تحول فاصل الانتقاد
وكأن قدر الدوري السعودي ان يكون قابلاً للانتقاد والاشتعال في كل لحظةٍ وحين.. لقد نجت القنوات الرياضية التي اشبعها الكثيرون أطنان النقد والتجريح بـ"قدرة قادر".. فقد فكرت وقدرت ووجدت مخرجها و"مخارجتها" في الشركة العالمية.. والأخيرة بدورها افرغت كل حمولها وخبراتها في استذكار تجربة "الخبير".. وبعد تفحيص وتمحيص.. يممت شطر بلاد الفرنجة.. حيث الدرر الغوالي من الفنيين والمخرجين والتقنيين.. كما نجحت في أجراء عملية تغيير جلد كامل لـ"تقنيتها" .. فاصبحت تنقل الدوري بـ35 كاميرا.. في حين ان مونديال الدنيا والعالمين تنقله فقط 32 كاميرا.. تخيلوا؟
بهذا فقد خبا بريق النقد والانتقاد.. ونام اعين اهل القنوات الرياضية السعودية.. عن شواردها.. وتحول فاصل النقد المداري جهة الحكام.. القضاة الذين يسعون بين الاندية انصافاً.. فيجدون انهم ومن اسف بحاجة لمن ينصفهم.. مساكين.. تنتاشهم سهام النقد من كل صوب وحدب.. فما من احد.. الا ولسعهم بنيران الغضب وسياط الانتقاد.. على ما يطلقون من "صافرات" القرارات .. قلبي مع المهنا وزمرته.. فارضاء جميع الاذواق.. غاية لا ترتجى مثله مثل الغول والعنقاء والخل الوفي.
اراهن ان اهل التحكيم.. لو وجدوا ثغرةً.. لاستبدلوا "الخبير" المحلي.. بخبرات "عالمية" ولاصبحوا مثل اهل القنوات الرياضية السعودية.. يتوسدون الرضاء من كل جانب.. وحتى لا قدر الله لو ثارت بوجههم بعض الجماهير.. لردوها الى "العالمية" بتقنياتها وكاميراتها.. ولأخلوا مسؤوليتهم كاملةً غير منقوصة.. لكن.. وبما ان الذي يكشف أخطاء الحكام .. هو نفسه..تطورات النقل التلفزيوني من خلف اعين كاميراته المزروعة في كل شبر .. فان الانصاف يستدعي.. ان تهب ذات القنوات.. لنجدة ذات القضاة.. من هكذا "هفوات".
الهلال من جهته كان قد رمى بالكرة في ملعب اتحاد عيد.. لقد اعلن عن تكفله بمصاريف حكام "أجانب" لكل مبارياته القادمة.. اذن الخبرات التحكيمية الاجنبية باتت مطلباً جديداً ومتجدداً.. لكن ليست كل الاندية كالهلال.. يدها طويلة وقادرة على الدفع المقدم.. كما ان من حق عيد والمهنا وبقية الحكام الوطنيين.. ان يطلبوا المعاملة بالمثل.. نحن لم نسمع باستدعاء احدهم لادارة لقاء بالدوري الفرنسي او الايطالي او الاسباني.. ومن حقهم ان يحتجوا على حلول "الاجنبي" .. تكفي الاجانب كاميراتهم.. وتكفي حكام المهنا صافراتهم.