الرجل الخاص عدو الـصحافة ويكره الأسبان
رغم شعارات اللعب النظيف التي أصبحت شعارا للفيفا والتي يحرص على تطبيقها في كل البطولات صغيرها وكبيرها فإن الانفلاتات والتجاوزات تطل برأسها القبيح وتهدد بتقويض الأسس الأخلاقية للعبة الأكثر شعبية في العالم، فهناك العنصرية، وهناك أعمال العنف والشغب، وهناك جرائم التزوير والغش والتحايل .. ورغم العقوبات الصارمة التى يلوح بها بل ويطبقها الاتحاد الدولي لكرة القدم بكل صرامة بحق المتورطين فيها فهناك قلة من اللاعبين تدوس بكلتا قدميها وفي نزوة انفلاتات جنونية اللوائح والقوانين ولا يهمها أن تدفع الثمن غالياً .. ولكن الذي يدفع دائماً الكلفة الثمينة المشاهد المغلوب على أمره والذي يحلم بالمتعة والإثارة لكي يدفن فيها همه وغمه .. دراسة متأنية تكشف عن فئة من اللاعبين والمدربين اشتهروا بسرعة الإثارة وضعف السيطرة على الأعصاب فانزلقوا باللعبة إلى مهاوي الفوضى والضياع رغم سطوع نجوميتهم.
من هذه الفئة المدرب المشهور جوزيه مورينيو الذي أعلن رئيس ريال مدريد بيريز رحيله بالتراضي عن النادي إذ يحمل هذا البرتغالي لقب (الرجل الخاص) وربما يكون أكثر رياضي إثارة للجدل في التاريخ بسبب إحساسه الدائم بالعداوة من الجميع وبسبب تصريحاته التي تفتقر للود في أغلب الأوقات، فحين كان مديراً فنياً لتشيلسي الإنجليزي كان عدواً لدوداً للصحافة ولاعبي ومدربي الفرق المنافسة، ثم انتقل ليثير القلق في إيطاليا بعدما درب الإنتر وفاز معهم بثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال الأوروبي، ثم ذهب لأسبانيا ليعادي الجميع وخاصة برشلونة الذي كان ناديه في يوم من الأيام حينما كان مترجماً ثم مساعداً للسير بوبي روبسون مدرب برشلونة ثم لويس فان جال من بعده، هو يستحق وبجدارة أن يتربع على عرش المشاغبين في مجال الرياضة.
أما اللاعب الفرنسي السابق أريك كانتونا فقد دخل تاريخ الكرة من باب الشغب وسرعة الإثارة منذ نعومة أظافره، ففي نادي مرسيليا الفرنسي بدأ علاقة متوترة مع برنار تابي مما انعكس سلباً على أداء فريق الجنوب الفرنسي، مما دفع جماهير فريق مارسيليا للغضب بشدة من حماقات الولد الشقي وطالبت بإبعاده عن الفريق، لكن رغبة المدرب الفرنسي للفريق جيرارد جيلي كانت فوق الجميع وأكد على أن كانتونا موهوب ويستحق اللعب في فريقه آنذاك، لكان كانتونا خان ثقة المدرب جيلي واستمر في الشغب مما جعل الجماهير مرة أخرى تستشيط ناراً لإبعاد المشاغب عن الفريق ودخل في نزاعات كبيرة مع جماهير النادي ونزع قميصه معبرا عن عدم رضاه باللعب للفريق متبادلا عبارات السب والشتم معهم، ليصبح بذلك أكبر عدو لجماهير الفريق وخصوصا لرئيس الفريق الذي قرر إعارته لفريق بوردو الفرنسي.
الشيء الوحيد الذي حال دون حصول المشاغب إيريك كانتونا على لقب أسطورة كرة القدم الفرنسية هو مزاجه السيئ وسرعة الغضب، وتبقى أغرب حادثة في مشواره مع الكرة الإنجليزية مع مانشستر يونايتد وكانت في ملعب سيلهرسن بارك « وذلك بعد ضربه لأحد المشجعين المنتمين لفريق « كريستال بالاس «، ومن سوء حظ المشجع المسكين أنه اختار المشاغب والمزاجي كانتونا ليوجه له العديد من الشتائم في حق والدته، لكن كانتونا لم يطق صبراً حتى طار على المشجع في الهواء وانهال عليه بالضرب مما جعل القضية تدخل أروقة المحاكم، لحسن حظ كانتونا أن المشجع له سوابق إجرامية وأن جماهير « كريستال بالاس « وقفت في صفه، مما جعل القاضي يأمر بـ 120 ساعة من الأعمال الشاقة للمشاغب كانتونا وتوقيفه عن لعب الكرة لمدة 7 أشهر نافذة.
أنطونيو كاسانو
تلقبه الجماهير في إيطاليا «باللاعب المجنون «، كاسانو الآن يعتبر نجم هجوم إيطاليا ورأس الحربة الأول بالرغم من مشاكله التي لا تنتهى، فعندما كان كاسانو لاعبا في روما قامت بينه وبين توماسي مشاكل عديدة جعلت سباليتي يقوم بإجراءات صارمة تجاه اللاعبين، وكانت من أبرز أخطاء كاسانو عندما صرح في عام 2010 أنه لن يؤخر ميعاد زواجه بسبب كأس العالم. ومع انتقاله لسامبدوريا لم تنته مشاكله بالرغم من أنه أصبح النجم الأبرز في الفريق حيث تورط في مشاجرة مع رئيس النادي والتي بسببها انقطعت علاقته بالنادي فانتقل لميلان ليبدأ رحلة جديدة مع الكرة.
ماريو بالوتيلي
يعتبر بالوتيلي أكثر اللاعبين الإيطاليين انفعالا فوق أرض الميدان، حيث يقول عن نفسه: «أنا انفعالي جدا وأرد على الاستفزازات التي أتلقاها، إذا ما استفزني أحد اللاعبين على أرض الملعب فسأرد عليه بكل قوة، لكنني أعتذر أيضا عن التصرفات الخاطئة التي تبدر مني وهذا الأمر يظهر طيبتي، في الحقيقة أنا غبي في بعض الأحيان لأنني أصبح مثل دمية بسبب تصرفاتي الغريزية على ما أعتقد». كما يعتبر بالوتيلي من أكثرهم طموحاً وتعجرفاً في إيطاليا، إذ سبق له وأن صرح بأنه سيصبح أحسن من رونالدو بعدما رفض هذا الأخير إهداءه قميصه، حيث قال لبرنامج «لي لين» : «طلبت من رونالدو الحصول على قميصه بعد مباراتنا ضد مانشستر يونايتد إلا أنه قال لي إنه أعطاه للاعب آخر، فقلت له سأكون أقوى منك، وسأكون أقوى منه في يوم من الأيام لذا فهو سيطلب قميصي وسأرفض إعطاءه إياه».محطات مسيرته الكروية تعكس الجانب الآخر من هذا اللاعب الموهوب الفوضوي السلوك الأولي اصطدامه مع مدربه البرتغالي السابق جوزيه مورينيو في الإنتر.. ولكن غرائب بالوتيلي لا تنتهي فقد تعرض لغرامة مالية بعد تشغيله لمنبه سيارته مدة طويلة في شارع مليء بالسكان، حيث انزعج الجيران من تصرفه وأبلغوا عنه السلطات التي فرضت عليه غرامة مالية قدرها 40 ألف يورو .. ماريو قال في تبريره لهذه الحادثة «إنه كان يحاول لفت انتباه صديقته التي تسكن في أحد شقق هذا الشارع» ولكن الضوضاء التي سببها بسيارته «أودي آر 8» دفع الجيران للإبلاغ عنه. وفي مشهد آخر من مسلسل بالوتيلي فقد أدين بإخراج لسانه في وجه لاعب روما بانوتشي الذي كان مكلفاً بمراقبته احتفالا بتسجيله هدفا في المواجهة التي جمعت ناديه السابق الإنتر بفريق العاصمة الإيطالية فوق ملعب هذا الأخير «الأولمبيكو» ما جعل اشتباكات كثيرة تنشب بين لاعبي الفريقين تعدتها فيما بعد للجماهير داخل وخارج أسوار الملعب.. وقد عنونت إحدى صحف مدينة روما مقالها الافتتاحي في القسم الرياضي بعد اللقاء بـ»بالوتيلي يشعل حرباً في روما بحركة لسان».
الطريف أن بالوتيلي يحتفل بالأهداف التي يسجلها كل متتبعيه والشغوفين به بصورة غريبة، إذ تجده بارداً متثاقل الخطى في مصافحة زملائه المهنئين له كلما سجل هدفاً ضد أحد الفرق الكبرى كيوفنتوس وميلان، بينما تجده يحتفل بطريقة هستيرية وحركات استعراضية كالتي نشاهدها في السيرك كلما سجل أهدافاً ضد فرق مغمورة ككاتانيا وبولونيا، وإن كان البعض يظن أنه لا يحس بالسعادة إلا عندما يحرز أهدافه أمام فريق صغير، يظن البعض الآخر أنه يرمز من خلال برودته في التفاعل مع الأهداف التي يسجلها أمام الفرق الكبيرة إلى السخرية والتكبر على لاعبي الفريق الخصم عندما يمشي كالطاووس مختالاً بجوارهم وكأن إحراز هدف في مرماهم أشبه بشرب كوب من الشاي. أغرب تصرفاته على الملاعب حينما التحم بالأيدي مع مدرب ناديه الأخير مانشستر روبرت مانشيني بسبب مشادة حدثت بين الاثنين خلال تدريبات للفريق.
ريكاردوا كواريزما
يشبهه الكثيرون بكريستيانو رونالدو، لكن شتان الفارق بين لاعب هو النجم في فريقه وفي منتخب بلده وبين لاعب كلما تأتي له الفرص للتألق يتركها تذهب بسبب استعراضه الدائم وتنقله من ناد إلى آخر إلى أن انتهى به المطاف بعد برشلونة وبورتو وتشيلسي والإنتر في بشيكتاش التركي. ففي وقت من الأوقات كانت جماهير الإنتر تقوم بصيحات الاستهجان تجاه كل كرة يلمسها كواريزما وهو ما كان يحدث بينه وبين جماهير (البلوز) مما يجعله يخرج عن شعوره ويرد على الجماهير بإشارات عنيفة مما يجعل الموقف يتأزم دائما.
كارلوس تيفيز
يلقبه عشاقه بالأباتشي وذلك لسرعته الفائقة ولتسديداته المتقنة وبالإضافة إلى أنه وراء فوز الأرجنتين بالذهبية في أولمبياد 2004 وهو المهاجم الأساسي لمنتخب بلاده الأول بالإضافة لتألقه مع وست هام ثم تألقه في (الأولد ترافورد) مع مانشستر يونايتد إلى أن انتقل إلى جاره مانشستر سيتي ولكن مشاكله لا تنتهي وآخرها كان رفضه النزول من على دكة البدلاء للمشاركة في مباراة بايرن ميونيخ في دوري الأبطال وهو ما قابله المسؤولون عن النادى بتوقيع غرامات مالية كبيرة عليه واضطروا لإعلان بيعه في الانتقالات القادمة.
جوي بارتون
أصدرت إحدى محاكم مدينة ليفربول حكماً بسجن لاعب وسط نيوكاسل الإنجليزي جوي بارتون (25 عاما) ستة أشهر بتهمة الاعتداء على زميله السابق في مانشستر سيتي الفرنسي عثمان دابو لاعب لاتسيو الإيطالي حاليا بتوجيهه 20 لكمة على وجهه في ديسمبر الماضي خلال التمارين حيث أصيب بإغماء إضافة إلى جروح متعددة . جوي بارتون اعتبر بعد الحادث أكثر اللاعبين شغباً ليس في إنجلترا فحسب بل في العالم أجمع. وقد ضبط لاعب نيوكاسل بالجرم المشهود من خلال كاميرات المراقبة المتواجدة في الشارع واعترف بما ارتكبه أمام المحكمة. وقضى بارتون فترة العقوبة في سجن «سترانجوايز» في مدينة مانشستر وهو المكان المخصص لأخطر المجرمين في بريطانيا من تجار مخدرات ورجال عصابات.
مايكل برادلي
لاعب وسط المنتخب الأمريكي لكرة القدم ونادي كييفو فيرونا الإيطالي، وهو أحد أكثر اللاعبين حدة في الطبع، فتواجده ضمن التشكيل الأساسي للمنتخب الأمريكي تحت قيادة والده بوب برادلي المدير الفني الحالي للمنتخب المصري، كان يحتاج منه الكثير من الحماس الذي كان يزداد في الآونة إلى درجة الحدة والتهور، ففي عام 2009 التقى المنتخب الأمريكي بالمنتخب الأسباني وفي الدقيقة 87 قام برادلي بتدخل متهور طرد على إثره من الملعب، فما كان منه إلا أن اعتدى على الحكم عقب اللقاء وتم إيقافه لـ 3 مباريات.
كريستيان بولسن
نجم كرة القدم الدنماركي، ليس مجرد لاعب شجاع بل هو شجاع إلى درجة التهور، ففي عام 2008 أثناء التصفيات المؤهلة لنهائيـات كــأس العالـــم، قــام بولسـن بـركل مهاجـم السويد « ماركوس روزبيرج « في البطن فنال البطاقة الحمراء وهو ما لم يعجب أحد أنصار الدنمارك الذي اقتحم الملعب، بعدها تم إيقاف بولسن عن اللعب للمنتخب حتى تم التحقيق معه وعاد مرة أخرى.