ميسي يهرب من محكمة أسبانية اليوم
بدأت اليوم الثلاثاء جلسات محاكمة نجم برشلونة الاسباني والمنتخب الأرجنتيني لكرة القدم ليونيل ميسي أمام القضاء الاسباني بتهمة التهرب الضريبي قبل أسبوع من مشاركته مع منتخب بلاده في كوبا أميركا المقررة في الولايات المتحدة.
ولم يحضر ميسي جلسة اليوم، على أن يمثل أمام المحكمة الخميس لان الجلسات ستمتد حتى الجمعة.
وألغت المحكمة الجلسة اليوم بعدما استمعت الى الحجج الأولية لدفاع اللاعب والتي تعتبر بمثابة مسائل قانونية تمهيدية.
وتستأنف المحاكمة غدا الأربعاء لاستجواب خبراء وشهود , ومن بين الأشخاص الذين تم استدعاؤهم الثلاثاء والدة ميسي، سيليا كوتشيتيني التي لم تحضر الجلسة.
ولا يعتبر حضور ميسي ضروريا الى المحكمة حتى بعد غد الخميس وهو اليوم المقرر للاستماع إليه قبل مرافعة الدفاع والنيابة العامة.
ولدى افتتاح الجلسة التي يقوم بتغطيتها عشرات الصحافيين يمثلون وسائل إعلام أجنبية اعتذر احد محاميي ميسي عن غيابه عن الجلسة.
وأوضح المحامي خافيير ستنشيز فيرا أن ميسي لم يتمكن من السفر بسبب إصابة في ظهره تعرض لها الأسبوع الماضي خلال مباراة دولية ودية إعدادية لكوبا أميركا.
ويتواجد قائد المنتخب الأرجنتيني حاليا في مدينة روزاريو مسقط رأسه على بعد 300 كلم من بوينس ايرس للراحة.
وسيكون ميسي (28 عاما) مطالبا بتفسير تهربه من دفع ضرائب بقيمة 16ر4 ملايين يورو، وهي التهمة الموجهة إليه مع والده خورخي هوراسيو ميسي عن عائدات حقوق الصور بين عامي 2007 و2009، وذلك من خلال انشاء شركات وهمية في كل من بيليز والاوروغواي.
ونفى ميسي ووالده التهمة الموجهة إليهما ووجها أصابع الاتهام الى الوكيل السابق للنجم الأرجنتيني، لكن الادعاء العام في برشلونة قرر المضي قدما في القضية.
وتأتي جلسات المحاكمة قبل ثلاثة أيام من انطلاق بطولة أمريكا الجنوبية (كوبا أميركا) في الولايات المتحدة والتي يفتتح فيها المنتخب الأرجنتيني مبارياته في السابع من الشهر المقبل ضد نظيره التشيلي في إعادة لنهائي النسخة الماضية.
وفشل ميسي في قيادة منتخب التانغو الى اللقب للمرة الأولى منذ 1993 بعد سقوطه أمام تشيلي 1-4 بركلات الترجيح اثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي في نهائي نسخة 2015.
وكانت المحكمة العليا في مقاطعة كاتالونيا أعلنت في 8 أكتوبر الماضي أن ميسي المتوج العام الماضي بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم للمرة الخامسة في مسيرته الاحترافية، ووالده خورخي سيحاكمان بناء على 3 تهم بالتهرب الضريبي قد تؤدي الى سجنهما.
وطالب محامي الدولة الذي يدافع عن مصالح الخزينة العامة بسجن ميسي ووالده 22 شهرا ونصف الشهر مع غرامة مالية بقيمة مبلغ التهرب الضريبي.
ولكن على الرغم من اتهامهما فلن يمضيا عقوبة السجن كون العقوبات الأقل من سنتين لا يتم تنفيذها عامة في اسبانيا لعدم وجود سوابق قضائية.
وتهدف إستراتيجية دفاع ميسي إلى إبعاد النجم الأرجنتيني عن إدارة ثروته ومنح هذه المسؤولية الى والده.
"أنا أوقع لكني لا اقرأ العقود أبدا، لا اعرف ماذا أوقع"، هذا ما قاله ميسي في سبتمبر 2013 أمام محكمة في غافا (ضواحي برشلونة حيث يقطن) بحسب المحضر الذي نشرته صحيفة "ال بيريوديكو" الاثنين.
وواصل: "في ما يخص مسألة الأموال، فوالدي يهتم بها , و أنا أثق به".
فيما قال الوالد بحسب المحضر المنشور: "لا علاقة له بالقضية , كل ما يفعله هو لعب كرة القدم".
وكان لشهادة ميسي أمام محكمة غافا في سبتمبر 2013 أثرها على القاضي الذي أمر حينها بإقفال القضية لكن المحكمة ارتأت في يوليو 2014 أن هناك "ما يكفي من الأدلة" التي تشير الى أن ميسي كان يعلم بالمخالفة التي حصلت وأعطى موافقته عليها من خلال إنشاء شركات وهمية بهدف تجنب دفع الضرائب عن عائدات حقوق الصور.
وازداد وضع ميسي ووالده تعقيداً بعدما ظهر اسم العائلة في "وثائق بنما" التي سربت من مكتب المحاماة البنمي موساك فونسيكا وكشف فيها عن أسماء أكثر من 360 ألف شخص وشركة وراء شركات سرية.
وكشفت صحيفة "ال كونفيدنثيال" الاسبانية المطلعة على التحقيقات الدولية المتعلقة بـ"وثائق بنما" بأن ميسي ووالده أسسا شركة في بنما في يوليو 2013، أي مباشرة بعد الدعوى الأولى التي رفعت ضد النجم الأرجنتيني في اسبانيا، وذلك بهدف مواصلة "قبض أموال حقوق الصور دون معرفة سلطات الضرائب".
واعترفت عائلة ميسي بوجود هذه المؤسسة لكنها تؤكد "بأنها شركة غير نشطة على الإطلاق ولم يكن لديها يوما أي أرصدة وأي حسابات جارية مفتوحة".
ولا يبدو أن هذه القضية قد أثرت على شعبية ميسي الذي صنفته مجلة فوربس كرابع أغنى رياضي في العالم (7ر64 مليون دولار سنويا)، كما أن الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم وبرشلونة الذي يلاحق بدوره بتهمة التهرب من الضرائب في قضية التعاقد مع نجمه الآخر البرازيلي نيمار، لم يشككا يوما بنزاهة أفضل لاعب في العالم.
ووصل الأمر بإدارة برشلونة إلى القول بأن هناك من يسعى لتشويه صورة نجمه الأرجنتيني.