بيريرا سبب رحيلي .. ولا أرد الإحسان بالإساءة
لنبدأ الحديث بما انتهيت به في الموسم الماضي .. لماذا غادرت الأهلي ؟
بقرار من مدرب الفريق السابق فيتور بيريرا, حيث كان لديه وجهة نظر خاصة حيال اللاعبين المحترفين الأجانب, كونه الأدرى بأمور الفريق الفنية, وشخصيا أحترم قراره ومن الطبيعي أن أغادر, ولا أكمل الموسم تحت قيادة مدرب لا يرغب في وجودي.
ما الأسباب التي وقفت خلف قراره برأيك ؟
لا أعلم .. سمعت بأنه يقول إنني لا ألعب بقتالية وهذا غير صحيح إطلاقا, فأنا لاعب مقاتل وأحب الفوز دائما ولا أرضى بالخسارة وهذا سبب عصبيتي في بعض المباريات, وسمعت من يقول بأنني لا أريد اللعب في الأهلي وأرغب في الانتقال لناد آخر وهذا غير صحيح, بدليل أن إدارة النادي لم تلغ عقدي بل وافقت على ذهابي بنظام الإعارة إلى نادي بالميراس البرازيلي.
ولكنك لم تكمل فترة الاعارة مع بالميراس .. لماذا ؟
لعدم مشاركتي في بعض المباريات, كما أن تغيير المدربين أثر سلبيا على الفريق في تلك الفترة, وتسبب في تراجع النتائح, حتى فضلت عدم المواصلة والجلوس مع نفسي حيث كنت بحاجة ماسة إلى التفكير بهدوء, حينها وصلتني العديد من العروض وظهرت رغبة أندية برازيلية في خدماتي ولكنني لم أرد على رغبتها كون عقدي ساريا مع الأهلي.
بعد رحيلك تناقلت وسائل الإعلام تصاريحا لك أدليت بها لإحدى القنوات الفضائية في بلادك هاجمت فيها إدارة النادي ؟
هذه ليست أخلاقياتي, وبعد رحيلي من النادي في الموسم الماضي لم أتحدث لأي قناة سعودية أو وسيلة إعلامية هنا, وعندما سألتني وسائل الإعلام في البرازيل عن علاقتي بالأهلي أكدت بأنها قائمة على التقدير والمحبة, وإنني أحترم قرار المدرب بيريرا.
من المستحيل أن أهاجم النادي كوني أعشقه وأرتبط بعلاقة ود مع الجماهير, ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن أواجه الإحسان بإساءة, وفي الأهلي وجدت التعامل رائعا, ولكن هناك من يعمل على إيجاد فجوة بيني وبين النادي بمثل هذه الأحاديث غير الصحيحة, هل يعقل أن أكون غير سعيد هنا وأشارك اللاعبين أفراحهم بالفوز, ولو كنت غير سعيد لما عدت من جديد إلى النادي.
هل عودتك إلى الأهلي برغبتك أم لعدم وجود عروض مغرية ؟
لم يكن الأمر كذلك, كان لدي العديد من العروض, ولكن عقدي سار مع الأهلي وحينما تواصلت مع صديقي المقرب عبد العزيز باشماخ سألني عن رغبتي في العودة وأكدت له ذلك ليتواصل مع الإدارة وينقل لها رغبتي في العودة واللعب للفريق بدءا من فترة التسجيل الشتوية, وما دفعني إلى ذلك حرصي على خدمة النادي وإسعاد جماهيره, ولأن خروجي في الموسم الماضي لم يكن إيجابيا.
هل تلقيت عروضا أوروبية قبل العودة ؟
لم يحدث مثل هذا, كوني خرجت من بالميراس قبل بدء الفترة الشتوية, ومن الصعب أن تتحصل على عروض من قبل أندية أوروبية في فترة تسجيل الشتاء, ولكن كانت هناك عدد من الأندية البرازيلية راغبة في التعاقد معي ولكن كما أسلفت عقدي ساريا مع الأهلي والقرار يعود للنادي وليس للاعب.
كيف لقيت الاستقبال من الأهلاويين بعد عودتك ؟
أشكر الجميع على ماوجدته منهم, إدارة ولاعبين وجماهير وأعضاء شرف, فمشاعرهم ساعدتني في العودة سريعا واسترجاع اللياقة والمشاركة مع الفريق, ومهما تحدثت لن أوفي هؤلاء حقهم.
ماالذي اختلف في الفريق فنيا بين الموسمين ؟
عدة أمور, أهمها الرغبة والعزيمة والروح القتالية وتواجد لاعبين أكفاء أساسيين وبدلاء, إلى جانب حكمة الجهاز الفني حيث يعرف جروس جيدا إخراج الروح المعنوية من داخل اللاعبين ويضع التكتيك المناسب.
ما أوجه الاختلاف بين الفترتين في النادي ؟
الأجواء في الفترة الحالية تبدو أفضل, وشخصيا تعلمت كثيرا من التجربة الأولى, وأعترف بأنني كنت عصبيا في أوقات عديدة خلال التجربة الأولى, ربما لحداثة عهدي بالنادي والمنافسات في السعودية وظروفي العائلية ساهمت في زيادة الضغط العصبي لدي, على الرغم من استقبالي بكل حفاوة وتقدير.
في الفترة الحالية أبدو أكثر هدوءا ونضجا, وأحرص على التعلم من الأخطاء السابقة وتغيير حياتي نحو الأفضل وهذا هو الأهم إلى جانب خدمة الفريق بالشكل الأمثل, ولا أنسى دور صديقي عبدالعزيز باشماخ من ساعدني على تجاوز العديد من المصاعب, والتأقلم هنا بشكل سريع, ودائما يهمني العمل بنصائحه, إلى جانب صديقي ومواطني لاعب الوسط أوزفالدو.
بالحديث عن عصبيتك .. ماهي الأسباب التي تدفعك إلى الخروج عن النص أحيانا ؟
لأنني أحب الفوز وأكره الخسارة, أغضب من استبدالي في المباريات التي أظهر فيها مستويات مميزة, كوني أريد الاستمتاع باللعب وخدمة الفريق ومساعدته نحو الانتصار, أعترف بأن هذا أمر خاطئ, والمدرب هو الأدرى بشؤون الفريق واحتياجاته, وفي الفترة الحالية تغيّرت قناعتي, وتشاهدونني لا أشارك إلا في فترات قصيرة ومع ذلك لا أغضب لأن ما يهمني هو مصلحة الفريق وتحقيق الانتصارات وعندما أصل إلى الجاهزية المطلوبة أثق تماما باستعانة المدرب بخدماتي كونه يثق بإمكانياتي كبقية زملائي اللاعبين.
كيف تقابل قرار عدم إشراكك أساسيا في المباريات الماضية ؟
من الطبيعي كل لاعب كرة قدم يرغب في المشاركة ولا يحب الجلوس على مقاعد البدلاء, ولكن هذا الأمر لا يزعجني طالما أن الفريق في أفضل حالاته ويقدم نتائج مميزة, حاليا أبدو سعيدا بعودة المخزون اللياقي بعد فترة من الانقطاع عن الكرة, على الرغم من مواظبتي على التمارين إلا أن للمباريات حساسية خاصة وتأتي مع المشاركة التصاعدية, وخلال لقاء الطائي الأسبوع الماضي لعبت كامل الدقائق وهذا سيساعدني في استعادة لياقتي والظهور بالشكل الأفضل.
ماذا عن علاقتك بمدرب الفريق كريستيان جروس ؟
مميزة وقائمة على الاحترام والتقدير, وهو قريب من جميع اللاعبين ونتحدث كثيرا ويملك أسلوباً جميلاً في الإقناع والتعامل, وأجده مكسبا كبيرا للفريق كونه أوجد انضباطية فنية ونقلة كبيرة في الأداء بشخصيته الهادئة داخل الملعب, وتعامله الواقعي مع المباريات حتى في حال خسارة الفريق نشاهده يفكر بهدوء ويوجه دون انفعال وهذا ما يساعد اللاعب على التركيز أكبر إلى جانب قراءته المميزة للمباريات, برأيي يستحق أن يتوّج معنا بلقب مسابقة دوري المحترفين كونه عمل بشكل رائع إلى جانب جهازه الفني.
كيف تنظر إلى المنافسة على لقب مسابقة الدوري في الموسم الحالي ؟
قوية, والتقارب النقطي بين الفرق يؤكد لنا بأن الحسم لن يكون مبكرا, وبقاء النصر في الصدارة وهو حامل اللقب ودخول فرق الأهلي والهلال والاتحاد على خط المنافسة يعطي مزيدا من الإثارة واللقاء الأخير لفريقنا أمام النصر يؤكد ذلك بعد أن شارك الفريقان في تقديم مباراة مميزة تعكس قوة المنافسة في المسابقات السعودية.
هل ترى فريقك قادرا على الحسم ؟
بكل تأكيد, فهو يمتلك لاعبين أكفاء ولديه قائمة بدلاء قوية, ستكون قادرة على المنافسة حتى على الصعيد الخارجي, نظرا لأن فرصتنا في مسابقة دوري أبطال آسيا كبيرة, وبالإمكان أن نحتاج انتصاراً وحيداً لنضمن التأهل مبكرا إلى دور الـ16, وهذا ما سيمنحنا التركيز الأكبر على الجولات المتبقية من مسابقة الدوري.
الأهم، أيضا هو دعم الجماهير في ملعبنا, نحتاج حضورهم بكثافة وفاعلية, خصوصا بعدما تقلّص الفارق النقطي مع النصر الأول إلى نقطتين, ستبقى المنافسة قوية, والأهم هو أن نحافظ على حظوظنا في الفوز ولعب كل المباريات بنفس القوة والآداء وعدم النظر إلى فريق كبير وآخر صغير, كون الفرق الصغيرة من الممكن أن تتحول إلى الأصعب, لأنها تقاتل على الخروج بنقطة وبالتالي قد تحكم على فقدانك فرصة المنافسة من خلال اعتمادها أسلوب اللعب الدفاعي. سنلعب الجولات الست بحثا عن الفوز, وأي تعثر للنصر سيكون في صالحنا, والأهم أيضا هو أن نواصل الظهور بالروح القتالية والحماس, وهذا ما أشاهده في زملائي دون استثناء .. حقيقة الأهلي يستحق البطولة فهو يقدم كرة ممتعة في الموسم الحالي.
إذاً سيكون تتويجكم بلقب كأس ولي العهد دافعا قويا لكم ؟
بالطبع, سيعطينا الثقة والحافز للمنافسة, خصوصا أن التتويج لم يكن سهلا بل جاء بعد صعوبة بالغة ومباريات مرهقة أمام النصر في نصف النهائي والهلال في مباراة الختام, وشخصيا أبدو سعيدا بالتتويج من أجل جماهير النادي عامة والأمير خالد بن عبد الله بشكل خاص كونه يستحق أن نفرحه ببطولة.
في الجانب الشخصي .. إجادتك للكرات الثابتة هل هي موهبة أم تدريب ؟
كلاهما, موهبة وتدريبات مكثفة منذ الصغر, عندما كنت أمارس اللعبة مع الأصدقاء أحب تنفيذ الكرات الثابته, وهناك لاعبون كبار برازيليون أمثال سقراط وريفالينو وايدير وزيكو يمتلكون الموهبة ويتميزون بالكرات الثابتة وكنت أتعلم منهم جميعا طرقاً مختلفة للتنفيذ وأتدرب عليها وقتاً طويلاً قبل دخولي للأندية, لفترة تصل ساعة وساعتين فقط على الكرات الثابتة.
كان لك هدف جميل في مرمى النصر خلال لقاء نصف نهائي مسابقة كأس ولي العهد ؟
نعم .. هو من أجمل الأهداف, والأهم أنه كان سببا في عودة الفريق إلى المباراة حينها كنا نتخلف بهدف للاشيء, قبل أن نخرج بالانتصار والعبور إلى المباراة النهائية. أحرص على التدريب أوقاتا طويلة على التسديد من مسافات بعيدة كما حدث في الهدف أمام النصر, والذي أعتبره من أجمل الأهداف في مسيرتي.
سينتهي ارتباطك بالأهلي بإنقضاء الموسم المقبل .. هل ستستمر ؟ أم ستذهب لأوروبا أو البرازيل ؟
كل شيء وارد حتى ذلك الحين, الأهم إنني حاليا سعيد مع النادي الأهلي, وبقي من عقدي عام كامل بعدها سأقرر مستقبلي وستتضح الأمور في الفترة المقبلة.
كانت لك تجربة أوروبية مع بنفيكا البرتغالي لم تستمر رغم تميزها ؟
لأنني بحثت عن الأفضل, وفي بنفيكا كانت النتائج إيجابية وقدمت موسما مميزا شاركت من خلاله في مسابقة دوري أبطال أوروبا وساهمت في نتائج مميزة على مستوى الدوري المحلي, إلا أنني بحثت عن الأفضل وجاءني عرض الأهلي المميز وبعد استشارة عدد من الأصدقاء وافقت دون تردد. حينها لم أفكر في المال بقدر ما كنت أبحث عن لعب كرة القدم حيث كان عقدي في البرتغال عاليا, إلا أنني بحثت عن اللعب بالموافقة والتوقيع للأهلي.
هل لديك الطموح في العودة لتمثيل منتخب بلادك ؟
هذا منتهى طموح كل لاعب كرة قدم, ولكن مثل ذلك يحتاج جهدا مضاعفا وعملا كبيرا ودائما الوصول إلى تمثيل منتخب البرازيل أمنية أي لاعب وحصل لي الشرف في ذلك ليكون مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لي, وأتمنى العودة من جديد.
من نال إعجابك من اللاعبين السعوديين ؟ ومن تراه يستحق الاحتراف خارجيا ؟
قائد الفريق تيسير الجاسم لاعب من طراز فريد ومقاتل, اعتبره أفضل اللاعبين السعوديين ويستحق الاحتراف الخارجي إلى جانب المدافع أسامة هوساوي لما يتملكه من خبرة عريضة وكذلك لاعبو الوسط وليد باخشوين ومصطفى بصاص وحسين المقهوي إلى جانب المهاجم سلمان المؤشر, ولا أنسى المدافع معتز هوساوي فهو ينتظره مستقبل كبير.
كيف هي علاقتك بمواطنك أوزفالدو ؟
أصبحت مرشده السياحي في جدة, يحتاج بعضا من الوقت ليتأقلم ويصل إلى الانسجام الكامل مع اللاعبين, يمتلك إمكانيات عالية تضمن تقديم الفائدة الكبيرة للفريق, فقط يحتاج بعضا من الوقت.