ينتهكها، وبإذن الله سوف نقوم بواجبنا خير قيام في هذا الموضوع.
ـ اتحاد الإعلام الرياضي لو كان موجوداً لساهم بدور إيجابي ولكان بيئة مناسبة في حل هذه الأزمة والتقليل منه، فلماذا وزارة الثقافة والإعلام وقفت ضد هذا الاتحاد؟
لم نقف ضد هذا الاتحاد أو المشروع، وأنا شخصياً موافق عليه وأتمنى أن يخرج لحيز الوجود، والسؤال لماذا لايخرج هذا الاتحاد وهناك لجان تعمل في هذا الأمر.
ـ ولكن ما سمعناه من معلومات أن وزارة الإعلام هي من عطل هذا المشروع؟
هذا الكلام غير صحيح، وإذا المشروع جاهز أنا مستعد استعداداً كاملاً أن أعلن عنه أنا والأمير نواف في أي وقت، وأنت الآن تسمع هذا الكلام وعليك نشره والتأكيد عليه.
ـ هيئـــــــة الصحفــيــين كان لها دور سلبي؟
ليس لي علاقة في هيئة الصحفيين، أنا أقول لك الآن إذا كان اتحاد الإعلام الرياضي جاهز فأنا مستعد للإعلان عنه في مؤتمر صحفي سواء مع الأمير نواف أو هو لوحده أو أنا لوحدي ليس لدي أي مانع في ذلك وعليك الإعلان عن ذلك.
ـ كيف تراقب الرياضة والصحافة الرياضية؟
الدكتور صالح بن ناصر هو من يغششني في الرياضة واسأله عن الكثير من الأمور وهو من يصحح لي المعلومات الرياضية بل هو أستاذي الذي يعلمني الأمور الغامضة في الرياضة لعلي أعرف الرياضة وما يدور فيها بالعموميات، ولكن ليس بالدقائق.
ـ كيف تنظرون لتقييم الخطأ؟
نحن نقدر دور الوسائل الإعلامية ولابد من الأخطاء ولابد من الهفوات، والخطأ عندما يكون مقصوداً ومتعمداً وبشكل يومي هنا الأمر يختلف عن من يخطأ بهفوات بسيطة، فلا يمكن أن أنظر لصحيفة 99% من عملها ممتاز وتخطأ مرة ومرتين وأعاملها كغيرها، نحن ليس نظرتنا عقابية ولا نبحث عن الأخطاء، نحن وأنتم متكاملون، ونحن لسنا مؤسسة رقابية ولاسلطوية ولا مؤسسة فوقية ولاتنظر لكم بنظرة العصا، بل نحن جميعاً أسرة واحدة وكلنا نتكامل مع بعضنا البعض لخدمة ديننا ووطنا ونتحمل جميعاً مسؤولية الحفاظ على وحدة هذا الوطن، وأنا دائماً نظرتي متفائلة بالناس، فالبعض يرى أننا متساهلون وهذا ليس تساهلاً بل أنا متفائل بكم وبمجتمعي وأبنائنا من الشعب السعودي، لأننا جميعاً هدفنا واحد من أجل هذا الدين والوطن، ومع هذا لابد أن نتحمل المسؤولية أكثر، ونعرف أن الكلمة مسؤولية وأمانه في أعناقنا وهذا هو ما نحرص عليه ونسأل الله أن يوفقنا لتحقيق ذلك.
والكلمة وقعها قد يكون أقوى من السيف، ورب كلمة قالت لصاحبها دعني، وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ورب كلمة تهوي بصاحبها في جهنم 70 خريفاً، فيجب أن نراعي مثل هذه الأمور ونعرف أهمية الكلمة.
ـ خادم الحرمين أهدى للمجتمع السعودي مباريات ومنافسات كرة القدم ليشاهدونها بالمجان في الوقت الذي كان الشاب أو الأسرة السعودية تدفع آلاف الريالات لتشاهد مباريات الدوري المحلي وأنت كنت تسعى لتحقيق هذا الأمر.. العقد سينتهي، فهل هناك تمديد أم سنشاهد دورينا على قنوات الدول الشقيقة؟
نعم سينعم المواطن بنفس المكرمة وستستمر لسنوات مقبلة ولايوجد لدينا أي مباراة مشفرة ولن نقبل أن تكون الحقوق لأحد غيرنا وسوف يشاهد المجتمع السعودي كل مبارياته مجاناً.
ـ هل سترفع القيمة أم ستظل كما هي 150 مليوناً ؟
لا أعلم بالضبط، هناك لجنة تعمل في هذا الجانب والله يختار اللي فيه الخير.
ـ المهم هو استمرارية بث مباريات الموسم بالمجان للقنوات الرياضية السعودية؟
نعم وإلا لماذا أنشأنا 6 قنوات رياضية، فهذه القنوات وجدت لخدمتكم وخدمة الشعب السعودي والمجتمع السعودي ولانريد من خلفها أي ربح أو دخل مالي على الإطلاق.