كارثة مضاعفة تنتظر الكاميرون

2014.06.20 | 06:00 am

رصد ـ حسن أبوزينب

تملك الكاميرون لاعبين عالميين من طراز صامويل إيتو لكنها لم تنجح في السنوات الماضية في بناء فريق يخلو من الانقسامات برغم مشاركتها مرة سابعة في المونديال وهو رقم قياسي أفريقي. ألقي اللوم على رمز المنتخب بفشل "الأسود غيرالمروضة" في مونديال جنوب أفريقيا 2010 حيث خسروا مبارياتهم الثلاث على الأراضي الأفريقية. وبحال تكرر ذلك في البرازيل، ستكون الكارثة مضاعفة في مجموعة تضم الدولة المضيفة وكرواتيا والمكسيك. كان القائد إيتو في عين عاصفة 2010، فوقف معه لاعبون وآخرون ضده إلى جانب القائد المخلوع ريجوبرت سونج. استبدل المدرب الفرنسي بول لوجوين آنذاك سونج المتقدم في العمر بمهاجم برشلونة الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي السابق قبل سنة من المونديال. فتحت هذه الخطوة جروح المواجهة، فاختار الكسندر سونج، قريب ريجوبرت، لاعب وسط برشلونة التهرب من المنتخب لفترة طويلة. مع كل ذلك، يعتقد لاعب وسط اشبيلية ستيفان مبيا أن الكاميرون أول دول إفريقية من أصل ثلاث تبلغ ربع نهائي المونديال، قادرة على تقديم صورة موحدة في البرازيل: "الكل جاهز لسماع الآخرين ولتقديم تضحيات. جاهزون لتقديم أفضل ما لدينا من أجل بلدنا، زملائنا وأنفسنا".لكن الجميع ليسوا مقتنعين، وبينهم إيتو الممتعض من عدم تمرير الكرة له في المباراتين الفاصلتين أمام تونس في التصفيات. مدافع كوينز بارك رينجرز الإنجليزي بنوا اسوـايكوتو شجب لاعبين آخرين: "يمكن مقارنة هذا الفريق مع ذلك الذي بلغ ربع نهائي مونديال 1990 في ما يخص التقنية والموهبة. لكن عندما يلتقي اللاعبون، يعتبرون أنفسهم نجوما عالميين، وتخيم مشكلات تافهة على غرف الملابس فتعكر الأجواء. كثيرون من اللاعبين لديهم أطفال في منازلهم، لكن نحن الراشدون نتصرف مثل الأولاد. علينا تغيير عقليتنا ووضع غرورنا جانبا".خيمت التحضيرات غير المنظمة على الكاميرون التي فازت مرة واحدة في 12 مباراة في المونديال منذ خسارتها أمام إنجلترا في ربع النهائي الشهير عام 1990 في إيطاليا 2ـ3 في مباراة لاتزال تعتبر من الأكثر إثارة في تاريخ المونديال. يقول مبيا: "يجب أن نستعد أفضل من 2010 لأننا في مجموعة صعبة".رفعت الكاميرون لواء الكرة الأفريقية في ثمانينيات القرن الماضي، فبرغم تعادلها مع البيرو وبولندا والبطلة إيطاليا في مونديال 1982، خرجت من الدور الأول برأس مرفوعة. دخلت في 1990 تاريخ كأس العالم عندما أصبحت أول دولة إفريقية تبلغ ربع النهائي، بعد إسقاطها أرجنتين مارادونا حاملة اللقب افتتاحا برأسية فرانسوا اومام بييك، وقدمت إلى العالم المهاجم المخضرم روجيه ميلا.
تراجع مستواها بعد ذلك، فاكتفت بالدور الأول في 1994 و1998 و2002 و2010، بيد أنها بقيت قوة قارية لافتة بتتويجها في 1984 و1988 و2000 و2002، كما بلغت نهائي كأس القارات في 2003 وأحرزت ذهبية الألعاب الأولمبية في سيدني 2000. وقعت الكاميرون في مجموعة مفتوحة ضمن تصفيات 2014، إلى جانب ليبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتوجو، وساعدها في التأهل إلغاء خسارتها أمام توجو لإشراك الأخيرة لاعبا غير مؤهل، وفي الدور الفاصل أقصت تونس 4ـ1 بمجموع المباراتين (0ـ0 ذهابا و4ـ1 إيابا).
سيطير لاعبو المدرب الألماني فولكر فينكه إلى البرازيل محاولين نسيان الخلافات مع اتحاد اللعبة وفشلهم بالتأهل إلى كأس أمم أفريقيا والسقوط أمام الرأس الأخضر في 2013، وهو ما تخوف منه اومام بييك: "الكاميرون ليست قادرة على تخطي الدور الأول، فبرغم امتلاكها لاعبين بنوعية عالية، إلا أن المنتخب ليس موحدا. الكل يعتقد أنه نجم وسيكون صعبا الفوز على البرازيل التي تملك أفضلية الأرض بالإضافة إلى كرواتيا والمكسيك".سيعول فينكه إلى جانب إيتو على قلب الدفاع نيكولاس نكولو، ولاعبي الوسط جان ماكون وسونج والمهاجم بنجامان موكاندجو.