الراشد : العقول ضيعت الأندية السعودية
يؤكد رئيس مجلس أعضاء شرف نادي الاتفاق ورجل الأعمال عبدالرحمن الراشد أن الاستثمار في الرياضة السعودية غير مجدٍ اقتصادياً.. في ظل الوضع الحالي للرياضة السعودية مطالبا الدولة بالتدخل ودعم الرياضة بالمليارات ليصبح المنتج الرياضي مجديا ماليا.. معتبرا الوضع الحالي للرياضة السعودية فوضويا.. وهواة يديرون محترفين لا يطبقون الاحتراف.. مشددا على أهمية (حوكمة) الأندية الرياضية وضبطها إداريا كي يمكن أن تكون قابلة للتخصيص وأنه في ظل الوضع الحالي لها فلن تتطور.
ووصف الراشد الرياضة السعودية بالكنز الذي يحتاج فقط للإنفاق عليه ليحقق الكثير.. مؤكدا أن هذا لن يحدث إن لم تدعمه الحكومة بسخاء.. فيما يلي التفاصيل:
ـ كرجال أعمال لماذا أنتم بعيدون عن الاستثمار في الرياضة ورعاية الأندية ماليا كتجارة وليس تبرعا.. شركات قليلة من دخل هذا المجال فقط؟
السبب واضح.. فليس لدينا رياضة على مستوى يستحق.. حتى كرة القدم.. هي في أدنى مستوياتها.
نحن نتحدث عن أمر أكثر من ذلك.. كم جهاز اشتراك في القنوات الرياضية في السعودية؟
نتحدث عن ملايين المشاهدين، هل هؤلاء يطالعون الدوري السعودي؟..
لو أجرينا بحثا حقيقيا لكان الأمر غير مجدٍ.. هل يعقل أن المنطقة الشرقية لا يحضر لمباراة الاتفاق والنهضة سوى 290 متفرجا فقط مع أنه في السابق كان من يقف في خارج الملعب أكثر من داخله.. وحتى المليون مشاهد الذي يتحدثون عنه متمركز في الرياض وجدة فقط.. ومن يحضر لمباريات الشرقية هم جمهور الأندية الزائرة.. أما الجمهور المحلي فقليل جدا.. ولا يتجاوز 400 متفرج فقط.
شخصيا في أي دولة هناك منشآت حكومية تريد تخصيصها.. يجب أن يتم الصرف عليها لتكون منتجة مالياً حتى يمكن بيعها بعد أن تكون مجدية للمستثمر.. كما حدث مع شركة الاتصالات السعودية.. الدولة أنفقت المليارات عليها حتى باتت شركة قوية يمكن بيعها في السوق.. وأوجدت لها قيمة اقتصادية.. لابد من تطبيق هذا في الحركة الرياضية.
ما يحكمنا هو المستوى الرياضي العام في الدولة ولكل الألعاب.. كلها يجب أن يتم تأسيسها بقوة وأن يكون هناك صندوق بالمليارات وبخطة استثمارية طويلة الأمد حتى تكون مغرية استثمارياً.
كأبسط مجال ألا يوجد لدينا شباب سعوديين يفهمون في إدارة المنشآت الرياضية.. لدينا متطوعون يحضرون لساعات أسبوعيا والبقية متعاقدون.. ليس لدينا رأس مال بشري في الرياضة السعودية.. لابد من دعم الأندية بقوة والاتحادات الرياضية على الأقل بثلاثة مليارات سنويا.. بعد سبع سنوات لن يكون من المهم دفع هذه المليارات لأنها ستبدأ في تحقيق الدخل والدعم يستمر.. وحتى أسعار النقل التلفزيوني والإعلانات ستتضاعف كثيرا.. وتحقق دخلا كبيرا.. وهنا ستكون الرياضة مجزية للاسثمار الخاص.. فإذا كانت الرياضة مرتفعة المستوى فستكون مغرية للاسثمار.
ـ120 مليونا دفعتها شركة عبداللطيف جميل لرعاية الدوري وحققت شهرة كبيرة لها.. هذا يعني أن هناك استثمارا مجديا؟
نحن نطمح للأكثر.. المستوى الرياضي في السعودية من كرة القدم حتى أصغر اتحاد لا تغري بالاستثمار .. حتى أكبر الأندية.. هي ليست تبرعات.. فعندما أعلن في الاتفاق مثلا يجب أن أدرسها ماذا سأكسب من هذا الأمر.. ولكن عندما ندرسها اقتصاديا نجدها غير مجدية إطلاقاً.
ـ ولكن الهلال مثلا وقع حتى الآن مع ست شركات ولديه المزيد؟
وهل الهلال هو الرياضة السعودية فقط؟ لا يمكن أن يكون هو من يلعب وحده بل على العكس هذا الأمر يضعف الدوري.. وجود أربعة فرق فقط تنافس والبقية كومبارس لا يفيد في الاسثمار.. عبداللطيف جميل دفعت 120 مليونا لأن هناك أربعة فقط تلعب ولو كان هناك 8 فرق لكان المبلغ أكثر من 240 مليونا وحققت الأندية مبالغ أكبر.
ـ الأندية لا تستطيع أن ترتقي بمستواها إلا بدعم مالي.. وهذا الدعم لن يأتى إلا إذا ارتفع مستواها .. نحن نسير في حلقه مفرغة.
لهذا الدولة يجب أن تدعم في البداية بقوة.. ما ضيعنا هو أننا أدرنا كرة القدم وطبقنا نظام الاحترف بهواة ولهذا سقطنا وفقدنا البطولات.. لأنه منذ أن دخل نظام الاحتراف وبدأ تطبيقه دون فكر احترافي تدهورت الأمور.. لا يوجد حزم في التعامل مع اللاعبين.. نحن بحاجة لحركة تطويرية تدعمها الدولة.
مطلوب دعم أكبر
ـ هناك من يطالب أن يكون ما يدفعه رجال الأعمال كنوع من التبرع؟
وهذا ما يحدث.. ما ندفعه هو تبرع.. ولكن عندما نستثمر فيجب أن يكون مجديا.. المال عديل الروح.. لابد من أن يكون اللعب على مستوى عال كي يكون مثمرا ومغريا لرجال الأعمال مثل أي شركة تريد الاسثمار فيها.. أنديتنا مخلخلة ومجرد ديكور.. لا توجد إدارة حقيقة فيها ولا يوجد فيها مدير تنفيذي يدير النادي بل هم متطوعون لا يمكن محاسبتهم.
المنتج لدينا الرياضة ولكي نرتقي بها لابد من الإنفاق عليه.. ولكن ماحدث هو أن الرياضة لدينا مهملة.. كنت أتحدث مع رئس نادي الجزيرة كان مستاء من تخفيض الدعم الذي يصل له من الدولة وعندما سألته قال 210 ملايين درهم بعد التخفيض للجزيرة فقط.. في قطر الدعم كبير جدا.
ـ ومع ذلك أنديتنا تتفوق عليها فنيا؟
لهذا أقول إن لدينا كنز على مختلف المستويات.. حتى في الألعاب المختلفة.. ولو صرف عليها جيدا لحققت الكثير.
ـ الرياضة السعودية ككل لا تحصل على 210 ملايين كدعم.. هل تطالب إذاً بزيادة الدعم؟
لابد من زيادة الدعم.. مايصل الأندية ماليا غير كاف.. هي حتى أقل من 200 مليون للجميع.. فما يدخل في حساب النادي من الدولة هو الدعم.. وهو لا يصل لمليوني ريال (للأندية الكبيرة).. إذا لم يكن هناك برنامج حكومي للرقي بالرياضة ويدفع له مليارات فلن نتطور.. ويجب ربط هذا الدعم بمدى ما لدى النادي من إداريين محترفين وأنشطة وبرامج.. فعندما يصل للاتفاق مثلا قرابة الـ30 مليونا فسيحقق الكثير.. وقبل ذلك لابد من إصلاح العمل الإداري في النادي .. لابد من حوكمة الأندية والتعامل معها كشركة بقيود ولجان وقوانين صارمة ومدراء تنفيذيين لتطوير النادي.. هناك أندية تسلم أوراقها بعد انتهاء فترة رئاستها بدون قوائم مالية.. يفترض أن يكون هناك جمعية عمومية في كل عام ولكن قلة هي الأندية التي تقوم بذلك.