|


إلى متى والفروسية حكرا على الثمانية؟

2013.11.19 | 06:00 am

يواصل رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان خادم الحرمين الشريفين الأمير الفارس عبدالله بن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز حديثه في (الجزء الثاني والأخير) من حواره مع "الرياضية" ويكشف أن اتصالات خادم الحرمين الشريفين الهاتفية ومتابعته الدقيقة ودعاءه الدائم لأبنائه الفرسان كان حافزاً وسبباً في تحقيق برونزية أولمبياد لندن، التي كانت مفاجأة لم يستوعبها كثيرون.
مؤكدا في حواره على أهمية العمل المتوازن الذي يبني داخلياً وينجز خارجياً، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن يبقى التمثيل الخارجي السعودي في الفروسية مقتصراً على سبعة أشخاص منذ 10 أعوام، وأننا في حاجة لبناء جيل جديد في ظل خامات متميزة تملكها رياضة الفروسية السعودية.
ويشدد الأمير الفارس عبدالله بن متعب على أهمية دور القطاع الخاص الذي يحتاج اليوم لمن يحركه ويضغط عليه ليقوم بدوره عبر المسؤولية الاجتماعية وأن شباب هذا الوطن الذين يمثلون أكثر من 64% من حقهم اليوم أن يجدوا اهتماماً أكبر من قبل القطاع الخاص لدعم مواهبهم واهتماماتهم في الرياضة وفي غيرها في ظل أرباح بالمليارات، مشيراً لأهمية الرياضة وكيف أنها أداة وعامل مهم في حفظ المجتمعات أمنياً وصحياً، وبوابة استثمار لابد أن تستغل من أجل الوطن وشبابه.
وكشف الأمير عبدالله بن متعب أن فروسية قفز الحواجز على مشارف الاحتفال بأول مقر لها وهو الأمر الذي طالما انتظره المجتمع الفروسي، مؤكداً أن الأمير نواف بن فيصل يعمل ليل نهار من أجل تطور الرياضة السعودية وأنه دائماً ما يرحب بكل فكرة أو اقتراح أو عمل يخدم التطور الرياضي السعودي.
كما يعلن الأمير عبدالله بن متعب أنه لن يستمر طويلاً فارساً دولياً وأن ما تحقق له من منجزات يعني له الكثير وأنه حقق حلمه بعد إنجاز أولمبياد لندن مؤكداً أن الطموح مازال أكبر ولكنه يعرف أن القادم سيكون أصعب.
ـ البعض قد يقول نحن اليوم أنجزنا وحققنا الكثير عالمياً ووقوف دعم صندوق الفروسية يعني العودة للوراء؟
وهذا ما أتحدث عنه اليوم.. لو تلاحظ.. في آخر 10 سنوات.. من مثلوا البلد سبعة فرسان أو ثمانية أسماء تقريباً ما تغيروا.. أليس هذا بخطأ.. ولعل الكثير من الناس يقولون.. لننظر للفريق البريطاني مثلاً.. نافس وأنتج وهم خليط بين فرسان شباب وكبار.. بس لابد أن تعرف أن فرسانهم الشباب خبرتهم أكثر من فرساننا الكبار في العمر.. العمر ليس له علاقة في هذه الرياضة بالذات.. الفريق السعودي عندما شارك في أولمبياد لندن كان تقريباً كمتوسط عمر أصغر فريق في الأولمبياد.. وهذا لا يعني أن صغير السن في هذه الرياضة ليس لديه خبرة.. لأن هناك الموهبة التي هي الأهم.. وصاحب الموهبة قد يكون أفضل بكثير من فارس لديه خبرة طويلة ولكن لا يملك الموهبة.. فالموهبة هنا تختصر الزمن.. أضف إلى ذلك أن هناك دعماً وهناك اهتماما.. وما أقصده اليوم علينا أن نتحدث عما بعد الصندوق.. بعد الصندوق سوف ننتظر صندوق ثانيا.. وبعد الصندوق الثاني سوف ننتظر صندوق ثالثا وسنبقى ننتظر في كل مرة.
ـ ولكن الواضح أنه لا يوجد تحرك من قبل الشركات والرعاة في تحمل المسؤولية المشتركة؟
هذه نقطة مهمة.. لو القطاع الخاص عندنا لن أقول يجبر على الدعم ولكن نوجد آلية لذلك.. فالقطاعات الخاصة على سبيل المثال البنوك.. لايوجد ما يجبر هذه الشركات أو هذه القطاعات الخاصة أو البنوك.. بأن تقدم شيئا لرعاية المجتمع أو لرعاية الشباب أو الرياضة وذلك من باب المسؤولية الاجتماعية التي لا بد أن تقوم بها هذه القطاعات التي تربح بالمليارات دون ضرائب عليها وهذه من مميزات هذه البلاد التي تدعم القطاع الخاص فلابد أن يتحمل مسؤوليته تجاه المجتمع وشبابه.
ـ نعرف أن المسؤولية الاجتماعية قد تكون معدومة في ظل أرباح بالمليارات ونحن لدينا قطاع خاص غني بأرباح عالية جداً دون قيود عليه؟
للأسف هذا غير مفعل نحن بلد يملك ثروة من الشباب، فالشباب السعودي يعادل 64 % من تركيبة السكان لدينا من حق هؤلاء الشباب الاستثمار فيهم وفي هواياتهم وأنشطتهم واهتماماتهم، فتخيل أن تفتح مجالات للشاب السعودي يبرز من خلالها طاقاته وموهبته وإبداعاته في أي مجال شبابي أو ثقافي أو اجتماعي أو رياضي.. أولا سنجد أنه أصبح لديه مصدر دخل آخر غير مصادر الدخل المتعارف عليها كالوظائف الحكومية وغيرها ولنكن واقعيين أكثر، انظر ما الذي يشغل العالم اليوم هي الرياضة في كل العالم تجد أن الرياضة هي أساس مهم في المجتمعات ممارسة ومتابعة وشعبية، وفي ذات الوقت ستجدها علماً واستثمارا وصحة، وأضيف هنا أننا نحن في السعودية الرياضة بالنسبة لنا أمن مجتمع ومتنفس مهم لا يجب إهماله.
ـ الرياضة هي الوحيدة التي تختفي فيها ومن خلالها كل الخلافات السياسية؟
نعم هذا صحيح.. لذا تجد حتى الشخص في تركيبته عندما يجد المتنفس الرياضي في ظل أجواء صحية تجد أنها تشكل أكثر أمان للنفس والمجتمع بل ومعمل مهم لقتل وقت الفراغ الذي هو الداء الذي يدمر شبابنا، لابد أن نعلم جيداً أهمية الرياضة وما تشكله للشباب من سلامة وكيف يمكن أن نجعل من الرياضة سبباً في تطور المجتمع وازدهاره.. كما أننا لابد من وجود تعدد في الرياضات فليس المهم كرة القدم فقط أو الفروسية أو الألعاب الجماعية لابد أن نوسع دائرة الاهتمام وصدقني سنفجر وقتها طاقات الشباب وأنا متأكد أن كل شخص في داخله موهبة رياضية ولكنها لم تكتشف ولم تجد البيئة السليمة لاكتشافها.
ـ ولكن سنعود لنقطة الصفر فعدم وجود الخطط يعود لعدم وجود الدعم فمثلاً ونحن نتحدث عن الفروسية كيف تتطور واتحاد الفروسية ميزانيته لا تتجاوز 6 أو 7 ملايين ريال فهي لا توفر ربع خيل؟ أضف لذلك عدم وجود مقر فكيف يعمل اتحاد من غير مقر؟
هذا صحيح ولكننا نحتاج للتأسيس الصحيح فنحن اليوم نحقق البطولات الخارجية وحتى هذه اللحظة لايوجد لدينا مقر أو ميدان لفروسية قفز الحواجز تلك الانجازات تحققت بسبب الدعم ولكن نحتاج اليوم لما هو أهم لذا أعتقد أنه عندما يكون لدينا مقر فهذا قد يسهل الكثير من مهام الاتحاد ويحقق جزءا من التطلعات في بناء القاعدة الصحيحة وأعتقد أن هناك أمراً بإنشاء مقر وبإذن نشاهده خلال السنوات المقبلة.
وأنا أعي وأعلم جيداً مدى حرص الأمير نواف بن فيصل في الاستماع لأي مقترح أو خطة تفيد وتخدم مصلحة الرياضة بشكل عام وليس الفروسية فقط ويسعى لتقديم كل ما يمكن لتطوير العمل لمستقبل أفضل ولكن لابد أن نعرف أنه أصبح من المهم جداً اليوم تفعيل دور القطاع الخاص بشكل يساعد على تقديم خطط ناجحة.
فعلى سبيل المثال لو نظرنا لمنتجع (نوفا) الذي يقام فيه مهرجان خادم الحرمين الشريفين لوجدناه من أفضل المقرات والذي يمتاز بعوامل كثيرة من أهمها أنه يحتوي على كافة الإمكانيات من ميادين وإسطبلات وسكن ومقام على أحدث طراز أضف لذلك جمال الموقع واتساعه فجمع ما بين الفروسية وما بين السياحة وهو بحد ذاته يعد مفخرة سعودية وينافس ميادين عالمية كبيرة وهنا لابد أن نشكر الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير الذي قدم لنا مثل هذا المنتجع وما يحتويه ووفر لنا الكثير من الإمكانيات فأحد عوامل نجاح المهرجان هو منتجع (نوفا).
ـ وأنا أعرف أن هناك أشخاصاً لديهم الرغبة في إنشاء مقرات خاصة؟
هذا صحيح.. وأعتقد متى ما شفنا على أرض الواقع مقرا يليق بسمعة الرياضة السعودية ووجدنا أن هناك أكثر من مقر حينها سوف تشاهد تطور بيئة الفروسية لأن هذه الميادين سوف تتنافس في جلب الرعاة.. وتشغيل المقر، وتتنافس أيضاً في إقامة البطولات فيما بينها لذا ستجد أن الحركة ستكون تلقائية.
المهم اليوم أنه متى ما أصبح لاتحاد الفروسية مقر مشرف بحجم إنجازات هذه اللعبة التي شرفتنا كثيراً فسيكون ذلك سبيل في تسهيل الكثير من الأمور.
ـ هل سنشاهد تطورا أكثر لمهرجان خادم الحرمين الشريفين خلال السنوات المقبلة وسنجد أنه أصبح أكثر أهمية وثقلاً على مستوى العالم؟
هذا ما أتمناه وأسعى لتحقيقه اليوم نحن نعيش النسخة الثانية للمهرجان وهناك تطور واختلاف كماً وكيفاً ما بين النسخة الأولى والثانية وبإذن يستمر هذا التطور من سنة لأخرى.
نحن في الحقيقة يهمنا أن نطور الفارس السعودي والخليجـــي والعربي ولعلك تعلم حجم التعــب الـــذي تحتاجه لإقامة مثـــل هذه المشاريع التي تتميز بدقة مواعيدها وتفاصيلها الفنية وزد على ذلك جلب الرعاة والتنظيم والتخطيط كل هذا يحتاج لجهد ومتابعة لكل صغيرة وكبيرة نحن اليوم في النسخة الثانية وخلال السنوات المقبلة سنجد أن التمرس لدينا أصبح موجودا وعندنا القدرة حينها في الإلتفات لأمور أخرى تكون إضافة نوعية للمهرجان لذا نحن نركز اليوم على القيمة التي هي الأساس ومن ثم سننطلق بإذن الله للأمور الأخرى وفي مثل هذه البطولات التغييرات البسيطة تعني عملا أكبر وجهدا مضاعفاً ونحن نحاول اليوم قدر المستطاع أن نغير كل ما يمكن أن يكون فيه فائدة مباشرة على الفارس السعودي قبل أي شيء لأننا نستثمر في هذا الفارس منتجنا الأهم والأثمن، وأن يستفيد بوجود مثل هذا المهرجان في بلده.
ـ ما شاهدناه في النسخة الأولى للمهرجان من حضور كان كبيرا جداً وفاق التوقعات وأعتقد أن الأسرة السعودية كانت علامة بارزة في المهرجان فهل نقول إنكم نجحتم في تأصيل فكرة السياحة الرياضية وأكدتم أيضاً أن المجتمع السعودي يحتاج للسياحة الرياضية اليوم وأنها ملاذ آمن لهم وممتع في ذات الوقت؟
لعلك تعلم أن منتجع (نوفا) هو بعيد بعض الشيء عن مدينة الرياض ولكن هناك الكثير من المزايا التي يتمتع بها منتجع (نوفا) أضف لذلك أننا استطعنا أن نستثمر المكان بشكل جيد من خلال الفقرات التراثية والسوق الشعبية وقرية الأطفال التي كانت مسلية للعائلة السعودية وفوق كل هذا رياضة قفز الحواجز تعتبر رياضة ممتعة ولعبة جاذبة بالذات لمن يحضر ويشاهدها.
ولابد أن نعرف أن الإنسان بطبيعته يحتاج إلى متنفس ويحتاج إلى أن يخرج قليلاً عن المدينة وصخبها وضغوطها.. ولعلنا في المهرجان الأول كنا مجبرين على أن نستمر في برنامج البطولة خلال أيام الأسبوع ومع هذا شهدنا حضوراً مميزاً جداً وغير متوقع ولكن في النسخة الثانية التي ستبدأ خلال أيام جعلنا كل المنافسات تكون خلال أيام الإجازات الأسبوعية (الخميس والجمعة والسبت) وعلى مدى ثلاثة أسابيع لكي نتيح الفرصة للجميع بالحضور والاستمتاع ولكل أفراد العائلة صغاراً وكباراً.
ـ هل هناك تفاعل معكم من قبل هيئة السياحة خاصة أن هذا جزء داعم لنشاطها بل لابد أن تقدم لكم الدعم المالي والإداري والتنظيمي والدعائي؟
ليس هناك تفاعل، ولعلنا لم نكن نتوقع أننا سنشاهد مثل هذا الإقبال الكبير.
لكنني متأكد تماماً أننا متى ما بادرنا بالتواصل مع هيئة السياحة وحاولنا أن نؤسس لنوع ما من الشراكة فلن تتردد هيئة السياحة في تقديم كل شيء ممكن لذا من الممكن أن يكون التقصير من عندنا ولكنها البداية التي لابد أن تمر بمراحل تأسيس وأخرى تطوير لذا سننظر لهيئة السياحة على أنها جزء من خطة التطوير.
ـ نبحث عن إجابة صريحة بعد إنجاز أولمبياد لندن هل وجدت أنك حققت ما تريد؟
بعد توفيق الله كان الإنجاز يعود للاهتمام والدعم المباشر من سيدي خادم الحرمين الشريفين، وما قدمه الاتحاد السعودي للفروسية، والعمل الكبير والجهد المتواصل والتخطيط الذي قدم من قبل صندوق الفروسية، كما لن ننسى هنا زملائي الفرسان الذين ساهموا بقوة في هذا المنجز الوطني العالمي والعمل الجماعي الذي قدموه.. ولن ننسى جميعاً وقفة سيدي خادم الحرمين الشريفين سواء قبل أو بعد هذا الانجاز، ولكي أكون صريحاً معك صدقني ظللت لوقت محاولاً أن أستوعب هذا الانجاز، ولعلي أخذت فترة راحة بعد أولمبياد لندن لمدة شهرين لم يكن لدي حينها أي مشاركات وكنت أنا والخيل في أشد الحاجة لفترة التوقف تلك.. في تلك الفترة فقط استطعت أن أستوعب جيداً حجم التعب وصعوبة المرحلة التي مررت بها لم أشعر بذلك إلا بعد هذا الانقطاع البسيط، ففي فترة الراحة شعرت بالعناء والتعب الذي لم أشعر به من قبل حينها تيقنت تماماً أن هذا هو الشيء الذي كنت أطمح له لأنني شعرت بحجم التعب والمعاناة التي عشتها من أجل تحقيق هذا المنجز وذلك بفضل من الله سبحانه وتعالى. ولعلي أصدقك القول بأنني حاربت في مواقف كثيرة قد لا يعلمها الكثير مررت بظروف صعبة جداً في وقت من الأوقات أيضاً الحصان الذي كنت أمتطيه هو الآخر كان يمر بظروف صعبة لم أكن أتحدث عنها وفي وقت قصير جداً استطعت أن أكيف الحصان على نظامي وعملت خلال سنة تقريباً وفي الوقت الذي كان الآخرون شاركوا في ثمان وسبع بطولات لم أشارك أنا إلا في ثلاث بطولات فقط، كل هذا لم أستوعبه إلا متأخراً وعرفت ماذا يعني أن توفيق الله هو كل شيء وقبل كل شيء ويطغى على كل شيء.
ـ يقال إنك كنت تخشى من مزاجية الحصان الذي تمتطيه؟
لم تكن مسألة خوف بل كنت أحرص عليه وعدم الضغط عليه بالمشاركات. وفي ذلك الوقت لم يكن لدي بعد الله إلا هذا الحصان ولم يكن لدي أي بديل وكما تعلم أصيب في ذلك الوقت حصان خالد العيد فأصبح حينها الخوف والقلق على الجواد أكثر وهذا ليس قلقاً مني فقط بل ومن الفرسان الآخرين.. نعم نحن اجتهدنا وقدمنا كل ما لدينا ولكن والله العظيم توفيق الله ثم دعوات واتصالات خادم الحرمين الشريفين بنا هاتفياً ودعاء الوالدين والمسلمين أجمعين في تلك الأيام المباركة في رمضان هو السبب الحقيقي في هذا التوفيق. صدقني لو أقول لك إننا بعد ما أنهينا الدورتين الأولى والثانية في تلك الدورة كنا نشاهد نظرة الاستغراب في عيون الناس.. كيف السعوديين متقدمين على كل تلك الدول.
ـ ولماذا هذا الاستغراب؟
أولاً لأن عمرنا في الرياضة يعتبر قصيرا بالنسبة لغيرنا ولابد أن تعرف أن الفريق الأوكراني.. الفريق الأمريكي.. الفريق الألماني.. وفرق هي بطل بطولة العالم قبل سنة ونصف تقريباً من الأولمبياد وبلجيكا أيضاً.... كل هذه الفرق كانت في المراكز المتأخرة بعد نهاية الدورة الأولى ونحن كنا في المركز الأول فهذا سبّب حالة الاستغراب ولن أخفيك نحن كنا مستغربين من أداء بعض الفرسان الآخرين.. هذا جعلنا نؤمن أن هذه الرياضة ليس لها كبير فهي تعبر عن روحين تعملان من أجل نتيجة واحدة، الفارس والجواد وفي نهاية المطاف النتيجة هي الحكم، وللأسف كانت هناك أخبار تشاع بأن الخيول تم شراؤها بعشرات الملايين ولم يعلم هؤلاء أننا كنا نعد خامس أو سادس فريق من حيث الميزانيات، هناك فرق أقوى منا بكثير في هذا الجانب بل كان هناك حصان أمريكي يساوي ميزانية ثلاثة جياد سعودية، ولكي تزداد عجباً هذا الحصان لم يتأهل للمشاركة في أولمبياد لندن.
ولكي أكون صادقاً نحن بالنسبة لغيرنا دعمنا ولله الحمد واستطعنا شراء جياد ممتازة وبأسعار معقولة ولكننا لا نقارن بغيرنا فهناك من صرف أضعاف ما صرفناه.. ولعل فوز الفريق السعودي كان مفاجأة للكثير هو السبب الذي جعل هناك انطباعاً أن الصرف هو سبب الإنجاز.. لذا أؤكد لك هنا أننا أقل بكثير جداً من غيرنا في قيمة الصرف المالي.
ـ بعد توقف صندوق الفروسية هل سنعود لنقطة الصفر؟
ما أستطيع قوله اليوم إن ميزة هذه الرياضة أن الفارس بعد توفيق من الله ممكن أن ينافس إلى عمر 60 سنة.. أو 55 سنة ويكون بأفضل مستوياته.
أتمنى أن يكون هناك دعم ولكن ليس وقتياً.. وأتمنى أن يكون دعماً مستمرا نبني من خلاله.. وإذا ربي أعطانا طولة العمر وعندما يصبح عمري 50 سنة.. (مع أنني لا أتوقع أني أركب بهالعمر لأن عمري المتبقي كفارس لن يكون طويلا).. لكن أتمنى عندما أشاهد أحد الفرسان عمره 50 سنة أن يكون ما زال يمارس الرياضة بنفس المستوى ومع وجود فارس عمره 25 سنة وحتى 22 سنة منافس له.. هذا ما أتمنى أن أشاهده في السعودية. وأن نستثمر مالياً وفنياً في الفرسان ولا نحتاج أن نعسكر في أوروبا. بل نخرج من هنا أقوياء، وأقول ليس المهم أن يكون لدينا دعم مالي كبير فقليل مستمر خيرٌ من كثير منقطع.
ـ هل ما قلته إشارة لقرب اعتزالك؟
هناك قناعة بيني وبين نفسي أنه ليس من السهل أن تعود لتقوم بذات العمل كما كنت تقوم به في الماضي مع أنني أتمنى أن يكون القادم أفضل بالنسبة لي من الماضي ولكن لن يكون ذلك سهلاً وعليك العودة لمن حققوا النتائج هل عادوا وحققوا ذات النتائج؟
لا أخفيك أنني أحب هذه الرياضة وأحب الخيل بشكل كبير وأحب مجتمع الفروسية بشكل عام.. ويمكن أن أستمر لوقت من الأوقات ولكن على المستوى المحلي فقط، أما الدولي فلن أبقى فيه طويلاً واستمراري على المستوى المحلي سيكون للاستمتاع فقط برياضة أحببتها وأنجزت فيها.
ـ كم بقي لك للاعتزال الدولي؟
لا أعتقد أنها ستكون فترة طويلة جداً.. ولكن متى ما شعرت أن الوقت مناسب فسوف أخطو هذه الخطوة بكامل قناعتي.. لكن لا أعرف متى ستكون بالضبط.