أمين عام الاتحاد العربي لكرة القدم سعيد جمعان يفتح لـ الرياضية الملفات ويكسر جدار الصمت ويعلن لأول مرة
حوار :سلطان رديف
2013.10.02 | 03:43 pm
سعيد بن جمعان الغامدي أمين عام الاتحاد العربي لكرة القدم والذي يعتبر مظلة الاتحادات العربية الكروية ومصنع قرار وتشاور وتوحد وتكتل ساهم في صناعة الكثير من الأحداث الكروية ليس على المستوى العربي والقاري فقط بل وعلى المستوى العالمي، ولكن كل ذلك كان في زمن قد رحل.
اليوم وعبر “الرياضية” نفتح ملفات واسعة وقضايا متعددة ونكشف الكثير من الحقائق مع أمين عام الاتحاد العربي لكرة القدم سعيد جمعان الذي بدأ حياته موظفاً في مكتب رعاية الشباب في الطائف ثم غادر إلى الباحة لكي يؤسس مكتب رعاية الشباب هناك وانتقل بعد ذلك ليكون مديراً عاماً لمكتب رعاية الشباب في منطقة مكة المكرمة بعدها عين أميناً عاماً للاتحاد السعودي لكرة القدم خلفاً لعبدالرحمن الدهام، إلا أن حراك اتحاد القدم السعودي بكل ما فيه لم يمهله كثيراً في أن يبقى في هذا المنصب فطلب الإعفاء من منصبه ليتجه للقطاع الخاص الذي لم يمكث فيه طويلاً وعاد بعدها ليعين أميناً عاماً للاتحاد العربي لكرة القدم في ظل أوضاع لا يحسد عليها وظروف صاخبة وقضايا شائكة وتفكك في المواقف والرؤى والأهداف والمصالح، وفي خضم صراعات حول مناصب قارية ودولية لم تجعل الأشقاء العرب كما كانوا عليه في سابق زمان.
“الرياضية” فتحت كل تلك الملفات والأحداث والقضايا مع أمين عام الاتحاد العربي لكرة القدم وسألته في كل التفاصيل وحاورته في كافة الأمور وكان الضيف سعيد جمعان الغامدي واضحاً وصريحاً وصادقاً كما هو، فلم يراوغ أو يصور الحال على غير حاله بل وصف وعالج وطالب في ذات الوقت بالكثير فأعلن أن الاتحاد العربي أصبح اليوم “ألماً” عربياً يحاول علاجه وظاهرة سلبية يعمل على تغييرها وتفرق يسعى لوحدته ويكشف سعيد جمعان في (الجزء الأول) الكثير من التفاصيل التي واكبت عمله في كافة المناصب، وكيف تخلى عن دراساته العليا بعد أن كلفه الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) بمهام عملية وجد فيها طموحه بعد أن حصل على البكالوريوس من الولايات المتحدة الأمريكية، ويكشف الستار في ذات الوقت عن معاناته في الاتحاد السعودي لكرة القدم وأهم ما قدمه في تلك الفترة وأسباب تركه للعمل في ظل حقبة كان الجميع يتطلع فيها لمزيد من التطوير والعمل.
كل هذا وأكثر في ثنايا (الجزء الأول) الذي جاء على النحو التالي:
ـ في البداية دعني أسألك .. قبل أن تكون أمينا عاماً للاتحاد السعودي لكرة القدم لم يكن أحد يعرف سعيد جمعان.. ما تاريخه ومن أين أتى؟
أولاً نحييكم ونشكر اهتمامكم ومتابعتكم إجمالا للحركة الرياضية وللعاملين في المجال الرياضي.. أما عن بداياتي فقد كانت في العام 1393 هـ.. كنا وقتها مجموعة من خريجي معهد التربية الرياضية تعد نفسها لمهام تدريس التربية الرياضية لأن هذا مجال توجهنا ودراستنا.. وتصادف أن طلبت رعاية الشباب وقتها خريجي تربية رياضية.. وقد كنت متردداً في الحقيقة.. ما دفعني لمشاورة مدير المعهد في ذلك الوقت محمد القليشي الذي قال لي كلمات أرضتني وأعجبتني.. قال: تمنيت أن تكون في مجال التدريس لأني على معرفة بقدراتك وعلمك ونشاطك، ولكن طالما أن هذا العرض موجود ورعاية الشباب هي إدارة جديدة فأتمنى أن تكون ضمن هذا الجهاز.. فتوكلت على الله وقدمت أوراقي وتم قبولنا وبدأت مهامي الأولى من مدينة الطائف وكان مدير رعاية الشباب في ذلك الوقت أستاذي ومعلمي الأول إداريا محمد النمشان.. فعملت تحت إدارته وتحت عينيه.. كان أستاذا فاضلاً.. مهاراته الادارية عالية وفكره نظيفاً.. حرصنا على التعلم من تجربته الادارية. فبدأ معي وكنت مبتدئا والحمد لله كنا نصنع الخطاب ونطبعه ونصدره ونوصله للبريد.. كنا نقوم بكل العمل وكان العمل شاملاً كاملاً.. قمنا به المدير وأنا كموظف.. كنا نحن الاثنين فقط ومعنا عامل.
ـ هذا يعني أنك لم تعمل وقتها في مجال التربية الرياضية؟
لقد حضرت على الفور إلى مكتب رعاية الشباب وقد كانت خليطاً من الادارة الرياضية والتي تتطلب في الأصل فكرا رياضيا كما درسناه وأصبحنا في نفس الوقت ندير نفس الشيء كما لو كان الواحد منا مدربا أو أستاذا في المدرسة.. لقد كان عملنا يتطلب أن نستقبل الفرق ونقيم لها الأنشطة الرياضية.. وهذه كانت محصورة داخل الطائف في ناديين وفي أندية أخرى خارج المدينة.
ـ كم من الوقت عملت في مكتب الطائف؟
قضيت بمكتب الطائف 4 سنوات قبل أن يتم ابتعاثي للولايات المتحدة الأمريكية لتحصيل شهادة البكالوريوس.. وشخصياً أعتبر هذه المرحلة تعليمياً وميدانياً.. فاعلة جداً في حياتي.. فقد عرفتني بالميدان وعلمتني كيفية التخاطب مع الفرق ومع الأطقم الادارية وطرق إقامة الجمعيات العمومية.. وقد كانت طبيعة البكالوريوس الذي ابتعثت لأجله.. تتعلق بمجال التدريب وهذا هو التخصص الكبير، أما التخصص الثاني ففي الفلسفة. وهذا له قصة أيضا.. فقد تعلمنا أن التدريب هو خطة وأن علينا أن ندعم خططنا بما يعيننا على شرحها وتوضيح فلسلفتها .. ومن ثم تجيب على الأسئلة حولها وتبرر كل ما يتعلق بها.
ـ هل تزاملت مع منصور الخضيري وسعود عبد العزيز؟
بدأت التعرف على هذه المجموعة من خلال أول سوق لعكاظ في الطائف.. سعود عبد العزيز ومنصور الخضيري وعلي العلي (الله يرحمه).. ومجموعة كبيرة جداً كانت موجودة برعاية الشباب.. وقد شكلنا مهد الانطلاقة لخوض معركة التعريف بمفهوم رعاية الشباب الحقيقي وكان معسكراً جميلاً الذي جمعنا.. جزى الله خيراً جميع الأشخاص الذين ساهموا في تحديد الأماكن التي كنا بحاجة لها ومنهم الشيخ عبد الله إدريس والشيخ العلامة حمد الجاسر.. فقد كانوا يأتون إلى مكتب الطائف وكنت أخرج معهم وكانوا يحددون بالقراءات أسماء الجبال وغيرها.
ـ وماذا بعد أن أكملت دراسة البكالوريوس؟
بعد الحصول على البكالوريوس عدت إلى مدينة الطائف وإلى نفس المكتب وتحت رعاية الأخ محمد النمشان أيضا وكانت قد توسعت مداركي نوعاً ما، لقد أصبح هناك شيء إضافي خاصة في النواحي الادارية.. تمثل في الإضافات العلمية التي حصلنا عليها.. وقد كلفت حينها وأنا لم أكمل العام بافتتاح مكتب لرعاية الشباب في الباحة.. إضافة إلى بيوت الشباب.. بدأنا من الصفر، فقد كانت المقار غير موجودة تماماً وقد كلفت ووجهت من قبل الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) بإنجاز الأمر.. توجهت إلى الباحة وظللت أعمل من بيتي بحكم أنني ما زلت أبحث عن أماكن للاستئجار.. استأجرت لاحقاً مقراً للمكتب وكنت فيه المدير والخفير والموظف.. وكنت أيضا من يطبع على الآلة والذي ينسخ.. أقوم بكل هذه الأمور حتى تمكنت من جمع موظفين للمكتب من عدة إدارات حكومية.. وتطلب ذلك إقناعهم بمستقبل العمل في رعاية الشباب.. واستطعت بحمد الله وخلال فترة وجيزة أن يكون لدي مجموعة مقدرة.. قمت بتدريبها استناداً على مفهوم ماهية رعاية الشباب وما أهدافها وما العمل الذي تقوم به.. ولأنهم كانوا شباباً مفعمين بالنشاط والحيوية فقد استوعبوا ذلك بسرعة والحمد لله.
ـ وكم بقيت في الباحة؟
بقيت في الباحة أربع سنوات أنجزنا خلالها ولله الحمد الكثير.. فقد بنينا المركز الرياضي وأنهينا كذلك متطلبات بيوت الشباب.. وبينما كنت أستعد للانتقال من مكتبي إلى المكتب العام.. وأحضر أيضا لمواصلة الدراسات العليا.. بعد أن حصلت على قبول.. فوجئت بمكالمة تطلب حضوري إلى الرياض.. فذهبت للرياض وهناك استقبلنا بمكتبه الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله).. كان يزاملني في تلك الرحلة صالح الراشد .. وتم تكليفي بتولي شؤون المكتب الرئيسي لرعاية الشباب بالمنطقة الغربية.. بديلا لعبد الله الكعكي.. وكانت بالنسبة لي نقلة نوعية.. فقد انتقلت من درجة إلى درجة ومن مسؤولية إلى مسؤولية أكبر.. تلبيةً لتوجيهات الأمير فيصل بن فهد وقتها والكل يعرف هذا الرجل.. ويعرف إنجازاته وتوجيهاته وفكره وكلامه وخاصة عندما يتكلم عن منطقة مثل منطقة مكة المكرمة.. وكان الحديث معه شيقاً.. ولأنه كان يحقق قدراً من طموحي فقد ألغيت فكرة الدراسات العليا واستمرينا في العمل بالمنطقة الغربية قرابة أربعة عشرة عاماً.
ـ وبعد ذلك جاء دوركم باتحاد كرة القدم السعودي؟
صحيح بعدها جاء دور اتحاد كرة القدم السعودي.. وهذه أيضا مثلت نقلة نوعية تخصصية.. فقد كان مكتب رعاية الشباب يدير جميع الألعاب.. وبحكم أن كرة القدم هي المهيمنة.. فقد كان لاتحاد كرة القدم بوصفه المعني بالأمر صاحب الشمولية الأكبر.. وكانت مسؤوليته أيضا كبيرة.. بحكم الزخم الاعلامي وبحكم المشاركات.. ولهذا جاء انتقالنا إلى الاتحاد السعودي للكرة.
ـ لم تبق طويلاً في اتحاد القدم ووجدت تركة ثقيلة.. وكان البعض قد رأى أن وجودك سيحدث نقلة وتغييرا في عمل الاتحاد بعد أن ظل لسنوات طويلة يسير على نهج واحد.. ومع ذلك لم تفعل شيئا؟
لا.. لا أوافقك.. والكثير من الناس لا يعلمون ما يحدث خلف الكواليس.. وأنا عموماً لست ممن يتكلمون عن إنجازاتهم لأن هذا واجبي ويفترض أن أقوم به.. واليوم يمكنني التحدث وبكل صراحة عما تحقق.. في الوقت السابق لم يسألني أحد .. وبما أنني أتقاضى أجراً عن عملي فما كان لي وأنا لم أسأل أن أخرج وأتحدث.. وفي اتحاد كرة القدم السعودي لا يمكنني تجاوز جهود من سبقني في العمل.. فقد كان الاتحاد موجودا وله هيئة وموقع.. ولهذا كان طبيعياً أن يضع كل قائد يمر عليه بصمته الخاصة.. وهو اتحاد له أنظمة ثابتة وهذه للأسف ما نفتقدها في مواقع أخرى.. وحينما حضرت وجدت أن هناك عملا وأناساً يعملون.. لكني وبحكم رؤيتي في المنطقة الغربية وقربي من أندية منافسة في الدوري الممتاز وبالذات في كرة القدم.. وبحكم علاقتي بالرياضيين على الميدان.. كان لي رؤية وضحت أكثر عندما كنت أميناً عاما لاتحاد القدم.. وكان نتيجة هذه الرؤية ما أضفناه على النظام الأساسي.. لقد وجدته يحتاج إلى أمور كثيرة.. فأخرجت اللوائح التي تعمل بها كرة القدم من تصنيف وقوانين تسجيلات اللاعبين.. وكان علي أن أذهب بعيداً وأغوص في الأعماق وقد وضعت خطة تشغيلية بالنسبة لي وعلى خلفية علاقتي السابقة بالميدان.. وأصبحت أعمل على كل مركز خطة شخصية كي تنجز.. فكان أول فقرة من الفقرات هي دراسة ماهية الاتحاد السعودي لكرة القدم ومن يعمل في اتحاد القدم وماهي تخصصاتهم.. وما هي الأعمال المناط بهم إنجازها.. والأهم من هذا ماذا لدينا؟
ـ هل تعرضت لأي صدامات خلال هذه المرحلة؟
نعم.. ولكي أكون صادقاً معك فالأمور تمضي ولكن يمكن أن يكون دائماً هناك أفضل.. لكني أعود لسؤالك وأقول نعم في جزئية تشمل الموظفين ممن اعتادوا على نمط معين تعرضت لاصطدامات.. وهناك شيء ثاني يختص بالأرشيف وتمثلت المعاناة في أن هناك أشياء يصعب الحصول عليها.. فقد كان الأسوأ أن الأرشيف في ذهن بعض الأشخاص.. وكان هذا البعض يستغله كورقة ضغط.. ووجدت أننا نقارع فرق عالمية ونجتمع مع اتحادات فاستأذنت من الرئيس الامير سلطان جزاه الله خيراً.. وطلبت ان اعمل دراسة ميدانية للاتحاد مع معهد الادارة بوصفه معهد تطويري ولديه تنظيم واعتقد انه مصدر فخر لنا جميعا كسعوديين.. وبالفعل جاء فريق من أساتذة ودكاترة أفاضل وعملنا مشروع تطوير الاتحاد السعودي لكرة القدم في النواحي الادارية والفنية والمالية.. إلى جانب الأرشيف.. ما يعني تدوين المعاملة.. وعملنا عليه وأصدرنا كتيباً كاملا.. حتى في نواحي تقسيم الاتحاد إداريا وقد بدأت بالعمل عليه حتى موعد مغادرتي.
ـ وكم استمر عملكم باتحاد كرة القدم وما هي الانجازات التي تحققت؟
استمر سنتين وحصلنا كاتحاد سعودي لكرة القدم على إنجاز أفضل اتحاد.. وحصلنا على هذه الشهادة من الأمير سلطان.. وارتبط الانجاز بالأعمال التي تمت وبالتعديلات التي أجريناها على كثير من الملفات.. ودعني أقول لك ما تم عمله بالفعل.. لأن هذا ما أود أن يعرفه الناس.. فقد صدر الكتيب وعرضته على الأمير نواف وكنا قد كتبنا خطاب شكر لمعهد الادارة للجهد الذي بذلوه وللحق فقد بذلوا جهداً كبيراً.. وأفترض أن الكتيب الذي أنجز يجب أن يكون من مقتنيات الاتحاد السعودي لكرة القدم.. لأنه بمثابة مرشد.. بعد ذلك انتقلنا كذلك للخطوة الأشمل والأكبر.. وعرضنا على الأمير سلطان والأمير نواف برنامجنا التطويري للاتحاد.. وقلت إنه وبعد قراءاتي وجدت أن الاتحاد البريطاني هو أفضل اتحاد على مستوى العالم.. وذلك في نواحي الهيكل التنظيمي وكمدرسة خاصة وأن الاتحاد الآسيوي نهل من مدرسته.. كما أنه شارك في تنظيم الاتحاد الآسيوي نفسه.. فجاءت مباركة الرئيس للخطوة وقمنا بدعوة الاتحاد البريطاني.. وبالفعل جاء الأمين العام ومعه اثنان من الأعضاء .. جلسوا معي وقدمت لهم جميع ما نطلبه في مناحي تطوير الاتحاد السعودي لكرة القدم.. فسجلوا جميع الملاحظات.. ثم أرسلوا لي بعد ذلك خطابا.. أبلغونا خلاله رسالة واضحة وصريحة.. ومضمونها أننا إذا رغبنا في تطوير الاتحاد السعودي فعلينا أن نجيب على عدد من أسئلتهم وفي أسرع وقت.. دخلت على مكتب الأمير ونقلت الرسالة بكل صراحة.. فقال: نحن نرغب في التطوير وأنت موكل في هذا الأمر. وقدمت لهم إجابات صريحة عن الوضع الذي نعيشه في الاتحاد السعودي بالإجابة على كل الأسئلة التي طلبوها.
ـ وهل تضمن ذلك أسئلة محرجة لكم؟ وهل كانت حقيقة الوضع مؤلمة؟
أبدا.. وأنت تعرف أن الذي يحب أن يعمل لا يفكر في مثل هذه الأشياء.. كان لا بد أن نصدق مع أنفسنا.. فقد كنا بحاجة للتطوير ولذا كان علينا أن نكتب الحقيقة.. ونحن كنا نمضي في الطريق ونرغب في التطوير.. صحيح أننا كان يمكن أن نتعثر وأن تواجهنا مشاكل لكن الأهم أنه كان لدينا هدف ومسعى وبحث عن نظام نرسوا عنده ويضمن لنا الاستمرارية.. فمثلا سعيد جاء وذهب خلفه محمد ومضى أيضا.. لكن يبقى النظام هو الحاكم وهو مثبت، ومن يملك أن يضيف فأهلا وسهلا بإضافته.. وقد كان الهدف أن يمضي التطوير بإرساء النظام دون تأثر بالأشخاص.. وهذا هو معنى المؤسسات والنظام المؤسسي.. وقد سعينا لتثبيت دعائم العمل المؤسساتي.. وعملنا على ذلك وتم أول اجتماع ببريطانيا حضره الأمير نواف والدكتور صالح بن ناصر وشخصي.. تم ذلك مع الاتحاد البريطاني لكرة القدم.. وعملنا الاتفاقية وبدأنا على الفور ورشة العمل.. زيارة عندنا وزيارة عندهم.. حسب مقتضيات الأمور.. واستمر العمل ولم يكتمل المشروع حتى لحظة خروجي من الاتحاد السعودي لكرة القدم. ولا أعلم بعد ذلك ما حدث هل استكمل أم لا؟ الله أعلم.
ـ ولماذا غادرت الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ هل تعرضت لمضايقات؟
لا والله.. على العكس.. أنت تعلم والكثير أيضا يعلمون أن الأندية هي المحور الرئيسي لنا.. والأندية في ذاك الوقت كانت قوية بأشخاصها.. وبالعناصر التي كانت تقودها.. وأفتخر أنهم دائماً ما يزورونني بمكتبي.. وسألني كثيرون منهم عن كيفية سير العمل في الاتحاد وهذا من حقهم؟ فقد كانوا في قمة الأدب وقمة الاحترام.. ولكنهم وبالفعل وجدوا ضالتهم فيما تركناه فقد اكتشفوا أن كل الأمور بالاتحاد واضحة وصريحة.. وأذكر منهم الأمير عبد الرحمن بن سعود والأمير عبد الله بن مساعد والعديد من رؤساء الأندية.. من مختلف المناطق سواء المنطقة الغربية أو الشرقية ومن الرياض.. جميعهم كانوا موجودين وكانوا راضين لأنهم يعرفون النية التي كنا نعمل بها.. وأننا بالفعل كنا حريصين على العمل والتطوير.. خاصة وأننا كنا متفهمين لارتباط مسألة نجاح العمل المؤسساتي الذي كنا نقوم به وهذه الأندية.. وبالعودة لسؤالك حول مغادرتي أقول إنني في ذلك الوقت عملت كل ما استطعته.. وكل ذلك خلال سنتين وزيادة قليلاً وقد كنت حريصاً على أن أقدم أكثر.. لكنني وجدت كذلك أنني لا بد أن أستريح خاصة وقد كانت تحيط بي بعض الظروف الخاصة جدا والتي لم أفصح عنها.. وقد حاول كثير من الإخوان إثنائي وعدولي عن الفكرة وتساءلوا لماذا خرج سعيد جمعان وكثر الهرج في هذه المسألة ولكن الذي أحتفظ به إلى الأبد كلمة الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل ولم يجبرهما أحد للخروج للإعلام وعلى التلفزيون والصحافة ليقولا كلمة صادقة في حقي ستبقى في عنقي إلى أن أموت.. كما ستبقى مصدر فخر لأولادي.. وهي أن سعيد جمعان لم يُقل، بل طلب بناء على رغبته استراحة، ونحن سهلنا له أمره ليس أقل أو أكثر.