الزعيم يرد النصر على طير ياللي
![](https://arriyadiyah.com//media/thumb/67/5d/950_c52afbd3fd.jpg)
لا شيء أفضل من الهلال ولا أحد أذكى من مدربه سامي الجابر.. سحق منافسه التقليدي النصر بالأربعة وحافظ على آماله في الفوز بلقب دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين بعد أن قلص الفارق بينه وبين النصر لست نقاط فقط قبل ثلاث جولات من النهاية.
ضرب الهلال أمس بقوة.. ولم يكن مجرد فوز عادي.. وضع حدا لسجل النصر الخالي من الهزائم في الدوري مع مدربه كارينيو منذ 36 مباراة وألحق به الخسارة الأولى هذا الموسم وهي أيضا المرة الأولى التي تهتز فيها شباك النصر أربع مرات في مباراة واحدة هذا الموسم.. والأهم حرم النصر من الاحتفال بالفوز بلقب الدوري أمامه وحرم رئيس النصر من الاحتفال بلقب الدوري في الذكرى الرابعة لتولية رئاسة نادي النصر في 22 فبراير 2009.. ورد له الدين قاسيا.. وأيضا حرمه من الاحتفال بلقب الدوري في الرياض فحتى لو فاز النصر على الأاحاد في المباراة المقبلة في الدوري وفاز الهلال على الشعلة فلن يدخل النصر مباراته أمام الشباب وهو ضامن اللقب فلا يحق له الاحتفال بالدوري وستتوقف أفراح النصر الرسمية إلى آخر مبارياته في بريدة أمام التعاون.
وضم الهلال النصر لقائمة الفرق التي هز شباكها أربع مرات هذا الموسم والتي تضم الاتحاد والشباب والاتفاق.
استحق الهلال الفوز بكل جدارة.. نجح الذئب سامي الجابر في إظهار فريقه كما يجب أن يكون وقدم أفضل مباراة له هذا الموسم من كل النواحي.. ولعب بأسلوب مباغت منذ البداية بالزج بمهاجمين وهو أمر لم يتوقعه مدرب النصر الذي اعتمد على ثلاثة لاعبين في المحور.
ومن البداية كان الهلال الأفضل وسجل مبكرا في الدقيقة الثالثة عن طريق ياسر القحطاني ولم يهتز ذوو القمصان الزرقاء عندما عادل النصر النتيجة سريعا بعد أربع دقائق فقط فعاد سريعا للتقدم بهدف أكثر من رائع من القناص ياسر القحطاني (28).. وفي وقت توقع الكثيرون أن يعاني الهلال من طرد سلمان الفرج الذي كان أفضل لاعبي الهلال بالأمس منذ الدقيقة 60.. ولكن على عكس التوقعات كان الطرد نقطة تحول لصالح الهلال فالتهب لاعبوه وبذلوا جهدا مضاعفا.. وسجلوا الهدف الثالث بعد أربع دقائق من خروج الفرج بقدم الزلزال ناصر الشمراني.. وأكمل الهلاليون مسلسل التألق بالهدف الرابع الذي أبدع فيه تياغو نيفز (70).. حاول النصراويون العودة للمباراة ونجحوا في ذلك بهدف محمد السهلاوي (79).. ولم يكن الهدف الثالث الذي سجله التون في الثانية الأخيرة من المباراة ليحرم الهلال من فرحته الكبيرة.
مافعله سامي الجابر بالأمس أكد أنه الأذكى والأفضل.. تغييره بإشراك سالم الدوسري بدلا من المتألق ياسر القحطاني أحدث فارقا كبيرا حتى وياسر في أفضل حالاته لأنه غير من أسلوب الهلال وأوقف انطلاقات النصر على الأطراف ومااستغل السرعة الكبيرة التي كان يملكها الدوسري.. وايضا تعامل بمثالية وهدوء مع طرد الفرج عندما أشرك عبداللطيف الغنام بدلا من محمد الشلهوب فحافظ الهلال على توزانه في الوسط وسجل هدفين.. وبرهن الجابر على ذكائه بإشراك سلطان البيشي بدلا من ناصر الشمراني لأنه أقفل كل مناطق المرور أمام هجوم النصر.
أيضا تغلب الهلال على كل ظروفه في المباراة.. والأهم تجاوز أخطاء الحكم الذي منح النصر هدفا ثانيا غير صحيح من كرة تسلل أثبتتها الإعادة كما أن هدف النصر الثالث بدأ بدفع من مدافع النصر للاعب الهلال ياسر الشهراني.. وإصابة أكثر من لاعب قبل وأثناء المباراة.. كما أن ست دقائق وقت بدل ضائع أكبر بكثير مما تحتاجه المباراة.
في المقابل تخلى مدرب النصر كارينيو عن ذكائه المعتاد وارتكب أخطاء غير مبررة.. تغييره بإشراك عبدالرحيم جيزاوي بدل عوض خميس بعد الهدف الهلالي الثالث لأنه منح الحرية لتياغو نيفز الذي كان محروما منها بوجود ثلاثة محاور إلى جانبه.. وتأكد ذلك عندما سجل نيفز الهدف الرابع.. كما أن دخول مراد دلهوم بدلا من حسين عبدالغني كان تغييرا عبثيا لفريق متأخر بثلاثة أهداف.. في وقت كان يمكن أن يزيد الضغط على دفاع الهلال بإشراك حسن الراهب الذي كان يعمل الفارق في كل مباراة يشارك فيها بديلا.
حاول كارينيو أن يلعب بذات الأسلوب الذي اعتاد اللعب به عبر الكرات الطويلة.. ولكن الجابر قرأ جيدا هذا الأسلوب ونجح بفضل اللعب بمحوري دفاع وصانعي لعب ومهاجمين في الحد منه في وقت كان النصر أضعف هجوميا وهو يلعب بثلاثة محاور وصانع لعب وحيد ومهاجمين.. وحتى إدخاله ليحيى الشهري كان ذا فعالية محدودة لأنه جاء على حساب نور فكان مجرد تغيير لاعب بلاعب يؤدي نفس الدور.. غامر مدرب النصر بتغييراته ولكنه فشل في وقت كان الجابر يدير المباراة كما يريد.
يدين الهلاليون بفوزهم أمس لأكثر من لاعب.. سلمان الفرج كان اللاعب الأفضل في المباراة حتى لحظة خروجه بالبطاقة الحمراء في الدقيقة 60.. كما أن الحارس فايز السبيعي كان في أفضل حالاته وعوض غلطته في هدف النصر الأول وتصدى لأكثر من كرة كان يمكن أن تكون أهدافا نصراوية.. أيضا ياسر القحطاني كان في أفضل حالاته وأعاد شيئا من ذكريات ياسر 2007.
تألق سلطان الدعيع وتياغو وعبدالله الزوري وناصر الشمراني ومحمد الشلهوب وكاستيلو وكانوا في أفضل حالاتهم.
في المقابل كان ابراهيم غالب وشايع شراحيلي وألتون وعبدالله العنزي في أسوأ حالاتهم الفنية.. أما محمد السهلاوي فغاب كثيرا ولكنه سجل كالعادة.
الهلال طمأن جماهيره قبل خوضه مباراته الأولى في دوري أبطال آسيا بعد أربعة أيام أمام الأهلي الأماراتي والتي ينظرون لها أنها أكثر أهمية من مباراة أمس.