المحكمة الرياضية تؤيد إيقاف ألعاب القوى الروسية وموسكو تصفه "بجريمة ضد الرياضة"
رفضت محكمة التحكيم الرياضية اليوم الخميس طعنا من روسيا ضد استبعاد متسابقيها في ألعاب القوى من اولمبياد ريو دي جانيرو التي تبدأ بعد أسبوعين وهو ما أدى لإدانة سريعة وغاضبة من موسكو.
ويزيد القرار من احتمال أن تختار اللجنة الاولمبية الدولية الآن إيقاف روسيا بشكل كامل عن كل الرياضات في ريو وليس فقط ألعاب القوى.
وقد يسبب ذلك أعمق أزمة في الحركة الاولمبية منذ المقاطعات الأمريكية والسوفيتية في ثمانينات القرن الماضي وستمثل ضربة قاصمة لدولة تفتخر بوضعها كقوة رياضية عالمية.
وقالت المحكمة - وهي أعلى سلطة رياضية - في بيان ساند حق الاتحاد الدولي لألعاب القوى في إيقاف الاتحاد الروسي "ترفض محكمة التحكيم الرياضية الطعون المقدمة من اللجنة الاولمبية الروسية و68 رياضيا روسيا."
وقال رئيس البعثة الروسية في اولمبياد ريو إن القرار يخلو من أي منطق بينما وصفته ايلينا ايسنباييفا الفائزة بذهبيتين اولمبيتين في القفز بالزانة بأنه "جنازة لألعاب القوى".
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "نحن نأسف بالتأكيد لهذا القرار الذي أصدرته محكمة التحكيم الرياضية والذي يشير إلى كل متسابقينا."
وفرض الاتحاد الدولي لألعاب القوى الإيقاف في نوفمبر تشرين الثاني بعدما كشف تقرير مستقل عن استخدام واسع النطاق للمنشطات في ألعاب القوى الروسية. وتم تجديد الإيقاف في يونيو حزيران بعدما رأى مجلس الاتحاد الدولي أن روسيا لم تحرز أي تقدم كاف في برنامجها لمكافحة المنشطات.
وتجادل روسيا بأنها اتخذت خطوات لتنقية الرياضة وبأن الإيقاف الشامل سيكون ظالما للرياضيين الذين لم يتورطوا في استخدام المنشطات.
وقال بيسكوف "لا يمكن تقبل مبدأ المسؤولية الجماعية."
وفسر مسؤولون روس ومواطنون عاديون في البلاد المزاعم المرتبطة بالمنشطات كجزء من مؤامرة الحكومات الغربية التي تخشى نفوذ موسكو المتنامي.
ووصفت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قرار المحكمة "بالجريمة ضد الرياضة".
وقال فيتالي موتكو وزير الرياضة الروسي في كلمة عرضتها المحطات التلفزيونية الحكومية إنه بهذا القرار تكون المحكمة قد "انتهكت بوضوح على حقوق الرياضيين الشرفاء وقادت لسابقة تتعلق بالمسؤولية الجماعية"
وأشار إلى أنه سيدرس الخطوات التي يمكن اتخاذها في ضوء قرار المحكمة وإنه لا يمكن ترك الأمور بهذا الشكل.
والكرة الان في ملعب اللجنة الاولمبية الدولية لتقرر ما إذا كان يجب استبعاد روسيا من كل الرياضات في اولمبياد ريو التي تبدأ في الخامس من أغسطس آب.
وازدادت الضغوط على اللجنة الاولمبية الدولية لاتخاذ مثل هذه الخطوة هذا الأسبوع بعدما كشف تقرير آخر أعدته الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات عن استخدام ممنهج وواسع النطاق للمواد المحفزة للأداء من جانب المتسابقين الروس قبل وأثناء اولمبياد سوتشي الشتوي 2014.
واجتمعت اللجنة التنفيذية التابعة للجنة الاولمبية الدولية يوم الثلاثاء لمناقشة المسألة ورغم أنها أدانت الأنشطة وبدأت اجراءات انضباطية ضد المتورطين فيها فإنها أجلت أي اعلان عن إيقاف شامل لحين الحصول على استشارة قانونية ومعرفة قرار محكمة التحكيم الرياضية.
ومن المتوقع أن تتخذ اللجنة الاولمبية الدولية قرارها النهائي يوم الاحد المقبل.
وقال الاتحاد الدولي لألعاب القوى إنه سعيد بأن المحكمة الرياضية أيدت الإيقاف الذي فرضه.
وقال سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي "بينما نشعر بالسعادة لأن لوائحنا وقوتنا في تأييد لوائحنا وميثاق مكافحة المنشطات وجدت دعما.. فإنه ليس يوم بيانات الانتصار."
وأضاف "أنا لست هنا لإيقاف المتسابقين عن المنافسة. الرغبة الأساسية لاتحادنا هي الاحتواء وليس الاستبعاد."
وقال سيرجي ليتفينوف متسابق الإطاحة بالمطرقة - الذي اختير ضمن الفريق الأولمبي الروسي- إن والده لم يشارك في أولمبياد 1984 عندما قاطع الاتحاد السوفيتي دورة لوس انجليس بسبب توترات الحرب الباردة.
وأضاف ليتفينوف "الشيء الأكثر طرافة الآن هو أنني في طريقي إلى موسكو لاستلام أطقم ملابسي للمشاركة مع الفريق الروسي. يا لها من مفارقة." (إعداد أحمد الخشاب للنشرة العربية- تحرير احمد عبد اللطيف)