ثلاثة أشهر بلا مرتبات
من المؤكد أن موقف القنوات الرياضية سوف يكون صعباً أمام المشاهدين والمتابعين لو أصر المحلل الكروي فيها الكابتن يوسف خميس على الرحيل بعد أن قدم اعتذاره عن عدم الاستمرار، فرحيل خميس إلى جانب عادل البطي الذي أصر على موقفه ورفض كل وساطات الرجوع والعدول عن استقالته سيكون محرجاً لقنوات الوطن لما عرف عن الاثنين من تألق في مجال التحليل الكروي، غير أن العزيز جدا الدكتور محمد باريان مدير عام القوات الرياضية ومدير البث المباشر الأخ غانم القحطاني أقنعا يوسف خميس بالاستمرار مع وعد بسرعة صرف مستحقاته المالية.
حقيقة أمر مؤسف هذه الضبابية أو الهلامية في طريقة العمل بين الناقل الحصري للمسابقات الكروية السعودية وبين الشركة العالمية للدعاية والإعلان والتي فازت بعد منافسة علانية بحق بث وإنتاج كل المسابقات الكروية السعودية.
فالقنوات الرياضية على لسان المتحدث الرسمي فيها الزميل وليد بن طالب رفض وجود أي مسؤولية عليهم بتأخر صرف المستحقات المالية للمحللين والمعلقين والكرويين والمراسلين الميدانيين وكأن هؤلاء الزملاء يظهرون عبر شاشة قناة أخرى. محملا المسؤولية في ذلك للشركة العالمية على اعتبار أنها من تعاقد معهم.
الواضح أن المنهجية هنا غائبة والكل يدحرج المسؤولية على غيره حتى توقفت المعاملة عند باب وزارة المالية وهنا العملية بحاجة للدورة البيروقراطية المعروفة في المعاملات الحكومية المالية خاصة فيما يتعلق بالأمور الرياضية، وهنا أتساءل كغيري كيف يتم التعاقد مع العشرات من الزملاء في كافة المجالات دون ميزانية مسبقة ورواتب مرصودة، فهل يعقل أن يدخل العاملون الشهر الرابع دون أن يستلموا ريالاً واحدا؟ أصدقكم القول إن بعض الزملاء من خلال تواصلي معهم يبكون بصمت من الوضع بعد أن اضطروا للاقتراض مرارا من الأصدقاء والرفقاء لسد عوز أسرهم. فالكثير منهم مسؤول عن أسرة يصرف عليها. ولو رويت لكم ما قاله لي البعض منهم، لوقف شعر رأسكم من هكذا وضع مؤسف لشباب يعملون في قنوات البلد الأغنى عربياً بفضل الله. كيف نرجو من هؤلاء إبداعاً وتطويرا وأسرهم تتضور جوعاً بسبب تأخر مستحقاتهم المالية؟.