صوت
تنفق القنوات الرياضية الكثير من المال على المعدات والتعاقدات لكن كم تنفق على تدريب وتأهيل كوادرها، وكم تدفع لتحسين بيئة العمل وجودة المنتج؟.. الثابت أن “صيانة” الكوادر وتأهيلها من حين لآخر لا تقل عن بقية لوازم التجديدات الصالحات.. تلك التي تمارسها القنوات في بنيتها بتحسين مقارها وديكوراتها وتجهيزاتها.. وهو عين ما تفعله لكوادرها الذين تنتخبهم من بين الأفضل وتمنحهم الرواتب والعلاوات والامتيازات.
قبل أيام شكى مذيع “لميع” لطوب الأرض ومنعرجاتها غياب ميزانيات التأهيل والتدريب.. المذيع المغلوب على أمره و “لسانه” أكد أنه ظل لأعوام حبيس الداخل والدواخل .. لم يفتح الله عليه بكلمة ولا بكورس تدريبي أو دورة تأهيلية تعيد له وهجه وتوهجه.. فاضطر لإخراج صوته الجهير يطلب وهو صاحب حق دون أن يكرم وهو عند من لا ينبغي أن يرد .
الإدارات الذكية في كل الدنيا تقيم عود مبديعها بما لذ وطاب من موائد التدريب والتأهيل.. هو لازمة من لوازم التجويد وسبيل لبلوغ أقصى مراحل الكفاءة.. وهي غاية حين تحصل.. تصبح القناة جاذبة والبرامج مشوقة ولا يجد الجمهور من ينتاشه بسياط الانتقاد.. على العكس قد تحل الورود وأطنان الثناء والإشادات في ربوع القناة.. مبانيها وساكنيها.. اللهم إلا إن كانت تنتظر أن تأتيها على طريقة “لله يا محسنين”.
القائمون على أمر القنوات الرياضية تعوزهم حُجة التنشين على التختة واللعب على الكرة وليس على أجساد “الظروف” .. فالإنفاق على استجلاب النوق البيض من التقنيات ليس عذرا لنفاد الميزانيات.. والآلة والتكنولوجيا لا تتطاولان في بنيان تقديم الممتع المبدع من غير كادر بشري مؤهل يحسن التوظيف والتلطيف.. وهذا الأخير بحاجة لتنمية مواهبة وضخ أوكسجين الإجادة والتطور في شرايينه حتى يخرج للمشاهد بالمفيد.
يسعدني بحق ويسرّ بالي أن يؤازرني في ما طرحت ـ ولو جزئياً على الأقل ـ أصحاب الفخامات من أهل الإدارات حتى يوفروا علينا وعلى جمهور المشاهدة التفلت من متابعة ما يقدمون والانفلات في وجه من يقدمون.. صدقوني لأنني أحبكم أقول ما أقول وأستغفر الله لي ولكم ولصالح المبدعين.