|


مرمى النصر عاندني و(مبروك) خدعني

حوار ـ عبدالمحسن الجحلان 2013.02.21 | 10:27 pm

هناك أسماء محفورة بالذاكرة الرياضية لا يمكن أن يغيبها اضطراد الأيام والسنين ومن هذه الأسماء الرنانة قائد الهلال السابق سلطان بن نصيب الذي يشكل رقما صعبا في خارطة الهلال خلال السبعينيات والثمانينيات الميلادية، حيث كان يشكل المهاجم الأبرز والأكثر حضورا في مشاركاته الفعالة مع الفريق والمنتخب الأول، وبعد اعتزاله للكرة ظل يخدم الرياضة السعودية في الكثير من المواقع ولا يزال يعطي في عمله الإداري غير أن الإصابة التي لحقت به قبل عدة سنوات أصبحت تتفاقم عليه وخلال زيارتنا للاطمئنان على صحته جالت بنا الذاكرة للعديد من الأحداث والمواقف الماضية وتحديداً في المواجهات التي تجمع الهلال والنصر والأجواء المحيطة بها.



ـ حدثنا عن أبرز الأحداث التي تختزنها ذاكرتك خلال المواجهات التي تجمع الهلال والنصر؟
منذ بدأت مشواري مع الفريق مطلع السبعينيات الميلادية كانت مواجهات الهلال والنصر تشكل منعطفا صعبا للفريقين على صعيد الجماهير وإدارتي الناديين واللاعبين ورغم صغر سني في ذلك الحين إلا أن الحماس كان يتوقد في مشاعرنا وتشربت عشق الهلال والروح العالية وسط الميدان خلال مزاملتي للجيل الذهبي الذي كان يقوده مبارك عبدالكريم وسلطان مناحي ونبيل الرواف ثم حضر الجيل الآخر الذي عرف بالمهارات والعطاء الجميل كمحسن بخيت والطعيمي وشمروخ وناجي إلى جانب إبراهيم اليوسف وعبدالرحمن بشير الغول، ورغم قوة تلك الأسماء إلا أننا لم نوفق في تحقيق بطولات وكانت اللقاءات التي تجمعنا بالنصر سجالا وفي بعض اللقاءات المفصلية نخسر ويتأهل النصر عن المنطقة الوسطى.
ـ هل تعتقد أن الإعداد النفسي له دور في خسارتكم للمباريات المفصلية؟
أنا أعتبر ما كان يحدث سوء طالع بدليل أننا نسيطر على أجواء المباريات ويكسب النصر وأحيانا نتقدم بالنتيجة ثم تنقلب المعادلة وهذه الأمور استمرت في كثير من المواقف إلى عام (77م) حيث انقلبت الطاولة وظهر هلال جديد حصد أول دوري ممتاز ولعبنا على نهائي كأس الملك بعدها توالت الإنجازات الهلالية حيث تشرفت بنيل أكثر من لقب مع الفريق وكانت لي بصمة في المباريات لعل أبرزها نهائي الدوري عام (79م) أمام النصر وكسبنا اللقاء بهدف البرازيلي ريفلينو أيضا اللقاء الذي جمعنا بالشباب مطلع القرن الميلادي الجديد وتجاوزناه بـ(3ـ1) وسجلت هدفين احدهما يسمى (باللصقة) لأن الكرة أمسكها الحامل للشبكة من الداخل.
ـ في نهائي كأس التصنيف عام (75) أضعت ضربة جزاء غيرت مجرى المباراة من سيطرة هلالية إلى فوز نصراوي؟
صحيح في هذا اللقاء كنا المستحوذين على أجواء اللقاء وفرضنا ايقاعنا وسنحت أكثر من فرصة مواتية لم نوفق فيها ومنها ضربة الجزاء التي سددتها وصدها حارس النصر الراحل مبروك التركي وكان يفترض إعادتها لأنه تحرك قبل تسديدي للكرة لكن حكم المباراة سامحه الله أعلن استمرار اللعب، وكان يقود اللقاء إذا لم تخني الذاكرة الراحل فهد الدهمش أو محمد المرزوق والأخير لم نوفق في الكثير من المباريات التي يقودها.
ـ في نهائي الدوري التصنيفي كنت أصغر لاعب في صفوف الفريقين ما هي الدوافع التي أجازت لك التقدم لتسديد ضربة الجزاء على الرغم من وجود لاعبي خبرة يفوقونك؟
ضربات الجزاء تحدد سلفاً من المدرب قبل المباراة ولكن في اللحظة التي أعلن فيها الحكم القرار طلب مني الكابتن عبدالرحمن قصاب (شمروخ) التقدم للتسديد وأرسلتها بالزاوية ولكن كما أسلفت تحرك الحارس النصراوي قبل دفعي للكرة ساهم في مساعدته لتحويلها إلى ضربة زاوية.
ـ هل شكلت لك إضاعة الضربة في الغياب الملموس عن المرمى النصراوي؟
أبداً كنت أقدم أجمل المباريات أمام النصر ولكن أحيانا ابتعادي عن منطقة الصندوق بحكم أنني ألعب كجناح ساهم في غيابي عن التسجيل وأحيانا أخرى قد تكون المهمة تجهيز الكرات وفي النهاية لم يكتب لي التوفيق رغم أن هناك فرص سنحت ولكن لم أترجمها بالشكل المطلوب، وأنا لا أؤمن بما يقال عقدة أو خلاف ذلك لأن ما يحدث داخل الملعب قضاء وقدر وكثير من اللاعبين لا أود ذكر أسمائهم لم يوفقوا طوال تاريخهم بالتسجيل في فرق معينة ولا يعني أن هناك سببا ملموسا.
ـ أفضل المهاجمين الذين عايشتهم مع فريقك والمنتخب؟
لعبت مع أربعة أجيال مروا على الهلال كان آخرهم النعيمة والبيشي والتخيفي والثنيان وخلال هذه الفترة تزاملت مع عدة مهاجمين على صعيد المحليين والأجانب لعل أبرزهم محسن بخيت والنورموسى (رحمه الله) وناجي عبدالمطلوب وابن عمر وسمير سلطان ومنصور بشير وعادل عبدالرحيم وعلى صعيد الأجانب نجيب الإمام والبرازيلي ريفلينو وفي المنتخب أعتقد أن ماجد عبدالله وعبد ربه وعيسى حمدان والصاروخ وخالد سرور والغراب هم الأبرز.
ـ ما أجمل مباراة لعبتها أمام النصر؟
مواجهة الذهاب في أول دوري عام (77) وانتهت بالتعادل (3ـ3) ونهائي الدوري الذي كسبناه عام (79م).
ـ الأوضاع السابقة داخل الأندية والمعسكرات والجاهزية للمباريات هل تختلف عن الوقت الحالي؟
كنا كلاعبين أسرة واحدة بل نجلس مع بعض أكثر مما نقطن في بيوتنا. نتساعد ونتضافر والنادي بيت آخر تجتمع فيه الجماهير والإدارة وأعضاء الشرف وهناك استنفار قبل المباريات وفرح واحتفالات بريئة بعد الفوز وتتقبل أيضا الخسارة بصدر رحب، ولا أخفيك أنني شخصيا كنت أدعم الكثير من اخواني اللاعبين لتلبية احتياجاتهم الشخصية في سبيل تهيئتهم للمباريات ولم أكن أنتظر مقابلا من النادي وكان الدافع هو عشق الكيان الهلالي الذي نحمل له حبا يملأ القلوب والعيون.
ـ هناك مدربون مروا على الهلال خلال الفترة التي مثلث فيها الفريق ما الفروقات بين تلك الكوادر؟
أعتقد أن المدرب العالمي زاجالوا أفضل الخامات التي مرت على الهلال وكانت له بصمة غير عادية في تحقيقنا للدوري عام (79م) واللافت أن الهلال كان يديره تدريبيا من أفضل المدربين بالعالم وبذات الوقت يتواجد بين صفوفنا قائد المنتخب البرازيلي ريفلينو أيضا المدرب الإنجليزي جورج سميث هو الآخر وكانت له بصمة في تغيير صورة الفريق والعودة للبطولات بعد أن اختفت أكثر من عام بامتلاكه للدعم النفسي وشحذ الهمم.
ـ الروح التي تتحدث عنها وتميزكم كلاعبين هل تلمسها بالجيل الحالي؟
لاعبو الهلال عرف عنهم حبهم للكيان وتشربنا ذلك من الجيل الذي كان يسبقنا وتواصل هذا الجانب الجميل لأجيال حضرت بعد اعتزالي ولكن المس أن العناصر الأخيرة بدأ يذبل عطاؤها بسبب بعض الظروف الخارجة عن الإدارة وأنصح اخواني اللاعبين أن يتناسوا كل شيء في سبيل مصلحة الكيان وهذا ما كنا نعمل فيه سلفا.
ـ توقعاتك للقاء الغد على نهائي كأس ولي العهد؟
الهلال فرض سيطرته على النصر منذ عقود مضت وكان النصر في حقبة من الزمن يكسب رغم تفوقنا عليه ولكن خلال العقد الأخير سيطر الهلال بشكل لافت وأعتقد أن لقاء الجمعة بداية العودة للعطاء الرائع الذي عرف عن الهلال الذي لن يتخلى عن الكأس الذي أصبح صديقا لها وباختصار شديد لا يمكن مقارنة النصر بالهلال الحالي كما تكشف المعطيات والأرقام.
ـ الإصابة التي تعاني منها هل حدثت إبان كنت لاعباً أم بعد اعتزالك؟
عندما كنت أمثل الهلال والمنتخب تعرضت للعديد من الإصابات القوية بالركبة والمفصل والظهر وكنت أضحي من أجل الوطن وفريقي بل أن ركبتي اليمنى واليسرى لم تخلوا من العمليات الجراحية وواصلت المشوار حتى شعرت أن مركزي ملئ بالعناصر التي تملك القدرة على العطاء وودعت الملاعب رغم قدرتي على العطاء كان ذلك في موسم (83م) وانخرطت بالسلك الإداري عام (84م) وحققنا كأس المليك بعد فوزنا على الأهلي (4ـ0) أيضا عدت للعمل الإداري أيام طيب الذكر الأمير بندر بن محمد وقضينا أجمل الأيام والنتائج الجميلة وجاءت إصابة الظهر عام (98م) وكنت إدارياً ممثلا لرعاية الشباب خلال مشاركة فريق الهلال في البطولة الآسيوية للكرة الطائرة وخلال متابعتي لأحد اللقاءات قفزت فرحا بإحدى النقاط وحصل تهتك بالفقرة الرابعة التي أثرت أيضا على الفقرة الخامسة ومن ذلك الحين وأنا أعاني من شدة الآلام ولا يمكن أن أنسى جهود الأمير خالد بن طلال الذي تكفل بعلاجي بعد عودتنا من لبنان خلال المشاركة الآسيوية حيث حضرت وأنا في وضع (مستلقي) وغادرت من المطار إلى مستشفى دله وقرروا في ذلك الحين عملية ولكنني تخوفت وأرجأت ذلك للتأكد للوصول إلى أفضل النتائج.
ـ وهل وصلت الإصابة إلى تحسن إيجابي بعد العلاج السابق؟
بالعكس الآلام كانت تتضاعف بين حين وآخر وحاليا لا أستطيع الجلوس على الأرض وبعد مراجعتي لمستشفى الحبيب أوضحت التقارير حاجتي للعملية لأن الوضع يحتاج إلى تدخل جراحي وسارع زميلي الكابتن إبراهيم اليوسف إلى أخذ التقارير وإرسالها إلى ألمانيا للوقوف على آخر النتائج والمكان الأنسب لإجراء العملية التي ربما تكلفني حوالي (100) ألف يورو حوالي خمسمائة ألف ريال.