الحرمان يشعل مواجهة الأهلي والنصر

رغم التباين الكبير في أوضاع الفريقين طيلة العقد الماضي إلا أن مواجهات الأهلي والنصر لم تفقد بريقها لدى المتلقي الرياضي نظرا للقاعدة الجماهيرية العالية التي يمتلكها الفريقان إضافة للإرث التاريخي للفريقين ووجود العديد من الأسماء التي أثرت الساحة من صناعة الناديين بيد أن الأوضاع الحالية أضفت على المواجهة بريقاً آخر في ظل التكامل العناصر والجاهزية الفنية في صفوف الفريقين ورغبة كل منهما في البداية القوية وتحقيق الحلم بحصد لقب الدوري بعد صيام دام لفترات طويلة
الألم مشترك
يشترك الفريق الأهلاوي النصراوي في نقطة التقاء هامة وحزينة تتمثل في صيامهم عن تحقيق لقب الدوري السعودي رغم عراقتهما لسنوات طويلة ورغم تباين الفترة بين الناديين إلا أن الضغوط الجماهيرية ظلت دائرة مشتركة بين الفريقين في سبيل تحقيق اللقب وتبلغ المدة الزمنية التي تفصل النصر عن ملامسة آخر لقب دوري تبلغ 18 عاما، كان آخرها ما شهده موسم 1995 إثر فوزه على الهلال بثلاثية مقابل هدف وذلك على نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وفي المقابل تضخمت المدة الزمنية للأهلي في المنافسة على تحقيق الدوري إلى 30 عاما إذ حققها الأهلي آخر مرة موسم 1984، وربما الآلام تزيد في حال فقد الفريقين لقب دوري هذا الموسم، خصوصا أن العديد من الفرق تمكنت من تحقيق اللقب أثناء صيامهم كحال فريق الفتح، وهو القادم من دوري (المظاليم).
تفوق نصراوي
وبالعودة لسجل بطولات الدوري نجد أن الفريق النصراوي يتفوق وبفارق كبير على الأهلي في عدد مرات الحصول على لقب الدوري إذ حقق النصر اللقب 6 مرات أعوام (1976ـ1980ـ1981ـ1989ـ1994ـ1995) في حين حقق الأهلي اللقب مرتين موسمي (1978ـ1984).
قائد مشترك
ويتشارك الفريقان النصر والأهلي في ذات القائد داخل الميدان إذ إن قائد الفريق النصراوي الحالي حسين عبد الغني كان قائدا للفريق الأهلاوي لسنوات طويلة قبل أن ينتقل لصفوف البيت النصراوي صيف موسم 2010.
كفة متوازنة
وبلغ التنافس بين الفريقين أشده الموسم الماضي إذ تمكن كلا الفريقين من إزاحة الآخر عن بطولة وكان النصر هو البادئ في ذلك حينما تمكن من إخراج الأهلي من كأس ولي العهد بعد فوزه عليه في الدور ربع النهائي بنتيجة (2ـ1) في حين تمكن الأهلي من إخراج النصر من كأس خادم الحرمين الشريفين في ذات الدور بعد أن تفوق عليه ذهابا وإيابا بثلاثية في حين شهد التنافس بين الفريقين أشده في منافسات دوري زين للمحترفين.
تدوير أسماء
وشهدت صفوف الفريقين تدويرا كبيرا في أسماء اللاعبين بيد أن الانتقالات من البيت الأهلاوي للنصراوي كانت أكثر من العكس الآخر، وتعد أبرز الأسماء التي خاضت تجربة في الفريقين هم “حسن الراهب ـ مالك معاذ ـ طلال المشعل ـ حسين عبد الغني ـ محمد عيد ـ عبد الرحيم جيزاوي ـ عبد الله الواكد ـ فهد الزهراني”.
تكرار وحيد
ويعد اللاعب البحريني محمد حسين هو اللاعب الأجنبي الوحيد الذي خاض تجربتين في النصر والأهلي، إذ مثل الفريق الأهلاوي موسم 2002 في حين التحق بالصفوف النصراوية منذ الموسم الماضي.
تفوق أهلاوي
ورغم حالات التباين في أوضاع الفريقين خلال العقد الماضي إلا أن تنافسهم لم يكن مقتصرا على المباريات الدورية فقط فقد تقابل الفريقان خلال الخمسة مواسم الأخيرة على أكثر من نهائي كانت كلها في صالح الأهلي إذ تقابل الفريقان في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد موسم 2001 وحقق اللقب الأهلي إثر فوزه بركلات الترجيح التي حسمها اللاعب سعد الدوسري (رحمه الله)، وتجددت النهائيات بين الفريقين في نهائي كأس الخليج موسم 2009 الذي كسبه الفريق الأهلاوي بهدفين حملا توقيع مهاجم النصر الحالي حسن الراهب في حين شهد موسم 2011 آخر المواجهات النهائية بين الفريقين حينما تقابلا على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال وانتهى اللقاء بفوز أهلاوي عريض قوامه 4 أهداف مقابل هدف إذ تمكن من تسجيل نصف تلك الأهداف لاعب النصر الحالي عبد الرحيم جيزاوي إبان احترافه في الأهلي. وبالعودة للسجل البطولات للفريقين نجد أن الأهلي يتفوق أيضا في عدد المواجهات النهائية، إذ التقى الفريقان في 9 نهائيات كسب الأهلي منها 5 في حين كسب النصر 4 نهائيات.
نتائج كبيرة
يتفوق الفريق النصراوي على نظيره الأهلاوي في تحقيق أكبر نتيجة جمعت بين الفريقين، إذ تمكن النصر من إلحاق خسارة كبيرة بالفريق الأهلاوي موسم 1996 بسداسية، سجل منها محترف النصر كنيدي (هاتريك) وفي الموسم الذي تلاه سعى الأهلي لمعادلة ذلك الرقم بيد أنه لم يتمكن من ذلك بعد فوزه على النصر بخماسية في كأس الاتحاد ويعد اللاعب ماجد عبد الله أكثر اللاعبين النصراويين تسجيلا في الشباك الأهلاوية في حين يبرز اللاعب خالد قهوجي كأحد أكثر اللاعبين هزاً للشباك النصراوية.
وبالعودة للسجل البطولاتي للفريقين نجد أن الفريق الأهلاوي يتفوق أيضا في المواجهات النهائية التي جمعت بين الفريقين إذ التقى النصر والأهلي في 9 مواجهات نهائية فاز النصر في أربع وفي مثلها فاز الأهلي.
وقد أُقيم أول نهائي بين الفريقَيْن عام 1391هـ على كأس الملك، وكسبه الأهلي بهدفين، سجلهما سعيد غراب وسليمان مطر، وكسب الأهلي بعدها بسنة النهائي الثاني بهدفين مقابل هدف على كأس البطولة نفسها، وسجل للأهلي عمر راجخان وسعيد غراب، وسجل للنصر محمد سعد العبدلي.
وكسب النصر النهائي الثالث في عام 1394، وذلك على نهائي كأس الملك، بهدف وحيد، سجَّله حسن أبوعيد، ثم حصل النصر على كأس ولي العهد من أمام الأهلي بهدف وحيد سجله ممدوح بن سعود.
وفي عام 1369 تمكن النصر من تأكيد تفوقه على الأهلي في النهائيات من خلال فوزه ببطولة كأس الملك أمام الأهلي بهدفين دون رد، سجلهما محمد سعد العبدلي وسعد السدحان، قبل أن يوسع النصر الفارق لصالحه في العام نفسه حينما حقق كأس الاتحاد “كأس الأمير فيصل حالياً” بهدف وحيد لمصطفى النقر.
واستطاع الأهلي أن يعادل النصر في عدد مرات الفوز بالنهائيات، من خلال فوزه ببطولة كأس الأمير فيصل بن فهد عام 1421هـ بركلات الترجيح “6ـ4” بعد التعادل 2ـ2، وسجل هدفي الأهلي مارندنيا وقهوجي وللنصر جونيور. وفي عام 1428هـ كسب الأهلي النصر في كأس الخليج ذهاباً وإياباً بنتيجة 1ـ0 لحسن الراهب و2ـ0 لحسن الراهب وبدر الخراشي.
أحداث باقية
ورغم أن مواجهات الفريق النصراوي والأهلاوي دائما ما تحمل إثارة وندية كبيرة إلا أن مواجهاتهم لم تشهد أحداثا بها خروج عن النص ولعل مواجهة الفريقين موسم 2010 والتي شهدت طرد اللاعب عبد الرحيم جيزاوي وسط احتجاجات كبيرة من رئيس الأهلي والجهازين الفني والإداري أبرز الأحداث الخالدة في ذاكرة المتابعين.
ذكريات جميلة
وتحمل جماهير كلا من الفريقين ذكريات جميلة عن مواجهاتهما في المواسم الأخيرة إذ تعتبر مواجهة الفريقين في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال موسم 2010 والتي انتهت بفوز النصر بثلاثية من أجمل الذكريات التي تختزل في ذاكرة جماهير الشمس وفي المقابل يعتبر نهائي ذات البطولة موسم 2011 من أجمل الذكريات لدا جماهير القلعة بعد أن تمكن الأهلي من كسب النصر برباعية.