التحضير أساس النجاح
قليل من المعلقين الرياضيين من يقوم بالتحضير قبل المباراة عن الحدث الذي سيقوم بالتعليق عليه من باب الاستعانة بخبرته التعليقية أو من باب الاستعانة بالذاكرة التي يملكها والمعلومات القديمة عن الفريقين والحضور إلى الملعب قبل انطلاقة المباراة بوقت قصير، ومن بعدها لانجد هذا المعلق يعطي المباراة حقها الكامل من الوصف أو إثراء المشاهد بالمعلومات الكافية أوحتى معرفة الغائب عن المباراة من اللاعبين البارزين وإعطاء المشاهد معلومات كافية عنه.
بعض المعلقين يظن أن التعليق على المباراة صراخ في صراخ أو أن هذا اللاعب أعطى ذاك الكرة أو أن الآخر أرسلها لركنية أو غير ذلك من الوصف، ولكن التعليق لابد أن يكون فنا والمعلق أيضا لابد أن يطور من أدائه بدلا من موضة التقليد على معلقين آخرين في قنوات أخرى، فمن الأفضل أن يطور المعلق من نفسه ويجعل له خطا تعليقيا يسير عليه لأنه في النهاية وضع في هذا المكان من أجل إمتاع المشاهد وليس جلب الصداع له.
في دوري جميل يمتعك المعلق جعفر الصليح بالتحضير الجيد للمباراة ، ومن خلال دوري ركاء استمتعت بتعليق عبدالرحمن عابد في مباراة الأنصار والخليج يوم الجمعة الماضي من خلال الطرح الجيد للمعلومات عن الفريقين، فالواضح أن الصليح وعابد يتعمدان الجلوس مع الجهازين الإداري والفني للفريقين المتواجهين من أجل إثراء معلوماتهما بالعديد من النقاط التي يمكن الاستعانة بها أثناء التعليق، ولابد أن من يريد جمع المعلومات من مصادرها أن يتواجد في أرض الحدث قبل انطلاقة المباراة بوقت كاف وليس قبل انطلاقة المباراة بوقت قصير.
ذكر اسمي هذين المعلقين ليس انتقاصا من معلقين آخرين ولكن من باب المثال ومن باب التذكير بحقوق المشاهد على المعلق، فالمشاهد يطلب الكثير من معلق المباراة حتى لايصاب بالملل أو إغلاق الصوت والاكتفاء بالصورة، ولكي لايكون حديث المعلق بعيدا عن أجواء الحدث ومعلومات الفريقين وفي النهاية يكتب المعلق نهايته بيده.