ألقت الأزمة المالية التي يعاني منها نادي الاتحاد بظلالها على فرق الألعاب المختلفة والمراحل السنية التي أصبحت تواجه مشاكل كبيرة حتى في المشاركة في المنافسات المختلفة داخليا وخارجيا، مما أثر ذلك على نتائجها وجعلها تتراجع بشكل كبير، وبعضها تحقق نتائج مميزة رغم المعاناة التي تواجهها ومنها فريق الكرة الطاولة الذي يجلس في وصافة الدوري المحلي وحقق الميدالية البرونزية في البطولة الخليجية للأندية التي أقيمت مؤخرا في الدوحة رغم أنه سافر في اللحظات الأخيرة بدون إعداد، أما فريق الكرة الطائرة رغم اقتراب انطلاقة المنافسة لكنه لم يستعد جيدا، بينما الوضع أفضل في فريق السلة عطفا على المجهود الكبير الذي يبذله المشرف على اللعبة إيهاب أبوشوشة والإداري أحمد فلاتة، أما فرق الفئات السنية فإن الأولمبي والشباب والناشئين يعانون كثيرا ولم يستعدوا للمنافسات بالصورة المطلوبة، بينما يختلف الوضع في البراعم والذي يجد دعما متواصلا من عضو الشرف الدكتور توفيق رحيمي. وظل مجلس الإدارة يتفرج على معاناة هذه الفرق وترك الأمر برمته للمشرفين عليها، وكرس كل جهده على الفريق الأول لكرة القدم.

مصير مجهول
يعاني الفريق الأول لكرة الطاولة كثيرا بسبب قلة الدعم وهو ما يهدد مشاركته في البطولة العربية للأندية التي تقام بقاعة قصر الرياضة بمدينة الحسين للشباب بالعاصمة الأردنية عَمان في الفترة من 18 – 25 أكتوبر الجاري، في الوقت الذي يفترض أن يدافع فيه الفريق عن لقبه الذي حققه في النسختين الماضيتين، ورغم هذه المشاكل فإن الفريق يحتل حاليا المركز الثاني في الدوري خلف الفتح المتصدر، ومؤخرا حقق الميداليات البرونزية بعد مشاركته الأخيرة في بطولة الأندية الخليجية التي احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة بالرغم من المعاناة الكبيرة التي تعرض لها قبل مغادرته للدوحة وكان قريبا من الانسحاب إلا أن عضو الشرف وائل بافقيه تدخل في اللحظات الأخيرة ووفر المتطلبات ليسافر بعدها الفريق للدوحة دون أن يستعد بشكل مثالي.

غياب اليد
أما لعبة كرة اليد والتي كان النادي تيمز قبل 16عاماً ، فقد توقف نشاطها بعد أن قام رئيس النادي وقتها اللواء محمد بن داخل الجهني بإلغاء اللعبة بحجة عدم توفر شخص يقوم بالصرف عليها، رغم أن مصاريفها لاتتعدى في العام 250 ألف ريال سعودي، وهذا ما جعل اللاعبين يذهبوا لأندية أخرى بسبب الإهمال الذي تعرض له وفقد بذلك الاتحاد واحدة من الرياضات التي كانت تحقق له الإنجازات.
وتتعشم الجماهير من الإدارة الحالية بقيادة المهندس محمد فايز أن تعيد هذا المنشط والذي حقق فيه الاتحاد أول بطولة رسمية في كرة اليد في السعودية، بل إن تأسيسها ونجاحها يرجع للرمز الاتحادي الأمير طلال بن منصور بن عبد العزيز.

مشاكل الطائرة
لم تقف الأزمة المالية عائقا أمام لعبة معينة في النادي، وحتى الفريق الأول لكرة الطائرة الذي ينافس في دوري الدرجة الممتازة للموسم الجديد يواجه عدة مشاكل، حيث لم يستعد جيدا رغم قرب انطلاقة المنافسة، ويبذل عضو مجلس الإدارة حسام المرزوقي مجهودات كبيرة مع الفريق لكن المنصرفات كبيرة تحتاج لدعم أكبر، خاصة أن بقية المنافسين انطلق إعدادهم مبكرا للمنافسة، وما زال الجهاز الفني للفريق يتمسك ببصيص الأمل بأن تنفرج الأزمة المالية حتى يتم تجهيز الفريق للمنافسة ولو بشكل يجعله يظهر بمستوى مقنع وإن كانت الطموحات كبيرة بالمنافسة على البطولة.

جهود فردية
وفي كرة السلة فإن الأوضاع مطمئنة بعض الشيء من خلال المجهود الكبير الذي يبذله المشرف على اللعبة إيهاب أبوشوشة والإداري أحمد فلاتة، ويواصلان مساعيهما حاليا لتجهيز الفريق بشكل مميز لدوري الأندية الممتازة لكرة السلة والذي ينطلق في الثاني من شهر نوفمبر المقبل، ويستهل الفريق مبارياته أمام فريق السلام من القطيف في ملعب صالة رعاية الشباب بجدة، ويقود الفريق المدرب الوطني غسان ينبعاوي (مكلفا) كما يضم الفريق أسماء شابة ومؤثرة بقيادة لاعب الخبرة بالفريق محمد مبيريك الحربي، وتتواصل المساعى للتعاقد مع مدرب أجنبي صاحب خبرة كبيرة ومحترفين أجانب وإن كان المال يمثل عائقا حتى الآن.

اهتمام بالبراعم
يعد قطاع البراعم أحد القطاعات المميزة في النادي والتي تحظى بدعم كبير من المشرف على الفريق الدكتور توفيق رحيمي الذي منح كافة الصلاحيات والثقة من قبل الإدارة الاتحادية نظراً للنجاح الذي حققه في قيادة مدرسة البراعم في فترات سابقة، ويحظى اللاعبون في مدرسة البراعم بمعاملة خاصة ومميزة ولديهم برنامج تدريبي بأسلوب علمي وأكاديمي تحت إشراف طواقم إدارية وفنية وطبية تم اختيارها بدقة وعناية وفق معايير خاصة كونهم يتعاملون مع فئة سنية تحتاج إلى دور كبير من الاهتمام والرعاية.

بندر ودعم الناشئين
ويبذل مشرف فريق الناشئين بندر عبد العال جهوداً كبيرة من أجل النهوض بالفريق وتوفير الدعم المطلوب، حيث قام باستقطاب جهاز فني على مستوى عال بقيادة عمرو أنور (مصري) وتعاقد مع جهاز طبي بقيادة الدكتور أحمد عبد القادر وباقي الطاقم الإداري الذين يبذلون جهوداً جبارة من أجل بقاء الفريق متربعاً على صدارة أندية فئة الناشئين. وكان الفريق قد انكشف بعد غياب المشرف عليه وتعرض لضائقة مالية نتج عنها استقالة الإداري بالفريق فيصل العمري.

إهمال الشباب
ويختلف قطاع الشباب عن الناشئين، حيث يعاني من عدم الاهتمام وشح الدعم الذي كان سببا في مغادرة الفريق لكأس الاتحاد ضمن دوري فئة الشباب للدرجة الممتازة، وكان الفريق قد عانى من عدم توفير مبالغ العهد الخاصة بالسفر اللعب المباريات، وكاد أن ينسحب من المنافسة لولا تدخل أحد أعضاء الشرف ووفر مبالغ السفر، في ظل انشغال المشرف على الفريق حسام المرزوقي عن مهمته وعزوف الإدارة عن الدعم، هذا الوضع جعل إدارة الفريق عازمة على تقديم استقالتها احتجاجا على الوضع الذي تعرض له اللاعبون.

الأولمبي يعاني
ألقت الأزمة المالية التي يعاني منها النادي بظلالها على الفريق الأولمبي رغم كل المحاولات التي يبذلها القائمون عليه من أجهزه فنية وإدارية بعزل الفريق عن المشاكل، ولكنهم فشلوا حيث تراجعت نتائجه بشكل كبير، فملعب النادي لايزال غير جاهز منذ فترة طويلة وتمارين الفريق تتنقل ما بين ملعب البنك الأهلي وملعب جامعة الملك عبد العزيز وملعب أرامكو، وبالرغم من تدعيم الفريق بلاعبين من الفريق الأول إلا أن الوضع يزداد تأزما، خاصة أن الجهاز الفني فشل في تنفيذ برنامجه الإعدادي وحتى المباريات الودية التي كان يلعبها خارج جدة يضطروا للسفر برا مما سبب الإرهاق للاعبين.

معالجة الأزمة
بالرغم من تدارك الإدارة المتأخر لحملة التبرعات التي تبنتها الجماهير الاتحادية بجمع مبالغ مالية للمساهمة في حل الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها الإدارة وإيداعها في حساب النادي وإيقافها للحملة التي كانت قد حصدت ما يقارب 500 ألف ريال سعودي، بسبب عدم مشروعية ونظامية الحملة وعدم سلوكها الطرق الرسمية والحصول على الموافقة الرسمية من الجهات المختصة، وهو الأمر الذي أدى إلى تجميد حساب النادي البنكي، الأمر الذي جعل النادي لن يتمكن من سحب أية مبالغ مالية وصرفها في النادي لحين انتهاء هذه الإشكالية.