مدرب الفريق الأهلاوي بيريرا يتحدث لـ الرياضية في أول حوار مع وسيلة إعلامية
2013.11.05 | 06:19 pm
أكد مدرب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي بيريرا (برتغالي) أنه يسعى لتطبيق فكر أوروبي في الأهلي، مبيناً أن كل شيء بالفريق سيتغير من منهج فكري إلى أداء تطبيقي.
وقال بيريرا لـ»الرياضية» في أول لقاء مع وسيلة إعلام سعودية منذ توليه قيادة الأمور الفنية بالأهلي قبل نحو خمسة أشهر.
وشدد بيريرا في حواره مع «الرياضية» الذي تنشر جزأه الأول اليوم، أن زمن الأداء الفردي ولى من غير رجعة، مبيناً أن العطاء الجماعي أصبح النهج العالمي لجميع الفرق.
وأكد بيريرا أنه يطمح إلى صنع فريق قوي في ذات الحين الذي يخطط فيه على إنجاز ذلك في المستقبل القريب.
ـ خلال ثلاثة أشهر من عملك في الفريق هل ترى أن اللاعبين استوعبوا طريقة لعبك؟
من الصعب أن أتحدث عن مرحلة ثلاثة أشهر لأنها غير كافية كي تتكلم عن عمل جديد أو توصل فكرتك للاعبين بسهولة، لأن عقلية اللاعب السعودي تختلف عن عقلية لاعبي أوروبا من حيث الفكر والثقافة وتطوير النفس، وأنا جئت لناد لأنقل للاعبين طموحي كمدرب وعندي فكر تدريبي أطبقه كما هو في أوروبا وأعرف أن هذا يحتاج إلى وقت ليتقبله اللاعبون وحتى الجماهير، ولكنني أريد أن أنقل للاعبين الطموح وأيضا أزرع فيهم روح التحدي والقتالية، وأنا قبلت التحدي وسأعمل على تحقيقه، وهذا يتطلب من اللاعبين أن يبذلوا جهداً كبيراً في البداية، وممكن أن يتعرضوا بسببه إلى التعب والإرهاق لأن كل شيء سيتغير من نوعية التفكير إلى نوعية التدريبات، وأنا لا اخترع بل أطبق الأسلوب الحديث للتدريبات، والفكر الآن تغير عن السابق ولابد أن يغير اللاعب لديكم فكره ويتجاوز السنوات الماضية، ومبدئيا اللاعبون يتقبلون الطريقة وأهم شيء إنهم يجتهدون ولديهم الرغبة للتطوير وتغيير الفكر السابق، وأنا أشكرهم على ما يبذلون من جهد كبير ورائع.
ـ هل ترى أن الأجواء في الأهلي سواء إدارية أو لاعبين تساعدك على تحقيق طموحك هذا؟
الأهلي لديه بيئة إيجابية من أجل التطوير والعمل باحترافية، وأنا أعرف إنني لن أستطيع أن أغير فكر سنوات عديدة بسرعة ولابد من التدرج خطوة بخطوة، وفكر اللاعب السعودي لازال يعيش على أن كل لاعب يقوم بدوره فقط وهذا خطأ لأن كرة القدم تتطلب عملاً جماعياً متكاملاً، وأنا أبدأ بالتغيير خطوة بخطوة إلى أن أصل إلى ما أريد من تطوير فكر اللاعب، وأهم شيء أن النادي من إدارة وجماهير يدعمونني في كل قراراتي لأنهم يريدون أن يشاهدوا فريقهم الأفضل، وبالتأكيد هذا الدعم مهم لي كمدرب يعطيني راحة وقوة في اتخاد قراراتي، وأنا جئت إلى هنا وجلبت معي خبرتي في التدريب لأقدمها للنادي، وأهم شيء أن العمل في الأهلي وبدون مجاملة احترافي، هناك تنظيم واحترام للتخصص. والأهلي يطبق الاحتراف بشكل جيد وهذا وجدته على مستوى الإدارة واللاعبين.
ـ غياب المهاجمين بسبب الإصابات هل كان السبب في الخروج من آسيا وتراجع نتائج الفريق في بداية الدوري؟
عندما سافرنا إلى كوريا لمباراة الإياب كانت أصعب لحظة سيئة في حياتي كمدرب، لأنني لم يكن لدي مهاجم خبير وعنده خبرة، وأن تلعب بدون مهاجم يمتلك خبرة في توقيت صعب من بطولة كبيرة أمر قاس على أي مدرب، وبالنسبة لي كان الوضع خطيراً أنني لا أملك مهاجماً خبيراً يصنع الفارق مع زملائه، وسافرت وأنا أفقد اللاعب الكوري سوك بعد إصابته، وزاد الأمر صعوبة بعد إصابة البرازيلي فيكتور في آخر تدريب، ومن الصعب كمدرب أن تواجه مثل هذه القسوة. ومن سوء الحظ وصدقني قبل المباراة شعرت بالخسارة لأن فقدان المهاجم الذي يكمل دور زملائه أمر صعب، ولأن من معي من البدلاء لايمتلكون الخبرة، وحتى وأنا أشعر إنني سأخسر لم أنقل للاعبين هذا الأمر بل كنت أحمسهم بقوة، وقدمنا مباراة إيجابية لكن افتقدنا إنهاء الهجمة.
ـ البعض انتقد أداء المهاجم الكوري سوك وأنه لم يقدم إضافة؟
بالعكس سوك لاعب جيد وأنا اخترته لأنه يخدم طريقة لعبي وهو لاعب صغير في السن 23 سنة وأمامه مستقبل، وفي الملعب يقدم أدواراً مهمة لي كمدرب منها التسجيل وخلق المساحات لزملائه القادمين من الخلف وقبل ذلك يعرف كيف يزعج الدفاع، ولابد أن يصبر الجمهور عليه لأنه لاعب صغير والبيئة تختلف عليه ومع الوقت سيكون حضوره مميزاً.
ـ هناك من يقول إن الفريق يلعب بمهاجم واحد فقط وأنت من تاريخك التدريبي في بورتو تعشق الهجوم؟
طبعا أي مدرب يحب أن يكون هجوميا وأن يضع الفريق المقابل في ملعبه ولايحب أن يستقبل الأهداف، والبعض يرى طريقة لعبي أنها دفاعية وهي بالعكس هجومية وكل لاعب يقوم بدوره الدفاعي والهجومي، وتمركز اللاعبين وتحركاتهم تجعلنا أحيانا نلعب بأربعة مهاجمين لأننا نلعب بكتلة واحدة في الهجوم والدفاع، وكما قلت الضغط القوي على الكرة والاستحواذ عليها يجعلك تلعب بشكل هجومي لأنك تضع الفريق المقابل في ملعبه وهذا يساعدك أن تسيطر على المباراة وتهاجم بشكل أكبر، وفي مباريات عديدة كان هناك سوء حظ لنا خاصة في إضاعة الفرص أمام المرمى في مباراة الهلال والاتحاد والرائد وهذا ماعملت عليه في فترة التوقف بأن عالجت هذا الأمر، ومع عودة فيكتور أعطتنا قوة إيجابية، وجاهزية يونس محمود وتألق كل اللاعبين أمر جيد، وعندما تكون كل أوراقك جاهزة هنا تقدم الأفضل.
ـ هل فعلاً لاتفضل أن يكون لديك لاعب محور دفاعي تقليدي في الوسط؟
قبل أن أتعاقد مع الأهلي تابعت مبارياته في الموسم الماضي، وبعد مغادرة لاعب الوسط بالمينو قلت لإدارة النادي إنني لا أحتاج بديلاً في نفس المركز، خاصة بعد أن شاهدت مستويات وليد باخشوين ومعتز الموسى وزكريا سامي، ووجدت أن لدي بديلاً جيداً ويمكن أن أستفيد من اللاعب الأجنبي في مركز آخر، ومشكلة الفريق في الموسمين الماضيين حتى وهو يلعب بمحورين كان يقبل أهدافاً كثيرة لأن الاستحواذ على الكرة أقل، وعندما تستحوذ على اللعب سيكون لديك دفاع أفضل وأقوى، وأنا في الدوري البرتغالي في العامين الماضيين مع بورتو كان لدي أقوى خط دفاع، وحتى في دوري أبطال أوروبا وأنا ألعب ضد أندية كبيرة كنت امتلك أقوى خط دفاعي، وفي العامين لم ألعب بمحور دفاعي تقليدي بل أحتاج لاعباً بمواصفات معينة كيف يستخلص الكرة ويبني هجمة، لأنني لا أعتمد على الدفاع بل أعتمد على الهجوم وهذا بطريقة الضغط من منتصف الملعب وهو ما يجبر الفريق المقابل على التراجع للدفاع وبالتالي يكون لدي هجوم قوي ودفاع أقوى، وأنا سعيد بوجود لاعب مثل وليد باخشوين مقاتل من الطراز الأول ويقدم عملاً رائعاً في خط الوسط وكذلك معتز الموسى وكل اللاعبين.
ـ البعض يرى أن موسورو لايقدم أي جديد وأنت كمدرب تفضل إشراكه وتعتبره لاعباً مهماً؟
أكثر لاعب يتم سؤالي عنه هو موسورو، وصدقني تلقيت اتصالات كثيرة من أصدقاء في البرتغال من محبي فريق براغا البرتغالي الذي كان يلعب له موسورو يقولون لي إنك أخذت منا لاعباً مهماً وإن الفريق تأثر بعد مغادرة موسورو ولاعب آخر إلى الأهلي الإماراتي، وأنا كنت أتابع موسورو في الدوري البرتغالي وأعرف إمكانياته ولا يمكن أن أحضره لأجامله، ولوكنت أريد المجاملة لأحضرت لاعباً من بلادي أو من أقاربي، أنا مدرب محترف ولايمكن أن أجامل لأن كرة القدم لايوجد فيها مجاملة، أنا أحضرت لاعباً يخدم طريقة لعبي، وقرار ضم موسورو تم بعد أن شاهدت الفريق والنقص في المركز الذي أحتاجه، وموسورو كان يلعب في براغا خمس سنوات وهو لاعب هداف، ومن الطبيعي عندما يأتي إلى فريق آخر لايكون بينه وبين زملائه تجانس، وأيضا الجو تغير عليه وكل شيء مختلف عن البرتغال، وأنا أعرف إمكانياته وعنده شيء قوي ويحتاج وقتاً ليتأقلم، وأمام الاتحاد قدم مباراة كبيرة، وأنا مقتنع به ومع الجولات المقبلة سيعرف الجميع قيمته كلاعب.
ـ اللعب الضاغط والاستحواذ على الكرة وضغط الفريق المقابل في ملعبه هل أصبحت هي الطريقة الأفضل عالميا الآن؟
بالتأكيد الآن كرة القدم تعتمد على العمل الجماعي قبل الفردي، الخطط تغيرت وأنا من خبرات سابقة في التدريب أحاول أن أطور خطتي في اللعب، ودائما ألعب على الضغط العالي على الفريق المقابل، وطبعا وجدت في البداية أن اللاعب السعودي لديه فكر مختلف وطريقة لعب معينة، وكل الأندية السعودية تلعب بطريقة الاعتماد على الكرات المرتدة تنتظر الفريق المقابل يهاجمك تم ترتد عليه، وهذه الطريقة قديمة جدا والتحول الآن في الطرق الفنية أن تضغط على حامل الكرة وتكون أكثر هجوما وقتالية، وأن تضغط في ملعب الخصم، وكل الفرق الكبيرة في أوروبا تلعب بهذه الطريقة، أنا في بورتو كنت ألعب بهذا الأسلوب، وبرشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد وكل الفرق الكبيرة حتى أسبانيا حققت كأس أوروبا والعالم بهذه الطريقة، أنا أطبقها الآن وأعمل على وضع الفريق المقابل تحت الضغط وهذه تتطلب جهداً لياقياً عالياً وعملاً كبيراً ولامركزية من اللاعبين، ومتى ما طبقها لاعبو الأهلي بالشكل الكامل أجزم أن الجميع من محبي الأهلي سيكونوا فخورين بفريقهم ويستمتعون بكرة قدم مميزة.
ـ هل طبق اللاعبون ماتريده في طريقة الضغط على حامل الكرة؟
أهم شيء ارتحت له أن اللاعب في الأهلي لديه القابلية للتغيير ويريد أن يطور نفسه، والتأقلم مع طريقة اللعب الجديدة يحتاج وقتاً بالتأكيد، وأهم شيء بالنسبة لي أن اللاعب يؤمن بقدراتي ويساعدني على أن يتطور مع أسلوب الضغط في اللعب، وأنا كمدرب لا أحب أن أستقبل أهدافاً في مرماي وأريد أن أحافظ على شباكنا نظيفة، وحتى الآن لم يطبق اللاعبون ما أريده ولكن هناك تحسن كبير من بداية العمل إلى الآن، هناك عمل رائع من اللاعبين لابد أن أشكرهم عليه، وفي نهاية الموسم سيكون فريقي الأقوى وأحتاج أن يكتمل نجاحي في إيصال ما أطلبه من اللاعبين من فكر جديد أن لايستقبل الفريق أي أهداف، وأن يكون هناك توازن في اللعب، وأن أسعى للتسجيل في الفرق الأخرى، وأصعب لحظة تقتلني عندما يدخل مرمانا هدف، وأنا أعد جمهور الأهلي أنهم سيكونوا فخورين بفريقهم، وهنا لابد أن أشكر اللاعبين على روحهم القتالية والرغبة في التطور، وأشكر الجهاز الإداري الذي يعمل معي باحترافية، وأنا كمدرب واثق من عملي ويبقى التوفيق أنا أعمل وأقاتل وبالتأكيد سنصل إلى هدفنا بإذن الله.
ـ طموحك مع الأهلي هل تريد أن تصنع فريقاً للمستقبل أم فريق بطولات؟
بالنسبة لي لابد أن أصنع فريقاً قوياً حتى أحقق البطولات وصناعة مستقبل يكون من خلال الفوز بالمباريات والتجهيز الجيد وغدا مستقبل مهم، ولكن بالنسبة لي لا أنظر للغد كثيرا بل أفكر في اليوم حتى أصنع مستقبلاً، ودائما تحقيق البطولات يصنع مستقبلاً عندما يكون للاعب ثقافة البطولات وتحقيقها، وإذا نجحت في الفوز بالدوري أكون قد عملت على صناعة مستقبل جيد، وأنا مدرب أعمل من أجل اليوم والغد في نفس الوقت.
ـ يتردد دائما أن المدرب بيريرا غير مقتنع بلاعبين منهم كامل الموسى وغيره؟
منذ أن جئت إلى السعودية لم أقم بعمل أي حوار تلفزيوني أو صحفي، أنت أول إعلامي تحدث معي بشكل مطول، وأتكلم معك بتفاصيل كثيرة لم أقل إنني لا أريد هذا اللاعب أو غيره، أنا كمدرب محترف حضرت وشاهدت اللاعبين الذين يلعبون في النادي وشاهدت كل اللاعبين عبر المباريات السابقة الماضية وقيمت كل لاعب واخترت من سيخدم طريقة لعبي. ورأيي الفني لو أردت أن أقوله سأقوله لإدارة النادي، وبالنسبة لكامل الموسى هو لاعب ضمن بقية لاعبي الفريق، وبالعكس لاعب رائع ومقاتل ويلعب بكل روح عالية وهو مهم في فريقي مثل بقية زملائه، والمشكلة لديكم هنا التركيز على نجم معين أو لاعبين وإهمال بقية الفريق، هذه اسمها كرة قدم الجميع نجوم ومميزون، لايمكن أن يصنع لاعب واحد كل شيء ويكون حارساً ومهاجماً ومدافعاً ولاعب وسط، بل الجميع يؤدي دوره والجميع بالنسبة لي نجوم ومنهم كامل الموسى.
ـ الاعتماد على العناصر الشابة هل هو مفيد للفريق ولك شخصيا؟
أكيد العناصر الشابة مهمة لأي مدرب، أنا سعيد بوجود لاعبين صغار ولديهم إمكانيات عالية، وأي مدرب يريد أن يكون لديه لاعبون صغار ومقاتلون ولديهم إمكانيات ومهارات، وأنا أتابع فريق الأهلي الأولمبي لديهم مواهب جيدة وأستفيد من بعضهم، وسأسعى لإشراك المميزين منهم وإدخالهم مع الفريق، وأي مدرب تجده في أفضل حال عندما يمتلك لاعباً لديه فكر جيد، والجميل في الأهلي أن هنـــاك عملاً منظماً واحترافياً من خلال أكاديمية الأهــلــي ويصل اللاعب إلـــــــــــى الــفريق الأول ولـــديــه فكـر ناضـج ويساعـــد أي مدرب أن يشكله كما يريد.
ـ وضع شارة القيادة على معصمك هل هو نوع من الحماس أو التفاؤل؟
شارة القيادة هي كل حياتي، وأنا أضعها من زمن طويل، ولو أبعدتها عن معصمي أشعر إنني أفقد هويتي وشخصيتي، وأضعها حتى يعرف اللاعبون أن لديهم قائد في كل اللحظات الصعبة والمفرحة يكون معهم، ولكي يعرف اللاعب إنني أنا المسؤول ولا أشعرهم بالحماس، وأنا مدرب حماسي جدا، ومدرب لا أحب الخسارة، أحب القتالية. اللاعب المقاتل هو لاعبي المفضل الأول ولذلك لا أتخلى عن شارة القيادة سواء هنا أو حتى في البرتغال أو أي مكان أعمل فيه.