|


خدعوكم فقالوا

2013.08.13 | 06:00 am

لاأعلم ماهي معايير المهنية في الإعلام الرياضي.. أو بمعنى آخر ماهي الاعتبارات التي يمكن من خلالها وصف تجربة الإعلامي الرياضي ضبابية في محددات النجاح والفشل؟ هل يمكن اختزال ذلك في ميول الإعلامي والتغاضي عن الجوانب المهنية الفعلية؟ بكل أسف إن هذا المعيار الفعلي للعديد من الإعلاميين الرياضيين يصنع مدرجه من خلال ميوله وعليه فإن العديد من (مدمني) الشهرة تصنعوا ميولهم للأندية الكبيرة بغية أن يتقاسموا كعكة الجماهيرية التي بدورها ستفتح لهم المنابر الإعلامية ويكونوا ضيوفا دائمين على شاشات التلفاز وأثير الإذاعات فقط لأن ميولهم لذلك النادي الجماهيري وكأنهم يقدمون للمتلقي بصفة (إعلامي برتبة مشجع) دون أن يستند ذلك الإعلامي لأي مقومات المهنة ويفتقر لأبجدياتها، وبالتالي فإن جل أطروحاته تنطلق من ذهنيته التشجيعية لا الإعلامية. وكنتاج لتلك المعادلة الخاطئة فإنه ليس من الغرابة أن يتخذ الكثير ممن في الوسط الرياضي موقفا من بعض الإعلاميين بل (لاألومهم) إن تكونت لديهم صورة ذهنية سلبية عن بعض الإعلاميين بسبب تصرفات تلك الفئة. في هذا المنبر لاأطلب أن يكون الإعلامي بلا ميول أو أطالبه بالحيادية التامة وكأني أنادي بإنشاء مدينة إفلاطون الفاضلة. ولكني أناشد القائمين على الوسائل الإعلامية بتصفية الدخلاء على المهنة إن هم أرادوا تطورا في العملية الإعلامية. وللأسف فإن الكثير من المهنيين في حقل الإعلام الرياضي (وهم كثرة) باتوا يتضايقون من الدخلاء ليس لأنهم تقاسموا معهم المهنة بل لأنهم أساءوا وشوهوا المهنة مما أفرز انطباعا سلبيا لدى البعض عن مهنة المتاعب، ومما لاشك فيه أن دائرة اللامهنية في الإعلام الرياضي بدأت تتوسع بفضل (أشباه الإعلاميين) في الإعلام الجديد الذين أنشأوا لأنفسهم منابر إعلامية وأشبعوا (شتما وقذفا واتهامات) للكل دون الاستناد على أي ستند. وبكل (تبجح) يبررون ذلك بشعار الحرية الإعلامية والمهنية رغم أن المهنة بريئة من تصرفاتهم وتجاوزاتهم، وللأسف إنهم ينظرون فيما لذ وطاب من القضايا دون أن ينظروا إلى واقع أنفسهم ومضمون مادتهم الإعلامية المطروحة ..وعليه فإن التساؤل العريض المطروح هل العبث الذي يقدمه أولئك (القلة من الدخلاء) يمكن أن يدخلهم ضمن دائرة الإعلام والإعلاميين؟ .. الإجابة الحتمية للمهنيين (لا وألف لا) بل هم خدعوكم فقالوا (إعلاميين).