عندما يخسر فريق كرة قدم احدى مبارياته وتقوم مجموعة من مشجعيه بقذف اللاعبين وسبهم تعبيرا عن غضبهم من هذه الخسارة فهو أمر يحدث في كل ملاعب العالم ولكن هذا لا يعني ان يكون تصرفهم مقبولا أو يمكن تمريره تحت مسمى ردة الفعل..لأن كرة القدم لا تحتمل إلا ثلاث نتائج، الفوز او الخسارة او التعادل، وكما تريد من فريقك ان يفوز لابد أن تتقبل الخسارة.
ونفس الامر ينطبق على التعامل مع إدارة النادي والمسئولين عنه فليس من المقبول أن يتعرض رئيس ناد للقذف والشتم لأن فريقه خسر في مباراة كرة قدم.
البارحة قامت جماهير الاتحاد بهذا الأمر عندما خسر الفريق أمام النصر بثلاثة أهداف دون مقابل وقذفت رئيس النادي محمد فايز بكل ما يمكن حمله وشتمته بأقذع الألفاظ الامر الذي أجبره على مغادرة ملعب الشرائع بمكة المكرمة الذي احتضن اللقاء هروبا من هتافات مشجعي النادي ضده.
المشكلة الأكبر في هذا الموضوع هو دور الإعلام في تأجيج المشجعين وصرف نظرهم عن المشكلة الحقيقية وكمثال على ذلك حديث معلق المباراة محمد غازي صدقه الذي ظهر اثناء خروج الفايز من الملعب وهو يطالب مخرج المباراة بنقل ما يحدث من جماهير الاتحاد تجاه رئيس النادي ويبدي تعاطفا مع ما قامت به الجماهير وكيف أن هذه الادارة تسببت في تشويه تاريخ نادي الاتحاد وما يقومون به هو أمر طبيعي بسبب تردي نتائج الفريق..بعد نهاية المباراة ظهر مراسل القناة رياض المزهر وهو يسمي ما قامت به الجماهير (ثورة)..مثل هذه التعابير تصلح عندما تكون جالسا في مدرج الملعب وتشجع إلى جانب جماهير ناديك أما أن تستخدم المايكروفون والكاميرا لتخرج ما بداخلك فانت هنا امام خيارين لا ثالث لهما، إما أن تكون مشجعا أو أن تدفع ضريبة العمل الاعلامي وتكون حياديا في طرحك.
القناة الرياضية أصدرت بيانا تعنف فيه صدقة على ما قام به إلا أن الرسالة هي للاعلاميين بشكل عام..متى نتخلص من ألوان القميص الذي نميل اليه ونتعلم أن للمهنة ضريبة لا بد من دفعها وعندما تمسك القلم أو المايك فإنك مجبر على احترام ذائقة كل من يقرأ لك أو يستمع اليك؟
أمر مهم أيضا وهو كيف نشجع الجماهير على الاستمرار في تصرفاتها الغوغائيه ؟ فإذا وجد المشجع من يهنئه على تصرفاته المشينة وقيامه بقذف الآخرين وشتمهم فلن يعرف أن ما قام به هو أمر خاطئ يستحق أن يعاقب عليه وسيتمادى في ذلك حتى تصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه.
أخيرا متى نرى حزما في التعامل مع تصرفات الجماهير من قبل مسئولي الملاعب في السعودية حتى ندفع في اتجاه القضاء على هذه المظاهر السلبية التي لن تنتهي إلا بتطبيق النظام والقانون بكل حزم في حق هذه النماذج السيئة من المشجعين.