ماجد عبدالله لاعب لا يتحرك
يرى مدافع الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال السابق ومدير الكرة الحالي فهد المفرج أن بوابة النصر دلفت به إلى آفاق الشهرة والمجد، وقال خلال بداياتي الأولى مع الفريق حدث ظرف طارئ لمدافع الهلال الزامبي السابق (ليتانا) وغادر إلى بلاده، وبالتالي طلب مني مدرب الفريق السابق البرازيلي (فيريرا) بأن أكون جاهزاً للمشاركة أمام النصر في لقاء دور الـ16 عام (1417) ضمن منافسات كأس ولي العهد، وكانت تلك المباراة اختباراً صعباً نظراً لما يمتلكه النصر من نجوم متوقدة وفي مقدمتهم ماجد عبدالله.
وأشار المفرج إلى أنه عاش لحظات عصيبة قبل المباراة، لكنه شعر بالنشوة بعد أن كتب الفوز لفريقه وكان أحد النجوم التي منحت التفوق، ولم يخفِ المفرج أن قائد الهلال السابق صالح النعيمة والذي كان يشغل مدير الكرة ساهم في تجهيزه نفسياً ومنحه العديد من المعلومات التي ساهمت في معرفته لتحركات ماجد وبقية لاعبي النصر، وأكد أن التحضير النفسي يعد الأهم في المواجهات التي تجمع الهلال والنصر علاوة على التقنية الفنية، وقال إن الفريق الذي يعرف استغلال الفرص بلا شك ستكون له الغلبة.
ـ حدثنا في البداية عن أبرز الذكريات خلال اللقاءات التي تجمع الهلال والنصر؟
أجمل ذكرياتي بدأت من محطة النصر موسم (1417) وكنت في ذلك الحين لم أتجاوز الـ17 ربيعاً، وكان يقود خط دفاعنا عبدالله الشريدة والزامبي (ليتانا)، وأشارك مع المجموعة في الاحتياط، وحدث قبل مواجهة النصر بيومين ضمن مسابقة كأس ولي العهد لدور الـ16 بأن طلب الاتحاد الزامبي من المدافع (ليتانا) بسرعة الحضور الأمر الذي دعا مدرب الفريق آنذاك (فيريرا) بالاستعانة بخدماتي.. ولا أخفيك أنني كنت متخوفاً نظراً لصعوبة المواجهة على اعتبار أنها خروج مغلوب، فضلاً عن حساسيتها إلى جانب أن الخصم يمتلك عناصر مميزة، وتحديداً في خط الهجوم بداية بماجد عبدالله ومروراً بمحيسن الجمعان إلى جانب (كينيدي)، وهذا الخط يعد الأقوى في صفوف النصر، ولكن بتوجيه الكابتن صالح النعيمة الذي كان يشغل مدير للكرة والتعليمات التي أسداها لي استطعت التغلب على الصعوبة، بل إن النعيمة كشف لي الأسلوب الأمثل لمراقبة ماجد وتعطيل محيسن ودخلت الاختبار الصعب، وشعرت بعد مرور الربع ساعة الأولى أنني دخلت أجواء النزال، وأحمد الله أننا حققنا الفوز بـ(2 ـ 1) بهدفي الثنيان والجابر، وسجل للنصر الشويع وطرد حكم المباراة (العقيلي) حارس مرمانا صالح السلومي، ورغم أننا لعبنا جزءاً كبيراً من المباراة بتسعة لاعبين إلا أننا حققنا الفوز الأثمن بالنسبة لي وأتذكر أن صحيفة الرياضية كتبت بالعنوان العريض (الإمبراطور القادم) مشيدة بعطائي، وعشت لحظات عارمة بعد المباراة بعدها انطلقت لآفاق أرحب بعد أن تجاوزت محطة ماجد والنصر والذي كان بمثابة الاختبار الصعب.
ـ هل فعلاً كانت تحركات ماجد مقلقة؟
ماجد لا يتحرك إلا حينما تصل الكرة إليه أو يشعر أن الوقت مناسب للانطلاق وهنا تكمن خطورته فضلاً عن قدرته على اصطياد الكرات العرضية، ولكن التوجيهات التي استقيتها من الكابتن صالح النعيمة -كما أسلفت قبل قليل- اختصرت لي المسافة وساعدتني على الحد من خطورة الكابتن ماجد وللأمانة أنا لعبت أمام ماجد وهو في آخر أيامه ولكن تظل هيبته حاضرة في كل الأحوال.
ـ ما هي أهم التعليمات التي تعطى لكم في السابق خلال المباريات الحساسة وتحديداً في لقاء النصر؟
الأهم هو محاولة التقليل من الأخطاء في منطقة الصندوق والتركيز والتفكير الإيجابي حينما تصل الكرة وبذات الوقت تغييب السرحان لأن أي هفوة يعني إعطاء الخصم الفرصة للوصول إلى المرمى.
ـ شاركت في بداياتك بجوار العديد من المدافعين من اللاعب الأكثر تميزاً؟
لعبت في البداية بجوار الشريدة وأحياناً الزامبي ليتانا ثم حضر المدافع أحمد خليل وبعدها انتقل للهلال عبدالله سليمان ولكن ألمس أن الثلاثي (الشريدة، ليتانا، خليل) هم الأبرز والأكثر حضوراً، واستفدت منهم الشيء الكثير، وبلا شك إن الجيل الأخير الذي لعبت معهم وتحديداً تفاريس والمرشدي هم الآخر لهم حضورهم اللافت.
ـ ما هي أجمل ذكرياتك في لقاء النصر؟
الهدف الذي سجلته في مرمى محمد شريفي إبان كان حارساً لمرمى النصر وكان بطريقة (باك ورد) وهذا الهدف هو الأجمل وبذات الوقت الأغلى وأتذكر أن هناك هجوماً وجه لي قبل المباراة بسبب هبوط عطائي، ولكن الهدف خفف وطأة ذلك الهجوم، وعلى مقولة المعلق (الحربي) كان (عقد وفاق) وأعاد المياه لمجاريها؛ أيضاً لا يمكن أن أنسى الهدف الذي سجلته في مرمى فريق الشباب في نهائي كأس ولي العهد عام 2009 بضربة رأسية في الوقت الإضافي وحققنا اللقب.
ـ هل هناك ذكريات سيئة لامستك خلال لقاءات الفريقين؟
أعتقد أن إصابة زميلي عبدالله الشريدة إثر اشتراكه مع المهاجم النصراوي (كينيدي) علاوة على ما حدث لماجد بعد اصطدام الكرة برأسه ونتج عنها بلعه للسان، كانت تلك الأحداث أسوء المواقف التي عايشتها عن كثب.
ـ خلال الفترة التي مثلت فيها فريقك كانت هناك سيطرة هلالية على مواجهات النصر بماذا ترجع ذلك؟
هناك فوارق فنية بين الفريقين تصب لمصلحة الهلال بعد أن غادر جيل العمالقة النصراوي ولم يحل البديل بنفس القدرات على عكس الهلال الذي كان يغيب نجم ويحل آخر.
ـ كيف تلمس الفوارق بين أيام كنت لاعباً والوقت الحالي بعد انخراطك بالسلك الإداري؟
في السابق كان تركيزي فقط على تطوير مستواي ومضاعفة عطائي، أما الآن فعملي منصب على جميع العناصر ومحاولة إيجاد جسر بين اللاعبين والمدرب وتوفير أفضل الأجواء لعناصر الفريق بدعم إدارة النادي ممثلة بالأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي سخر كل الإمكانات في سبيل تهيئة المطالب وتعزيز المعنويات.
ـ ما أبرز التحضيرات لمواجهة النصر المقبلة؟
صدقني نفكر حالياً في لقاء الشباب وبعد هذه المواجهة سنبدأ في فتح ملف النصر لأن مباراة اليوم أمام شقيقنا الشباب أشبه بالبطولة والخسارة يعني ابتعادنا عن إيقاع المنافسة على الصدارة ولهذا سنلعب وأمامنا أكثر من اعتبار، لعل أبرزها المحافظة على المسيرة في الدوري وبذات الوقت تحقيق كأس ولي العهد.
ـ هل النصر حالياً أفضل من الهلال على الصعيد الفني؟
من الصعب أن أتحدث عن ذلك الجانب من بنات أفكاري، ولكن لو رجعنا للمقاييس الفنية نجد أن الهلال ينافس على الصدارة في دوري زين وفي الوقت ذاته هناك تقارب أدائي خلال المواجهات التي جمعت الفريقين في مسابقة كأس ولي العهد بدليل وصولهما للنهائي وعموماً الفيصل سيكون على أرض الميدان.