نائمون في العسل
تظل منتديات الأندية الرسمية، والأخرى التي تحمل ذات الاسم دون الصفة الرسمية، واحدة من أهم وسائل التواصل بين الأندية والجماهير، على الرغم من أنها في كثير من الأوقات تضع مسؤولي الأندية في حرج مع ما يكتب أوينشر، على اعتبار أن المواقع الرسمية للأندية لاتخضع للرقابة الفعلية وتسير وفق اجتهادات المشرفين ورؤيتهم الشخصية.
الرياضية استطلعت آراء بعض مرتادي تلك المواقع الرسمية منها وما تحمل أسماء أوألقاب الأندية، وتنوعت الآراء بين مطالبة ملحة لإخضاع تلك المواقع لرقابة فعلية والتدخل لحذف بعض المشاركات التي لاتخدم الرياضة وتعمق الفجوة بين الجماهير وأنديتها، على اعتبار أن هناك أسماء مستعارة ليس لها هدف سوى الذم أوالقدح أوالتقليل من بطولات بعض الأندية، وتكريس مفهوم السب والشتم العلني للاعب الفلاني، والإطراء والمديح للاعب المقرب من صاحب الموضوع كما حدث في كثير من قضايا اللاعبين ومشاكلهم مع أنديتهم.
ولايمكن في هذا الاستطلاع إغفال بعض مواقع الأندية التي تحترم متابعيها وتنقل أخبار وأنشطة النادي، بل وتسابق المواقع الإلكترونية الرسمية في بعض الأخبار الحصرية.
تميز مشروط
يؤكد عبدالرحمن القرافي أن مواقع الأندية الرسمية لديها تميز في كثير من أخبار الأندية، ربما لعلاقة أحد المشرفين على تلك المواقع بأحد اللاعبين أوالمسؤولين أو أحد أعضاء الشرف في النادي، وهو الأمر الذي يمنحه تميزاً خاصاً في نقل كثير من الأحداث والأخبار الحصرية، وهو مايدفع كثيراً من مشجعي تلك الأندية لمتابعة هذا الموقع أو ذاك لأنه يجد مايريده بأسهل طريقة.
ويضيف القرافي وهو مشجع أهلاوي بأن هناك كماً كبيراً من المواقع التي تحمل اسم النادي الأهلي وألقابه، إلا أنه وكثير من المشجعين أمثاله لايتابعون إلا موقعاً واحداً تقريبا وهو معروف لهم كمشجعين أهلاويين لمصداقيته ومتابعته لأخبار النادي خصوصا فريق كرة القدم وهذا هو الأهم لهم.
وعن وضع رقابة فعلية من الجهات المختصة على كل مايكتب في المواقع الإلكترونية للأندية، يتمنى القرافي أن تكون الرقابة ذاتية ومن الشخص نفسه.
غياب المتابعة
عمر سليم يرى من وجهة نظره أن مواقع الأندية ليست ربحية ولهذا فلا مجال لتطويرها لأن المادة عصب الحياة وبإمكانها إحداث نقلة نوعية، وهي تعتمد على مجهودات ذاتية من محبي تلك الأندية أو أحد أعضاء الشرف، ويقول مضيفا بأن كل الأندية تملك مواقع رسمية وأخرى مساندة، بعضها متابعة لأخبار النادي ومبارياته وأخرى (نايمة في العسل)، والمضحك المبكي أن موقعاً رسمياً لأحد الأندية التي تلعب في دوري زين والموضوع الرسمي الذي يحتل القسم الرياضي هو خبر المعسكر الخارجي للفريق الذي أقامه قبل بداية الدوري، ونحن الآن في الجولات الأخيرة من الدوري، أين هي المتابعة؟.
أسماء مستعارة
من جانبه، يوضح شادي سليمان أن المواقع لاخير ولاكفاية شر، فهي كثيراً ماتؤجج التعصب ولاتخدم جماهير الأندية بالإثارة المفتعلة والأخبار البايتة والمفبركة، ومواضيع لافائدة من متابعتها إلا فيما ندر، وفي مواقع أندية شهيرة تعد على أصابع اليد الواحدة.
ويضيف سليمان: هناك إغفال شبه تام لكل ما يكتب أوينشر في تلك المواقع، فليس هناك رقيب، فمن تراقبه هو شخص يكتب باسم مستعار ويتحدث من خلف الستار وتنقصه الشجاعة، فهو يعلم جيدا أنه باستطاعته الكتابة بألف اسم.
ويطالب سليمان بأن تكون هناك عملية تقنين لتلك المواقع وتدخل مباشر من الأندية أوالجهات المسؤولة لإيقاف تلك التجاوزات.
عدم جدوى
فهد الحميد له تجربة شخصية مع أحد مواقع الأندية الإلكترونية من خلال مشاركته في طرح موضوع يخص أحد اللاعبين، إلا أنه تمنى أن تحذف مشاركته أولم يشارك في الأصل بعد أن وجد البعض طرح اسم هذا اللاعب فرصة للنيل منه والتشنيع به.
ويضيف الحميد بقوله: مع الأسف الشديد هناك من لاهدف له سوى السب وتوجيه الاتهامات التي لاطائل منها كأنه الوحيد الذي يكتب بالقوة ولابد من احترام آرائه بينما هو لايحترم الآخرين، مشيرا إلى أنها تجربة وحيدة لن يكررها بعد أن تورط بالفعل في نشر موضوع كان يتوقع أن تتم مناقشته بعقلانية، وأن لايحدث مثل هذا الجدل ولذلك يرى أن مواقع الأندية ليست مغرية ولاجدوى من وجودها.
مصادر خاصة
إبراهيم البيشي أحد مسؤولي مواقع الأندية يؤكد أن آراء متابعي مواقع الأندية في جلها صحيحة، إلا أنه يجب الاعتراف بأن تلك المواقع تعتمد بشكل كبير على العلاقات التي يملكها المشرفون ومدى قربهم من أصحاب القرار سواء الإدارة أو أحد أعضاء الشرف الذي ربما يمتلك الموقع فعلا من خلال دعمه المادي، فمن الصعب تمرير سبق صحفي أو خبر حصري لتلك المواقع دون توزيعه على الصحف أوالقنوات الرياضية إلا إذا كان ذلك الخبر لايهم شريحة كبيرة من متابعي ذلك النادي.
ويضيف البيشي بقوله: نعتمد بشكل رئيسي على مايحدث في التمارين وأحيانا الجلسات الخاصة أوالمناسبات وما يمر مرور الكرام من قبل مسؤول أو لاعب، وهو أمر لايضعنا كثيرا في عمق المنافسة مع المواقع الإخبارية الأخرى.
الريفية مستفيدة
صهيب حسن يقول: إن أندية الظل أو ما تعرف بالأندية الريفية هي الأكثر استفادة من مواقعها على اعتبار بعدها الكلي عن الإعلام، ويجد منسوبوها فرصة للتعريف بالنادي وأنشطته، ومن خلال متابعتي لهذه المواقع أجد فيها المعلومة والمسابقة والمتابعة للأنشطة الرياضية، خصوصا أن من يقوم بإدارة هذه المواقع لديهم إلمام كبير بما يغري المتابع ليس في المجال الرياضي فقط وإنما بأخبار المنطقة والأنشطة الثقافية وأخبار الطقس والمجالات الأخرى التي يقوم كل قسم بإمدادها بكل جديد.
ويشير صهيب إلى أن المنافسة تشتعل في كثير من المواقع الرياضية، خصوصا حين يكون هناك أكثر من ناد في منطقة واحدة، فالفرق الكبيرة ليست بحاجة لتلك المواقع بعكس الأندية الصغيرة التي تجد في تلك المواقع فرصة لها لإبراز مشاركة فرقها في ظل التجاهل الإعلامي الذي تجده من كافة وسائل الإعلام المشغولة بأخبار النجوم ومتابعة الفرق الجماهيرية.