والمايكرفون يميل
معروف من مقدمي البرامج الرياضية.. ومن لف لفهم من المعلقين ومحللي الاستديوهات بالضرورة.. اجتهادهم ومثابرتهم لإخفاء ميلهم القلبي.. ذاك الذي ينبض في حقيقته لهذا الفريق أو ذاك.. وهي محاولات تستمر "مجازفات" القيام بها رغم ما يحيطها من القلق والخوف.. فما من أحد يرغب في افتضاح عطر مشاعره وإلى أي الجهات يميل .. تستمر المباريات وتستمر المحاولات.. ويتواصل كيل الاتهامات تارة بالتعصب وأخرى بالانحياز.. وبرغم محاولات المذيعين والمعلقين ومقدمي البرامج للنفي أوالفرار.. يجدون أن الذي يفرون منه كالموت.. ملاقيهم ملاقيهم.
ما قادني لهذه المقدمة الطويلة لائحة الاتهامات المتبادلة بين جماهير أندية المقدمة السعودية في دوري جميل.. فالنصراوية لا يلتفتون يميناً ولا شمالاً، بل يُملون في عربية واضحة لا عوج فيها.. أن هذا مذيع يميل إلى للهلال.. وأن طريقته.. تشجيعية تحريضية أكثر من كونها "مهنية" .. لا تعطي كلا من أطراف "المبارزة" الكروية حقه.. وهو ذات ما يفعله الهلاليون بوجه مقدم أستديو تحليلي.. أنه يؤازر النصر ولا يساند فرضية أحقيتهم بجباية النقاط.
وقد يقدر بعض الأهلاوية أن معلقاً تلفزيونياً بشحمه ولحمه و"مايكرفونه".. وبما ظل مجبولاً عليه من كرم النفس ورحابة الصدر والميل الخفي، أنه سيكون حفياً ومرحاباً أكثر بطلعات الفرقة الاتحادية وسيصفها بما لذ وطاب من محاسن اللغة ومحسناتها البديعية.. فهي مرةً تعزف السيمفونية ومرةً أخرى تنفذ طلعاتها الجوية.. بينما قد لا يفتح الله عليه بكلمة.. ولا تنفتح له مغاليق لغة الضاد على سعتها.. حين تكون الهجمة مرتدة أهلاوية.. وعندها يرونه وكأن على رأس مايكرفونه "الطير".. إذ لا ينطق بـ"بغم ولا احم ولا دستور".
وتبقى فضيلة الدعوة إلى الحياد .. مثلها مثل بقية الدعوات الصالحات.. يطلبها من يتمنون استقامة النقل التلفزيوني على سوقه، ولكأنهم يطلبون من أهل الحل والعقد .. أن يرجّوا "انتماء" المذيع والمقدم والمعلق والمراسل التلفزيوني.. قبل تناول جرعته الإذاعية.. تماماً كما ينصح الصيادلة والأطباء.. لعل وعسى أن يستعدل "ميله القلبي" قبل أن يميل أو يستمال.. فيشعل حرباً باكرة بين "قبائل" الكرة.