|


حاربوني وأجبروني على الاعتزال

عبدالغني الشريف 2013.02.19 | 03:00 am

أكــد المعلق الســــابق في القنـاة الرياضية الســـــعودية هانـي الغامـدي أنه يعتقـــد أن سبب إبعاده عن العمل في القناة هو مطالبتــــه بحقوقه المادية، مشيراً إلى أن إدارة القنوات الرياضية في فترة المدير السابق عادل عصام الدين كانت تريده أن يعمل مجاناً، بل وكانت تكلفه بالذهاب لنجران وأبها ويدفع تذكرة الطائرة وقيمة الإقامة في الفندق من حسابه الشخصي، وعندما طالب بحقوقه تم إبعاده من التعليق رغم الإشادات الكبيرة التي وجدها، موضحاً أن حقوقه تجاوزت الـ 20 ألف ريال، مطالباً عادل عصام الدين وخالد الدوس وغانم القحطاني بالكشف عن السبب الحقيقي لإبعاده عن التعليق في المباريات، مما اضطره لإعلان اعتزاله، وكشف الغامدي في لقائه مع “الرياضية” أن العمل في القنوات الرياضية كانت تتحكم فيه العلاقات الشخصية والمجاملات والمزاجية، متمنياً أن يتمكن الدكتور محمد باريان من معالجة الأخطاء السابقة والعمل باحترافية.
ـ متى كانت بدايتك الإعلامية؟
انطلاقتي كانت في وظيفة مراسل ميداني عبر القنوات الرياضية السعودية وعملت لمدة عامين، ومن ثم خضعت لاختبار مع لجنة المعلقين التي كان يرأسها الراحل زاهد قدسي وبحمد الله نجحت في الامتحان ووجدت إشادات كبيرة بصوتي وإمكانياتي، وفي تلك الفترة رافقت محمد رمضان (شفاه الله) وإبراهيم الجابر وناصر الأحمد واستفدت منهم كثيرا ولم يبخلوا علي بتوجيهاتهم.
وأول مباراة كلفت بالتعليق عليها كانت بين الوحدة والنصر، وبعد نهايتها وصلتني إشادات كثيرة من زملاء ومشاهدين وكان ذلك دفعة معنوية لي، ثم كلفت بمباريات كبيرة مثل الاتحاد والشباب في دوري أبطال آسيا وكأس ولي العهد بين الوحدة والهلال، بجانب المشاركة في بطولة النخبة والكثير من مباريات الدوري.
ـ ولماذا اختفيت بسرعة رغم الإشادات بتعليقك؟
هذا السؤال أتمنى أن يتحلى الإخوة عادل عصام الدين وخالد الدوس وغانم القحطانى، بالجرأة ويكشفوا سبب إبعادي عن التعليق وعدم منحي أي تكليف، وعندما شعرت أنني غير مرغوب في احترمت نفسي وأعلنت اعتزالي التعليق عبر “تويتر” خاصة وأن الأجواء كانت غير صحية وتتغلب عليها المجاملات، وأتذكر بعد نهائي كأس ولي العهد العام قبل الماضي بين الوحدة والهلال والذي علقت عليه كان الجميع يشيد بي وبعدها لم أجد أي تكليف واتصلت بالأخ خالد الدوس ولم يرد على اتصالاتي وبعدها اتصلت على الأخ عادل عصام الدين ولم يهتم بي ثم أرسلت له رسالة واستفسرته عن سبب عدم تكليفي ورد علي بقوله: أنت معنا وقريبا سيأتيك تكليف. وبالفعل كلفت بالتعليق على مباراتين للوحدة في دوري الدرجة الأولى، وأحمد الله أنني لم أخطئ في حق أي زميل أو أوجه إساءة لأي ناد خلال تعليقي.
ـ وبماذا تفسر سبب تجاهلك؟
أعتقد أن السبب لأنني كنت أطالب بحقوقي المتأخرة التي لم تمنح لي لفترات طويلة، وأذكر في أول عملي معهم كنت أحصل على مكافأة بمبلغ 3000 ريال وبعد فترة قلصت إلى 600 ريال على المباراة، وللأسف حتى هذا المبلغ لم يصرف لي في وقته، وأغرب شيء كنت أكلف بمباريات في نجران وأبها وأدفع قيمة تذكرة الطائرة وإيجار الفندق والسيارة من حسابي الخاص، ورغم ذلك لم يصرفوا لي استحقاقات انتدابي، وعندما بدأت أطالب بحقوقي بدأ مسلسل (التطفيش) لأنهم يريدوني أن أعمل مجاناً، ويتحججون بأنني متعاون ولا يوجد بند في وزارة الإعلام لصرف حقوق المتعاونين، وهذا الحديث غير صحيح لأن أي شخص متعاون في أي مؤسسة تكون لديه مستحقات ولكن المشكلة كانت في المصالح والمجاملات.
ـ هل كانت لديك مشاكل مع أحد في القناة؟
كما ذكرت علاقتي كانت جيدة مع الجميع، وأكثر شيء زعلني التهميش الذي وجدته منهم، وحتى بعد ابتعادي عن التعليق علاقتي الخاصة جيدة مع الجميع ومتواصل مع زملائي المعلقين، وأتساءل هل مطالبتي بحقوقي تعتبر جريمة؟ وهل هم يتركون مستحقاتهم الكبيرة ولا يسألون عنها، وأريد أن أحكي معاناتي معهم، عندما أتصل على خالد الدوس لأعرف سبب تجاهلي يطلب مني التوجه للقحطاني وعصام، وعندما أذهب لهما يقولان لي إن الدوس هو المسؤول عنك، وفي حقوقي كانوا يضحكون علي لأن خالد الدوس قال لي اذهب لتلفزيون جدة وخذ فلوسك وأذهب من مكة إلى جدة ولم أجد شيئا، ومرة يقول حقوقك في تلفزيون الرياض وعندما أذهب أجد نفس الرد وكل هذا على حسابي، وللأسف لايوجد تعامل منظم في القناة الرياضية في السابق، تخيل يتصلون علي قبل المباراة بيومين ويقولون لي اذهب إلى أبها وعندما أسأل عن الحجز يقولون لي اقطع التذكرة ودبر نفسك وسنحاسبك على منصرفاتك، وللأسف كنت أتعامل معهم بكلمة رجال وفي الأخير أضاعوا حقي. ورغم ذلك وقعوا عقودا مع الزملاء وهمشوني، وتكفيني إشادة أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد.
ـ برأيك ما سبب تراجع مستوى التعليق السعودي؟
بالعكس لا يوجد تراجع للمعلقين، ولكن المشكلة في المجاملات الكبيرة الموجودة في التكاليف، فنحن لدينا معلقون مميزون موجودون في القنوات الخليجية هناك: عبدالله الحربي وسمير المعيرفي في الدوري والكأس، وحماد العنزي وخالد اليوسف في الجزيرة، وفهد العتيبي وطارق الحربين في أبوظبي الرياضية، وجميعهم غادروا بسبب (التطفيش) وضعف العائد المادي والمجاملات، وأتمنى أن تكون لجنة المعلقين تحت إدارة أمثال إبراهيم الجابر ونبيل نقشبندي وناصر الأحمد وغازي صدقة لأنهم الأقدم ويعرفون قدرات المعلقين.
ـ هل تفكر بالعودة للتعليق ؟
أنا أحببت التعليق كهواية وتعلمت على يد مدارس مميزة مثل الراحل زاهد قدسي، ومحمد رمضان، ولو فكرت أرجع لن يكون إلا بعقد رسمي لأنني تعلمت من التجربة السابقة، وأتمنى أن يكون هناك تنظيم للعمل والابتعاد عن العشوائية التي كانت تحدث في السابق، وأثق بأن الدكتور باريان سينهى عهد المجاملات والتي لا يمكن أن تحقق النجاح المطلوب، وأخيرا أتمنى أن أمنح حقوقي التي لن أتوقف عن المطالبة بها.