|


سباعيتنا في السعودية لاتصدق

2014.11.17 | 06:00 am

منذ الـ27 من مارس عام 1970، يوم ركلت أول كرة بالبحرين، في مسابقة تحت مسمى (بطولة الخليج)، ظلت المنافسات في (المونديال الكروي الخليجي) عرسا صامدا يجمع أبناء الخليج العربي. فلم تجد المطالب بوقف استمراره أو النصح بعدم صلاحيته للمنتخبات خارج نطاق الفئات العمرية، أي أصداء مشجعة برغم انسحاب بعض المنتخبات واحتكار البطولة على منافسين محددين خلال وقت مضى.. ورويدا رويدا، اتجهت بعض مواجهات بطولة الخليج لتطغى على أحداث السياسة والاقتصاد في المنطقة.
(الرياضية) تحدثت إلى أبرز نجوم الدورات السابقة لرواية تاريخ عمره (44) عاما. وبينهم (العراقي مجبل فرطوس) أول لاعب قائد تشاهده الجماهير بشارة القيادة في دورات الخليج التي كانت تكتفي منتخباتها بمسميات (الكابتن).. وشارك فرطوس مرة واحدة في الدورة الرابعة في العام 1976 بقطر، وشهد ذلك العام أول ظهور للمنتخب العراقي في بطولات الخليج.
ـ نود أن تصف لنا شعور اللاعبين العراقيين عام 1976 يوم هبطوا في الدوحة حيث بطولة الخليج الرابعة، التي شهدت أول مشاركة للعراق؟
وصلنا الدوحة يرافقنا استعدادنا الذي كان على مستوى عال، وكان يلازمنا الإصرار على الفوز بتلك البطولة. فمثل العراق في ذلك العام أحد أفضل المنتخبات في تاريخ الكرة العراقية، إلى جانب المنتخبين اللذين تكونا في العامين 1972 و1982. ولقد خاض العراق المنافسات في خليجي الرابع بفريق متكامل الصفوف، يضم جميع نجوم الكرة العراقية.
ـ ماذا عن أحوالكم الفنية؟
تخيل أن ذلك المنتخب العراقي المتجدد والقوي، خاض قبل وصوله للدوحة استحقاقات عديدة؛ منها تصفيات أمم آسيا وبطولة كأس فلسطين التي أقيمت في تونس عام 1975، إضافة إلى تصفيات الدورة الأولمبية ومواجهات دولية عديدة أخرى، فكانت المحصلة الفنية النهائية في دورة الخليج الرابعة التي أقيمت في قطر. وعلى أساس ذلك كان منتخبنا ينعم بالانسجام، وكانت لياقتنا البدنية جيدة للغاية بسبب اعتناء مدربنا الاسكتلندي داني ماكلنن باللياقة البدنية إلى درجة إجراء التدريب 3 مرات في اليوم الواحد أحيانا. وكان مستوانا الرفيع يتقد فينا الحماس نحو تحقيق بطولة تلك الدورة.
أما الهالة الإعلامية الضخمة فوجدناها أول من صادفنا في قطر. فالكل يشيد بمستوى العراق قبل بدء المنافسة. وكنا في مستوى الحدث، إذ انتصرنا في المواجهة الأولى على البحرين بأربعة أهداف، وكذلك فعلنا بمنتخبي عمان والإمارات. أما السعودية فتغلبنا عليها 7ـ1. وجاءت مباراتنا مع قطر التي استثنتنا من الانتصار فتعادلنا بلا أهداف.
ـ كيف لمنتخب يمارس كل تلك القسوة مع منافسيه أن يخسر اللقب؟
حدث كل شيء سلبي في المباراة الفاصلة أمام الكويت. لأننا لعبنا مع الكويت في نهاية المشوار وتعادلنا أيضا 2ـ2، بعدما تقدمنا بهدفين نظيفين حتى وقت متأخر من المباراة، قبل أن يتمكن منتخب الكويت من إدراك التعادل. وتقرر إقامة مباراة فاصلة لتحديد البطل، فمكثنا في الدوحة أسبوعا آخرا، تأثرنا خلاله بعوامل عديدة، من ضمنها هدية القيادة في العراق التي تكرمت على جميع لاعبي العراق ببيت في حال الفوز أو الخسارة بالمباراة الفاصلة. وكان ذلك ذا تأثير سلبي علينا. لقد خضنا مواجهة الكويت الثانية بحالة سيئة للغاية. ولم نؤد مستوانا الحقيقي، فانتصر الكويت بجدارة؛ ولكن أحداث المباراة ونتيجتها كانت مفاجئة لنا. وفي الدورة التالية استطاع العراق الفوز بأول لقب في العام 1979.
ـ النتائج توحي بضعف مستوى المنتخبات المشاركة في خليجي الرابع. هل ذلك الأمر صحيح؟
بل كانت من أفضل الدورات الخليجية في الجانب الفني. فكل المنتخبات قوية وجرى إعدادها على نحو جيد. فظهر المنتخب القطري صاحب المركز الثالث بمستوى لافت. أما المنتخب الكويتي فكان في أوج تألقه وقوته، وكان يضم أفضل من أنجبتهم الكرة الكويتية. وكان قبلها بطلا لايشق له غبار، بدلالة إحرازه للبطولات الخليجية الثلاث الأولى.
لكن المنتخبين العراقي والكويتي كانا بمستوى أفضل، لأن المنتخب البحريني ضم لاعبين متميزين كفؤاد بوشقر وسلطان حمود، ورغم ذلك انتصرنا عليه بالأربعة. وكذلك عمان تخطيناها بالنتيجة نفسها. وفي مباراة الإمارات لعبت في مركزي كمدافع ورغم ذلك سجلت. حتى المنتخب القطري كنا نلعب معه من جانب واحد، لكن الحارس القطري محمد وفا كان نجم المباراة. فأنقذ منتخب بلاده من أهداف عديدة.
ـ وهل كان المنتخب السعودي صيدا سهلا إلى درجة اتخام شباكه بأهدافكم السبعة؟
بالطبع لا، لأننا واجهنا المنتخب السعودي في بغداد ضمن تصفيات آسيا في أواخر العام 1975 قبل أشهر يسيرة من انطلاق بطولة الخليج. ولم نستطع الفوز عليه بأكثر من 2ـ0، لأنه منتخب يضم مجموعة من اللاعبين المميزين، وأتذكر منهم خالد التركي وسلطان نصيب. ولقد كنت قائد المنتخب العراقي الذي واجه السعودية لأول مرة في بطولة الخليج، وما حدث يومها أمر لايصدق، فالمنتخب العراقي سجل 3 أهداف في وقت يسير برغم أن السيطرة كانت تدين للسعوديين. وأشعرنا ذلك التقدم المبكر بالثقة الكاملة وقضى على آمال المنتخب السعودي في المباراة. فكانت خيبة الأمل السعودية. التي لم تستطع إيقاف تسجيل الأهداف. ولقد سجلنا من جميع الفرص المتاحة، فكانت أي فرصة للمنتخب العراقي تنتهي بهدف.
ولأن تلك النتيجة التاريخية لم تكن في حسبان أحد. اتجه كل المهتمين بكرة القدم وقتها لترشيح العراق لنيل لقب البطولة بعد مباراته أمام السعودية.
ـ ما الموقف الأكثر صمودا في ذاكرتك من دورة الخليج 1976؟
في بطولة قطر. تعادلنا سلبا مع منتخب قطر. وكنا بحالة من عدم الرضا ممزوجة بشيء من الغضب في طريقنا من الملعب عبر (الباص) إلى فندق (الخليج) بالدوحة حيث إقامة بعثتنا بقطر.وفي تلك الأثناء انطلقت مواجهة الكويت والإمارات التي كانت نتيجتها ستؤثر بفقداننا فرص المنافسة مبكرا حال انتصار الكويت. لكن الأمر الذي لم نكن نصدقه هو استمرار النتيجة السلبية في مواجهة الكويت والإمارات. كنا نهتم بسماع النتيجة وليست لدينا الرغبة في مشاهدة المباراة الأشبه بالمحسومة للكويت، لكن الوضع لم يتغير بعد انطلاقة الشوط الثاني وظلت النتيجة سلبية بضعا من الوقت. فاتجهنا جميعا إلى التلفاز في الفندق لمشاهدة نصف الساعة الأخير من المباراة. لم يدر بخلدنا أبدا أن الفريق الكويتي صاحب النجوم الكبار والمواهب الفذة التي تضم جاسم يعقوب هداف البطولة وفيصل الدخيل وأحمد بوحمد وسعود بوحمد وإبراهيم الدريهم وسعد الحوطي والحارس أحمد الطرابلسي أن يخرجوا متعادين أمام المنتخب الذي عبرناه بالأربعة. لكن المفاجأة حدثت وتعادل الكويت مع الإمارات، مباشرة بعد تعادلنا بنفس النتيجة السلبية مع قطر. كان أحساسنا وقتها يتبدل بين الدهشة والسعادة.
ـ كيف تأثرتم سلبا بهدية (منزل لكل لاعب) قبل مواجهة الكويت الفاصلة؟
لأن الخبر لم يردنا سوى عشية المباراة. وكان البيت الذي وعدنا به الرئيس العراقي أحمد حسن البكر عن طريق رئيس وفد المنتخب معز الدين الخطيب، أشبه بالأمنية للاعبين. كان جميع اللاعبين يفكرون بالمنزل الذي سيحصلون عليه بعد عودتهم بغض النظر عن نتيجة المباراة. ولأن الخبر مبهج، أخذنا نفكر فيه، ولم نستطع أخذ كفايتنا من النوم ليلة المباراة. أضف إلى ذلك القدرة لدى الإداريين الكويتيين الذي أجلوا المباراة إلى يوم الخميس بسبب إصابة لاعبي منتخبهم جاسم يعقوب وفيصل الدخيل. ولقد تأثرنا نفسيا من تأجيل اللقاء الفاصل، لأننا كنا في جاهزية عالية وننتظر أن نلعب يوم الإثنين، قبل أن تتأجل إقامة المواجهة 3 أيام أخرى. وذلك باعد بين مواجهتي الكويت لأسبوع كامل. بعد ما لعبنا المباراة الأولى مع الكويت 2ـ2 الخميس. وكان التأجيل ذا مردود سلبي.
ـ في العام 1984 عملت مساعدا لعمو بابا مدرب العراق في دورة عمان. ما الفوارق بين المنتخب الذي قدته في أول مشاركة عراقية وبين ذلك المنتخب البطل؟
في البطولة الرابعة، كان المنتخب العراقي يضم أعظم النجوم، كعلي كاظم وفلاح حسن وغازي أحمد وعادل خمير وحسن فرحان ورعد حمود، كان جميع اللاعبين على مستوى عال. كان جيل جديد وقوي. أما منتخب 1984 فتفوق في الوصول إلى مواجهة فاصلة أيضا مع المنتخب القطري وفاز بضربات الترجيح.