|


لوف .. راهن على الابتكارات وصبر 10 سنوات

برلين ـ بابلو سانجونيتي 2016.06.10 | 04:28 pm

بعد عشر سنوات قضاها في منصب المدير الفني للمنتخب الألماني لكرة القدم، يواجه المدرب يواخيم لوف حاليا التحدي المجهول في مسيرته التدريبية.
وبرهن لوف، في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، على أن المثابرة يمكنها أن تسفر عن لقب. ولكنه سيحاول الآن، من خلال بطولة كأس أمم أوروبا (2016)، التأكيد على أن الابتكارات هي المقوم الأساسي لصنع التاريخ.
وكانت أبرز اللحظات في مسيرة لوف التدريبية حتى الآن عندما رفع مع فريقه كأس العالم في 13 يوليو 2014 بالفوز في النهائي على المنتخب الأرجنتيني بهدف نظيف سجله ماريو جوتزه.

نواحٍ خططية
ويتسم المهاجم السابق لوف بالميل للنواحي الخططية بشكل كبير إضافة لاهتمامه بأدق التفاصيل في أداء الفريق.
وسجل جوتزه هدف الفوز الثمين في نهائي المونديال البرازيلي بعدما دفع به لوف بديلا وقد همس له قائلا: "عليك أن تظهر للعالم أنك أفضل من ميسي" فيما لم ينجح ليونيل ميسي نجم هجوم برشلونة في قيادة المنتخب الأرجنتيني للتتويج باللقب العالمي.
وظل لوف يعمل مع المنتخب الألماني لعشر سنوات انتظارا لهذه اللحظة، حيث بدأ لوف عمله مع الفريق قبل 2006 وذلك عندما تولى منصب المدرب المساعد للمدير الفني السابق يورجن كلينسمان في 2004 وفاز معه بالمركز الثالث في كأس العالم 2006 بألمانيا قبل أن يخلف كلينسمان في منصب المدير الفني للفريق بداية من 2006.
وعلى مدار هذه السنوات الطويلة التي تولى فيها مسؤولية الفريق، نجح لوف في تعليم لاعبيه أن القوة والأداء الخططي وإجادة ألعاب الهواء (التعامل مع الكرات العالية) يمكنها أن تتواجد مع السرعة والأداء الفني والتمرير الجيد والاستحواذ على الكرة.

حالة إنهاك
ونظرا للجهد الكبير المبذول على مدار سنوات قبل الفوز بلقب المونديال البرازيلي وحالة الإنهاك التي عانى منها لوف من العمل مع الفريق، استغرق لوف بعض الوقت للاستمتاع بهذا اللقب الذي طال انتظاره حيث كان الأول للمنتخب الألماني في بطولات كأس العالم منذ 24 عاما وبالتحديد منذ مونديال 1990 بإيطاليا.
ولم يكن لقب المونديال البرازيلي وإحراز اللقب العالمي الرابع للمانشافت بمثابة تتويج لفترة عمل طويلة فحسب وإنما كان بالنسبة للوف بمثابة بداية لمرحلة جديدة لها تحديات مختلفة.
واستطاع لوف التعامل مع حالة الارتباك والتوتر التي سادت بعد خسارة المانشافت أمام المنتخب الأسباني في نهائي يورو 2008 وكذلك بعد خروج الفريق من المربع الذهبي في بطولتي كأس العالم 2006 و2010 حيث كان بحاجة إلى التعلم من مثل هذه التجارب في طريقه إلى الفوز باللقب العالمي قبل عامين.

طاقات ذهنية
وأعلن ثلاثة من الأعمدة الرئيسية في صفوف المانشافت، وهم فيليب لام قائد الفريق والمهاجم المخضرم ميروسلاف كلوزه والمدافع بير ميرتساكر، اعتزالهم اللعب الدولي في أعقاب الفوز بلقب المونديال البرازيلي.
وفي المقابل، احتاج باقي زملائهم لبعض الوقت من أجل إعادة شحن طاقاتهم البدنية والذهنية نظرا للجهد الكبير الذي بذلوه خلال مسيرتهم في المونديال البرازيلي.
وخاض المانشافت رحلة صعبة للغاية في التصفيات المؤهلة لبطولة يورو 2016 حيث شهدت مسيرته في التصفيات هزيمته أمام كل من المنتخبين الأيرلندي والبولندي.
وأكد لوف في أواخر 2014: "علمت أنه سيكون من الصعب على الفريق العودة لنشاطه اليومي المعتاد. التعامل مع النجاح صعب بنفس قدر التعامل مع خيبة الأمل".
ورغم هذا، وضع لوف خطة كبيرة لبلوغ نهائيات يورو 2016. وبدأ لوف الذي منح 80 لاعباً فرصة خوض مباراتهم الدولية الأولى مع المانشافت، عملية إعادة بناء الفريق سريعا.
وواصل لوف الاعتماد على عناصر أساسية بارزة مثل توماس مولر ومسعود أوزيل وتوني كروس واستدعى أيضا لصفوف الفريق بعض النجوم الصاعدين الواعدين مثل كريم بلعربي وجوناس هيكتور وباتريك هيرمان كما منح المخضرم باستيان شفايشتيجر شارة قائد الفريق.

قناعة تامة
ووافق لوف عن قناعة تامة على تمديد عقده مع المانشافت حتى 2018 واتجه بشدة ليقنع لاعبيه بأنهم يواجهون تحدياً أكبر من مجرد الفوز بلقب كأس العالم وهو تأكيد الإنجاز والحفاظ على المستوى.
وقال لوف: "أود التأكيد على هذا خلال يورو 2016 . الطموح يحدوني. المنتخب الأسباني فاز بثلاثة ألقاب كبيرة متتالية وصنع حقبة تاريخية لنفسه. لم نحقق ذلك بعد".
ولن تظهر يورو 2016 فقط قدرة المانشافت على صناعة حقبة تاريخية لنفسه ولكنها ستوضح أيضا إلى أي مدى تعلم لوف، بعد المونديال البرازيلي، الفن الجديد والمعقد لإعادة اكتشاف الفريق.