ثلث السكان سيحضرون إلى قطر
حسن الذوادي أمين عام اللجنة العليا المنظمة لكأس العالم 2022م في قطر والذي كان المدير التنفيذي لملف قطر 2022م والمنافس السابق لرئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن ابراهيم على عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم وأحد أهم الشخصيات الرياضية في العالم والذي حصد الكثير من الألقاب ضمن أهم الشخصيات الرياضية على مستوى العالم بناءاً على استفتاءات عالمية هو ضيفنا اليوم في "الرياضية" نناقش معه أهم القضايا والملفات المتعلقة بملف كأس العالم في قطر 2022م والذي أصبح اليوم حديث العالم.
حسن الذوادي الذي ظهر صريحاً لبقاً ومتحدثاً والذي يجيد التحدث بأربع لغات عالمية فند الكثير من المشكلات التي تواجه استضافة قطر لكأس العالم 2022م ابتداءاً من المخاوف التي يتحدث عنها العالم والصراع مع الاتحادات الأوربية والخلافات مع الاتحاد الدولي لكرة القدم مروراً بالاتحاد الآسيوي والانتخابات السابقة وتأثيرها على الملف القطري وأجندة المستقبلية خاصة بعد أن سجل 18 صوتاً في أول تجربة انتخابية له منافساً لرئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن ابراهيم وإمكانية العودة مرة أخرى لخوض الانتخابات الآسيوية ومدى الدعم الذي يلقاه الملف القطري سواءاً من القيادات الرياضية الخليجية أو الدولية.
حسن الذوادي وفي الجزء الأول من حواره اليوم يتحدث عن ملفات التشكيك في قدرة قطر على استضافة كأس العالم والأسباب التي من أجلها تحاول بعض الجهات التأثير على الملف القطري والذي من خلاله تمت إثارة الكثير من القضايا التي ليس لها علاقة بكأس العالم وكرة القدم تحديداً وكيف يمكن لقطر أن تتعامل معها في ظل تزايدها في الفترات الأخيرة.
كما يتحدث الذوادي عن موقف الاتحاد الدولي من تلك الملفات وأوجه الخلاف بين الملف القطري والاتحاد الدولي لكرة القدم وكيف استطاع الذوادي خلال الأشهر الأخيرة أن يفكك الكثير من القضايا مع الاتحاد الأوربي لكرة القدم.
ويؤكد حسن الذوادي خلال الجزء الأول بأن الرد القطري لن يكون كلاماً بل عملاً يتحقق على أرض الواقع من خلال مشاريع وبرامج وأحداث ستكون كفيلة بالرد على كل من شكك أو لديه نوايا ضد الملف القطري مشيراً بأن أهمية كأس العالم اليوم ليست مقصورة على دولة قطر بل هي مهمة لكل دول المنطقة وأن التخطيط اليوم ينصب على كيفية استفادة الشرق الأوسط بشكل عام اقتصادياً ورياضياً وثقافياً من استضافة كأس العالم في قطر.
مشددة بأن الأهداف والنوايا التي يردها البعض ويصوغها ضد الملف القطري لن تكون مثار اهتمام أو رد أو تحليل بل سيتم تجاهلها خاصة وأنها تؤخر العمل وتضيع الوقت معلناً بأن القادم من الأيام سيحمل مفاجآت كبرى وأن ما ستقدمه قطر لكأس العالم ولكرة القدم العالمية سيكون مغايراً وحضارياً وسيحدث نقلة نوعية في شكل وطريقة وأسلوب استضافة كأس العالم كاشفاً بأنهم يستعدون لاستقبال مليون زائر خلال منافسات كأس العالم 2022م والذي يعادل ثلث سكان قطر حالياً.
كل هذا وأكثر في ثنايا الجزء الأول من حوار حسن الذوادي أمين عام اللجنة العليا المنظمة لكأس العالم 2022م والذي جاء على النحو التالي:
ـ دعني أبدأ معك بكأس العالم 2022م والذي أصبح اليوم حديث العالم والكل يتحدث فيه سلباً وإيجاباً ولكن السؤال هنا لماذا قطر مستهدفة بهذا الشكل هل هناك أسباب لمستموها؟
لابد أن تعرف أنني لا أستطيع اليوم أن أتحدث عن نوايا الناس ولا أستطيع في ذات الوقت أن أدخل في تفاصيل تلك النوايا وأفند الأسباب ولماذا قطر مستهدفة.
ولكن ما يجب أن نعرفه هنا ومن خلال التجارب والأحداث الماضية نعلم جيداً أن جميع البطولات السابقة الخاصة بكأس العالم كانت هي الآخرى مستهدفة ورأينا ذلك في لندن 2012م.. وأيضاً رأيناه في جنوب افريقيا 2010م.. وفي المانيا 2006م ورأينا كيف كانت تلك البطولات مستهدفة بشكل أو بآخر.. فمثل ذلك الاستهداف أصبحنا نعلم بأنها من صفات التي ستواجهه أي بلد منظم لكأس العالم والتاريخ يثبت ذلك.
ـ ألا تتفق معي بأن التركيز اليوم أكبر على قطر وكأس العالم 2022م؟
نعم التركيز بشكل أكبر على قطر.. وهناك عوامل كثيرة موجودة من ضمنها وجود قطر اليوم قبل 9 سنين من البطولة.. ولعلنا في الشرق الأوسط لازلنا نعاني من سوء فهم للمنطقة والتي من ضمنها قطر فالعالم لازال ينظر بشكل لا يخلو من سوء الفهم لطبيعة المنطقة وطبيعة قطر كدولة من ضمن دول الشرق الأوسط فالبعض يتحدث اليوم ويتساءل بما أن قطر من ضمن هذه المنطقة أين الأمن والأمان كيف سنستطيع التحرك هناك.. وللأسف أن العالم وحتى هذه اللحظة غير واع بأن الشرق الأوسط والوطن العربي بشكل عام وقطر بشكل خاص ترحب بالجميع.. ومنطقة فيها ثقافة غنية وتاريخ وحضارة كبيرة جداً .. لذا المفروض اليوم أن نعمل لكي يعرف العالم ما نحن عليه وأنا هنا أؤكد بأن دولة قطر ترحب بالجميع وبكل الأجناس أياً كانوا.. ولابد أن نؤكد لهم أن الشعب القطري شعب يرحب بالجميع ومنفتح على كل العالم وهذا الأمر الذي لابد أن يتم إيصاله بشكل جيد.. وأنا أقول لك أن وجود كأس العالم وتسليط الأضواء بهذا الشكل بالنسبة لنا نستطيع استثماره بشكل إيجابي وذلك بأن تكون فرصة نستغلها لتغيير فكرة الناس بهذه المنطقة.. ونغير في ذات الوقت فكرة الناس عن أهل وشعب وثقافة وتاريخ المنطقة .
ـ البعض يرى بأن وسائل التواصل الاجتماعي حضرت بقوة وأنها صنعت شيئا من التغيير؟
هذا صحيح ونحن نسعى بأن يحدث ذلك أكثر عندما يحضرون إلى ملاعبنا ويشاهدون بأعينهم كيف نعيش تطوراً كبيراً في كرة القدم تحديداً .. شغفنا كشعب والمنطقة بكرة القدم.. وقدرتنا على الوصول لأعلى الدرجات التنظيمية والحضارية والإدارية والاقتصادية وغيرها ومن خلال كرة القدم.
ـ الاتحاد الدولي في فترة من الفترات كان يقف ضدكم.. أو نوعاً ما يحاول التأثير عليكم؟
لابـد أن تعرف أن علاقتنـــــا بالإخوان في الاتحـاد الدولي لكرة القدم علاقة جداً طيبة ونحن على تواصل مستمر معهم في كافة الأمور والتفاصيل وهناك تنسيق مستمر ما بينا ما بينهم لوضع الخطط المستقبلية في كل التفاصيل سواءً كانت في المنشآت أو غيرها من خطط تنظيمية وإعلامية وتسويقية وهذا بدون شك يعد أمراً طبيعياً.. وان كان هناك اختلاف في بعض وجهات النظر فهذا بكل تأكيد لن يفسد للود قضية وهذا أمر طبيعي جداً.
ودعنا نذهب ونضرب مثالاً بكأس القارات في البرازيل .. ما حدث فيه نحن نشاهده ونتابعه.. فهناك من يتحدث عن تفاصيل لا علاقة لها بكرة القدم وهذا أمر طبيعي جداً في مثل هذه البطولات العالمية التي تهم العالم وتسلط عليها وسائل الاعلام بشكل مكثف.
ـ ولكن عندما أشاهد صحفيا إنجليزيا يسأل عن سبب اختيار مهندسة عربية لتصميم ملعب الوكرة وتارة يتحدث عن قضايا عمالية فنعرف أن الهدف أكبر من كأس العالم وليست له علاقة بكـرة القدم بل هو استقصاد لشيء آخر يؤثر على الملف؟
في نهاية الأمر نحن نعرف جيداً أن هناك أهداف كما تفضلت وقلت ولابد أن نؤمن أن الفوز باستضافة بطولة مثل كأس العالم أو الاولمبياد العالمي فهذا بدون شك دائما ما يفتح المجال لتساؤلات كثيرة منها ما يخص الرياضة وأخرى ليس لها علاقة بالرياضة ولكن لكي نكون عمليين ولدينا أهداف فنحن تركيزنا دائما ما يكون على البطولة وعلى كأس عالم لكرة القدم وماذا سيقدم فيه.
فتركيزنا اليوم وغداً وكل يوم سيكون تركيزاً رياضيا نعمل من خلاله على تطوير الرياضة وصناعتها في المنطقة.. ونخلق صناعة رياضية تعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي ولأي دولة موجودة في المنطقة بشكل عام فنحن نسعى بأن تعم الفائدة على دول المنطقة.
فعندما تكون أوروبا اليوم لديها صناعة رياضة كبيرة وتعمل هذه الصناعة على دعم الاقتصاد المحلي لأي دولة أوربية أو الاقتصاد الأوروبي بشكل عام.. فنحن اليوم أيضا من أهم أهدافنا من بطولة كأس العالم أن تكون صناعة ذات مردود اقتصادي وحضاري كبير وإرث ثمين يطور لنا مستقبلنا.. فالمهم اليــوم أن نفكر ونعـمل في المنطقة ككل وليس قطر بأن نجعل من كأس العالم فوائد مستدامة ومستمرة للسنوات المقبلة هذا هو تركيزنا وهدفنا الذي نتشارك معه مع الكثير.
ولابد أن تعرف أن أهداف ونوايا الآخرين نحن دائما ما نبعد نظرنا عنها ولا نركز على التفاصيل لأنها تشغلنا عن عملنا الأساسي وأهدافنا ونحن نعد أن ما سيظهر على الأرض هو ما خططنا له وأعلنا عنه من المشاريع التي ستقام وتزدهر في ارض الواقع والاستفادة الكبيرة التي ستعم المنطقة بإذن الله السنين المقبلة وثق تماماً أن ما سيعلن عنه مستقبلاً سنجعلها هي الأدوات والحقائق التي ستدحض كل ما يقال نحن نسعى لأن تكون ردودنا أعمالاً على أرض الواقع وليس كلاماً خاصة أن العمل هو المطلب الأساسي اليوم فنحن تجاوزنا مرحلة الحديث هناك 9 سنوات متبقية لدينا فيها الكثير لنقدمه ولن نسمح بأن الأحاديث والأقاويل هنا وهناك تؤثر على مسيرة العمل.
ـ كيف استطعتم التأثير على الاتحاد الأوروبي والدول الأوربية.. فمن الواضح أن هناك تكتلاً وكان يقوده الاتحاد الانجليزي بشكل معلن مرات غير معلن في مرات أخرى.. اعرف جيداً أنك مكثت فترة طويلة في أوروبا من اجل الملف فكيف تعاملت معه؟
صدقني بأنه بالنسبة لنا كانت فكرة بسيطة جداً.. وعملنا على أن نشاركهم رؤية قطر 2022 ورؤية الاستفادة من قطر 2022 التي هي مبنية أصلا على رؤية قطر 2030 يعني رؤية كأس العالم مبنية على رؤية قطر 2030 بما معناه ان جميع عوامل الاستفادة وأي فرصة موجودة عندنا نسعى لأن تكون عاملا مثريا ضمن الخطط الموضوعة للنهوض بالدولة ككل وأن نكون جزء يشارك الجهات المعنية لجعل الوصول لهدف 2022م جزء من منظومة التطور الاجتماعي والإنساني والبيئي أو الاستدامة البيئية وجزء من التطور في التنوع الاقتصادي لذا كنا ولازلنا نعمل بأن يكون التحضير لكأس العالم هو جزء من الرؤية المستقبلية لقطر 2030م على كافة المستويات لتكون الاستفادة هنا شاملة تخدم كأس العالم وتخدم الدولة والمجتمــع والمواطن.
فكنا ولازلنا حريصين على أن يرى العالم أن العمل الذي سنقدمه خلال تسع سنوات مقبلة هو جزء من تطور وحضارة مستقبلية وكأس العالم جزء منها وأن تبقى ذات فائدة مستدام لدولة قطر وللمنطقة بشكل عام وأعتقد أن الجميع شاهد رؤية جديدة للاستضافة تختلف عن الكثير من الرؤى السابقة من خلال ما تم الاعلان عنه سابقاً.
كما وضعنا أمامهم خطة التشغيل وقلنا لهم إن كأس العالم 2022م ستكون أول كأس عالم مصغرة.. وعلى سبيل المثال لا الحصر أن الجمهور يكون لديه القدرة على انه يشاهد المباريات لأكثر من مرة في اليوم الواحد ونحن وجدنا انبهارا واضحا بتلك الخطط والرؤى التي نقدمها ونشرحها يوم وراء آخر شاهدنا نتائج أفضل وسنصل لقناعات جيدة والقادم سيكون أفضل بإذن الله فنحن نعمل في إطار واضح وصريح ليس لدينا ما نخفيه بل ونسعى لنقدم أفضل ما هو موجود من خطط ورؤى لذلك نحن نثق بأن العالم يبحث عن الافضل وهذا هو الهدف الذي نتشارك فيها جميعاً.
ـ كم تتوقعون الرقم التقريبي لعدد الزوار في كأس العالم؟
الرقم التقريبي حوالي مليون شخص.. مليون زائر بشكل متكامل.
ـ يعني ضعف عدد سكان قطر؟
تقريباً ..أو بمعنى أصبح ثلث عدد السكان تقريباً
ـ عندما أتجول في الدوحة.. أتخيل ان كأس العالم موجود الآن كيف يمكن التعامل مع زيادة تفوق ثلث عدد السكان وعندما تتحدث عن 9 سنوات مقبلة يعني هناك زيادة أكثر في عدد السكان؟
لا يخفى عليك أن هناك دولا اصغر مساحةً من دولة قطر وفيها سكان دائمون موجودون بشكل دائم اكبر بكثير مما لدينا هذه ليست مشكلة وليست قضية.
لذا أنا في اعتقادي ليست معضلة في استضافة هذا العدد من الناس ولكن المعضلة الموجودة بعد استضافة هذا العدد من الناس كيف يمكن الاستفادة من المنشآت الموجودة سواء كانت السكن أو المواصلات والأمور الأخرى التي ستقام لهذا الحدث.
ولهذا السبب نحن حرصنا من البداية بأن أي خطة نضعها لكأس العالم تكون يدا بيد مع خطط البنية التحتية الموجودة في الدولة.. وأن تكون مشاريع كأس العالم ضمن الاحتياجات المستقبلية للدولة.. فعلى سبيل المثال سعة الملاعب نحن لدينا ملاعب سعتها 40 الفا وعدد الملاعب أكثر من احتياجاتنا لذا عملنا على خطط مستقبلية نقوم من خلالها بتقليص الملاعب أو عدد الكراسي بعد كأس العالم.. فالكراسي المؤقتة التي سيتم الاستفادة منها في كأس العالم سيتم الاستفادة منها وإعطائها لدول مجاورة أو دول محتاجة لتطوير البنية التحتية في كرة القدم لذلك عملنا أن هذه المنشآت مستقبلاً لن تكون عبئاً على الدولة بل سيتم الاستفادة منها بشكل أو بآخر ومن هنا تأتي الرؤية المستدامة التي تحدث عنها سابقاً ومن هنا تجد أننا نعمل وفق خطط تخدم قطر وتخدم المنطقة وتخدم العالم بشكل عام ومن هنا تجد صحة ما نقول عندما قلنا أننا تشارك مع العالم ودول المنطقة وهذا بلاشك يعزز من قيم التواصل والعمل المشترك ويعزز من جعل كرة القدم سبيلاً للتواصل بين الشعوب وتحقيق المصالح المشتركة.