|


مونديال الموت.. هل من مغامر؟

2013.12.18 | 06:00 am

لا أدري لمن يكتب الكاتب بصحيفة daily mail البريطانية كريس بليزاس في مقاله الأخير بالصحيفة؟ فالمقال لايفهم منه شيء سوى أنه دعوة عامة ونصيحة مجانية صادقة للجماهير الإنجليزية لمقاطعة مونديال البرازيل وتحديدا لكل من تسول له نفسه مشاهدة المباراة الأولى لمنتخب إنجلترا أمام إيطاليا المقامة بمدينة مانواس ..فإذا تغاضينا عما هو في الحسبان من التأثيرات السالبة على الجهاز الفني لمنتخب إنجلترا واللاعبين بسبب ارتفاع درجات الحرارة المعجونة بالرطوبة الخانقة بحكم وقوع هذه المدينة في أحراش منطقة الامازون، فإن الذي خارج الحسبان هو ما ينتظر الجماهير المنوط بها إلهاب حماس نجومها في الملعب بأهازيجها الوطنية حينما يحمي الوطيس أمام الطليان ..يقول الكاتب إن المدينة محاطة بغابات الامازون المطيرة وهي مستوطنة لعقارب البرازيل الصفراء المصنفة دوليا بكونها الأخطر سما.. تزاحمها خطورة الثعابين المرجانية وسمومها تؤدي إلى الشلل التام ..المنطقة مشهورة أيضا بالعناكب الرمادية المشهورة بلسعاتها المميتة ..الغابة الاستوائية أيضا مستعمرة لكوبرا الماء التي ينمو طولها لـ7 أقدام وهي تغرز أنيابها في جسد الضحية وتبتلعها حية .. قائمة المخاطر لاتنتهي، فهناك أيضاً جحافل الناموس الاستوائي الذي لايرحم والحامل لمكروب الحمى الصفراء وحمى الضنك، حيث تتحدث الإحصائيات عن 100مليون حالة مرضية سنويا ..ولكن يبدو أن كل هذا ليس كافيا لبلاوي السامبا، إذ إن مدينة مانواس تحديدا مشهورة بكلابها الضالة المصابة بالسعر، وإحصائيات عضات الكلاب والخفافيش تقدر ب55 حالة وفاة سنويا .. المدينة أيضاً مشهورة بعصابات السطو المسلح ومافيا المخدرات وعددهم في العام الماضي 975 ضحية .. الجهد الوحيد الذي قام به مكتب العلاقات الخارجية البريطاني هو تحذير الجماهير من قطاع الطرق المسلحين والنشالين وهؤلاء أكثر حرفنة في جيوب الضحايا من حرفنة نيمار وسط ترسانات الدفاع، ولكن المضحك المبكي في هذه الأجواء المكهربة أن المشجع المغامر الذي سيضع روحه على كفه سيتجه بكامل إرادته إلى الموت المتربص ولسان حاله يردد مع المتنبي: حتى على الموت لا أخلو من الحسد والسبب أن أصحاب الفنادق المحلية استغلوا التظاهرة الجماهيرية ورفعوا أسعار خدماتهم فأجرة المبيت في غرفة لليلة واحدة وسط العقارب والثعابين تكلف 500دولار عداً ونقداً.. وكان الله في عون جماهير الكرة الإنجليزية.