|


معلقون من زمن الراديو

2013.12.28 | 06:00 am

فى عصر السماوات المفتوحة وزيادة عدد القنوات التليفزيونية بشكل كبير، اصبحت الفرصة متاحة لظهور أكثر من معلق لمباراة كرة قدم واحدة، وهي وضعية اتاحت للجمهور اختيار الأفضل، ويبدو ان تجربة القنوات الرياضية السعودية في بعض المباريات الكبيرة والخاصــــة باســـناد أكثر من معلق لمباراة واحدة تحتاج لمزيد من التعميم.. فهي من ناحية توفر الاضافة النوعية ومن الناحية الاخرى تقلل الاخطاء وتتيح الفرصة لعدد كبير من المعلقين.

تساؤل الأفضل
قد يتساءل البعض عن الافضل وما هي مواصفاتــه؟ فالبــعض يجذبهم حماس المعلق وبعض يفضل طبقات صوت معينة وآخرون يطلبونه ملما بالكثير مـن التفاصيل وعميقاً فـي شـرح الاحـداث وتوصيفها وربط كل ذلك بما يختزنه من معلومات وسوابق حول الاحداث المهمـة الـتي تتـكـرر وترتبط كذلك بنجوم مهمين يحبهـم الجمهور ويحـرص علـى متابعة كـل صغيـرة وكبـيرة عنهم. ومع ان كل هذه المتطلبات تبدو ضرورية وهامة فيبقى من المهم ان يجمع المعلق الذي يريد النجاح بينها جميعاً او على الاقل ان يحصل منها على النصيب الأكبر.

معالجة الأخطاء
يقع بعض المعلقين في اخطاء عادية يمكن مـعـالجتهــا فــي ذات اللحظة وهي اخطاء لا تؤثر كثيراً على اطراف اللعبة سواء لاعبين او اداريين او جمهور.. لكن بعض آخر يكون نصيبه الاخطاء الفادحة وهذه هي التي يكون ثمنها مكلفاً ويسبب الكثير من الحرج بل وقد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه. ولعل هذا يرتبط بالسؤال حـول "أين يـصل سقف الـحريـة لدى المعلق، ومن يحاسـبه علـى الأخطاء؟".

خلط كبير
بعض المعلقين ما يزالون يعيشون فى عصر الراديو، وهو عصر انتهى منذ سنوات، وهؤلاء تكثر اخطاؤهم حين يلجأون للوصف التفصيلى الدقيق غير المفيد وحين يصعب التفريق معهم المعلق والمحلل والناقد، وذلك بسبب تدخلهم فى خطط اللعب والتبديلات والتشكـيل وأوصـاف الجمهـور، وهـو أمـر بعيـد عن صميم عملهم. ولهذا قد تسهم تجربة توظيف اكثر من معلق في وضعهم تحـت اختبار المنافسة على التجويد فبمجرد ان يكون لدى المشاهد خيار الانتقال مـن صـوتية لأخـرى فمؤكد ان المنافسة بين ثنائـي التعلـيق لاجتذاب اكثر عدد من المتابعين ستزيد معدلات الحرص على الاداء الجيد والمقنع وتقلل درجة التجاوزات والاخطاء.