الهروب من المكاشفة ليس حلاً
انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة مقاطعة الأندية لوسائل الإعلام المختلفة، إذا نشرت خبراً أو رأياً لم يعجب إدارة النادي أو كشفت حقائق للرأي العام لايريد المسؤولون أن تظهر على السطح حتى إن كانت صحيحة، وذلك خوفا من إثارة الجماهير ضدهم، ورغم أن هذه الأندية تعرف أن هناك عدة أساليب يمكن أن تتبعها إذا شعرت بتعرضها للظلم، لكنها لا تفعل ذلك وتعتقد أن أسلوب المقاطعة هو الصحيح، "الرياضية" تناولت هذه الظاهرة واستطلعت أهل الشأن والمختصين، حيث قال مدير المركز الإعلامي السابق في نادي الاتحاد الزميل عدنان جستنية إن عدم وضوح السياسة الإعلامية هو الذي يؤدي لاتباع هذا الأسلوب، بينما وصفه مدير تحرير الوطن الزميل صالح الداود بأنه تصرف غير حضاري وهروب من الواقع.
غياب السياسة الإعلامية
كشف مدير المركز الإعلامي السابق بنادي الاتحاد الزميل عدنان جستنية أن عميد الأندية لديه أسس ثابتة، فمنذ ولادته تميز عن البقية خاصة في منهجية التعامل مع وسائل الإعلام، وأن إدارة النادي الحالية برئاسة المهندس محمد الفائز تعاني من عدم وضوح سياستهم الإعلامية، مما أدى لغياب التنظيم المفترض أن يتبعه المجلس حتى لاتكون هناك فوضى مثل التي تحدث حاليا من بعض المسؤولين في الجهازين الإداري والفني الذين يظهرون عبر وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي دون أن يكون هناك تنسيق بينهم والمركز الإعلامي للنادي، ويتحدثون عن أمور وهم لايعلمون عنها الكثير لأنهم مغيبون تماما عن ما يحصل، وأضاف : أعتقد أن هناك أشخاصاً يريدون تغييب المركز الإعلامي عن دوره ولايرغبون أن يكون هناك ناطق رسمي للنادي، وظهر ذلك مؤخرا من خلال اللاعبين الذين تعاقد معهم النادي (أجانب ووطنيين) حيث لم يتم تقديمهم عبر مؤتمرات صحفية، ولم يكن هناك من يقوم بالدفاع عن النادي من خلال الهجوم الذي يشنه البعض عليه، وظهرت الإشكالية الإعلامية في القرار الذي أصدره النادي مؤخرا بمقاطعة بعض الوسائل الإعلامية، وأعتقده قراراً غير حكيم لأن هناك وسائل أخرى كان يجب على المجلس اتباعها، سواء بالحديث شفهيا أو كتابيا أو تقديم الشكوى للجهات المختصة، لأن الاتحاد أول من مارس الديمقراطية في التعامل مع الوسائل الإعلامية المختلفة، ولايصح أن يتخذ أسلوب المقاطعة، وأتمنى من إدارة فائز أن تعيد النظر في السياسة الإعلامية للنادي حتى يتم تدارك جميع الأخطاء السابقة وضمان عدم تكرارها، لأن الاتحاد كناد كبير ورائد وقدوة يجب أن يكون قدوة في كل شيء بدلا من ما يحدث حاليا في اختلاط الحابل بالنابل.
تصرف غير حضاري
يرى مدير تحرير جريدة الوطن الزميل صالح الداود مقاطعة الأندية لوسائل الإعلام تصرفاً غير حضاري، مشيرا إلى أنه لم يسمع به من قبل في الأندية الكبيرة خاصة في الدول المتقدمة، ومع أن أي ناد من حقه الدفاع عن حقوقه ورد الظلم الذي يتعرض له، لكن يجب أن يتم ذلك باللجوء للقنوات الرسمية إذا قامت أي وسيلة إعلامية بنشر خبر غير صحيح ورفضت أن تعتذر عن ذلك، لأن المقاطعة أسلوب غير مفيد ولن يعالج المشكلة بل يؤججها، وأظن أن الأفضل في حال نشر أي وسيلة إعلامية خبراً غير صحيح أن يتواصل معها النادي ويصححها ومن واجبها أن تعتذر إذا كانت مخطئة، ونرفض أن يكون البعض وصيا على الإعلام ويريد أن يكون دائما يمدح ولاينتقد.
وأضاف الداود :إذا نشر خبر لايعجب الأندية تحاول قلب الحقائق وتتهم الصحف بأنها تعمل ضدها وتعمل على إثارة الجمهور، وفي تقديري أرى أن الأندية تتهرب من الحقائق التي يكشفها الإعلام، وكأنما الإعلام وسيلة للمدح فقط، لأن الأصل هو التبصير بالسلبيات الموجودة حتى تتم معالجتها.
وعن منع الأندية الإعلاميين دخول مقرها في حال المقاطعة قال الداود "ليس من حق أي ناد اتخاد مثل هذا القرار حسب نظام رعاية الشباب والاتحاد الدولي لكرة القدم" لأن فيفا يحترم الإعلام ويمنع منعا باتا حرمانه من القيام بدوره، ويسمح له بحضور مدة ربع ساعة قبل يوم من أي مباراة، وهذا النظام مطبق في الاتحاد الآسيوي وكل الاتحادات القارية، والغريب أن الأندية السعودية تطبقه آسيويا وترفض ذلك محليا، وأقول إنه لايوجد شيء اسمه مقاطعة لأنه يعتبر هروباً من الواقع، والأندية لديها الكثير من الأساليب التي تتبعها إن رأت أن هناك ظلماً تعرضت له، فمثلا تخاطب الصحيفة وتطلب منها الاعتذار أو تقنن التعاون معها لفترة مؤقتة، ومع عصر الإنترنت ووسائل التواصل مثل (الفيس بوك وتويتر والواتساب)، لايستطيع أي ناد مقاطعة وسائل الإعلام، لأن هذه الوسائل ستنشر المعلومة في أسرع وقت وجميع المؤسسات أصبحت كتاباً مفتوحاً ومن الصعب أن تستطيع حجب المعلومة.