|


رغم الإخفاق الأولمبي.. كرة السلة الصينية تسعى لمستقبل ذهبي

ريو دي جانيرو ـــ رويترز 2016.08.17 | 02:49 pm

هناك أكثر من 300 مليون شخص يمارسون كرة السلة في الصين وهو ما يعادل تقريبا عدد سكان الولايات المتحدة ولكن فريق الرجال الصيني لم يتمكن من الفوز بمباراة واحدة في ثاني دورة أولمبية على التوالي.
والحال ليس أفضل كثيرا بالنسبة لفريق السيدات الصيني بعدما خرج مبكرا من أولمبياد ريو دي جانيرو وحقق انتصارا واحدا على السنغال التي تتذيل التصنيف في المسابقة.
واستثمر الاتحاد الأمريكي لكرة السلة وشركات الملابس الرياضية ملايين الدولارات على مدار عقود لتطوير ثقافة واضحة بين الناشئين ولم يكن لها تأثير كبير على مستوى النخبة.
وأبلغ جونغ لومينغ مدرب فريق الرجال الصيني رويترز - بعد متابعة خروج فريقه من المسابقة يوم الأحد الماضي بعد تلقيه خامس هزيمة على التوالي - "نحتاج لتطوير مهاراتنا الفردية."
وأضاف "فقط انظر إلى معدل تسجيل الرميات الثلاثية. لماذا ينجح كل اللاعبين في التسجيل بثقة باستثناء اللاعبين الصينيين."
وأضاف "تتفاوت قدرتنا على تسجيل تلك الرميات من يوم لآخر.. مستوانا غير ثابت دائما."
ولم تنجب الصين - التي يبلغ تعدادها السكاني 1.37 مليار نسمة - لاعبا بارزا منذ ياو مينغ الذي لعب تسعة مواسم في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين وتسبب في زيادة شعبية هذه الرياضة في بلاده.
ومنذ أن انضم ياو إلى هيوستون روكتس في 2002 انتقل عدد من اللاعبين الصينيين للاحتراف في أمريكا لكن ليس بالعدد المتوقع.
وقال مايك شيشفسكي مدرب أمريكا بعد فوزه 119-62 على الصين في بداية مشوارهما بالأولمبياد "لديهم الكثير من اللاعبين اليافعين.. إنهم في تطور."
وأوضح شيشفسكي أن اللاعب الصيني تشو كي لديه مؤهلات تمكنه من النجاح في الدوري الأمريكي بعد اختياره للانتقال إلى روكتس.
وأضاف "لديه كافة المهارات اللازمة. يتعامل مع الكرة بصورة جيدة ويبلغ طوله سبعة أقدام ويمكنه تسجيل الرميات."
وتابع "رأيناه في مباريات استعراضية ومستواه في تحسن."
* حملة للتوسع
ومنذ عقود أطلقت رابطة دوري السلة الأمريكي حملة للتوسع عالميا بهدف منافسة كرة القدم باعتبارها الأكثر شعبية على مستوى العالم والترويج للمسابقة على أنها المقصد الرئيسي للاعبين والجماهير.
وأصبحت الصين في الوقت الحالي أكبر وأهم سوق أجنبية للدوري الأمريكي وهذا العام أعلنت رابطة الدوري هناك مع وزارة التعليم الصينية تمديد شراكتهما لتصبح برامج التأهيل البدني والفني في هذه الرياضة في التعليم الأساسي والثانوي والجامعي في كل أنحاء البلد الآسيوي.
ووفرت كبرى الشركات الأمريكية للملابس الرياضية والأحذية بينها نايك وأديداس وريبوك واندر ارمور احتياجات اللاعبين بالسوق الصيني.
واستعانت هذه الشركات بنجوم الدوري الأمريكي من عينة كوبي برايانت وليبرون جيمس وستيفن كوري في الدعاية للأحذية الرياضية.
ويقيم دوري السلة الأمريكي للمحترفين مباريات بصورة دورية في الصين ومن المقرر أن تستضيف شنغهاي وبكين مباريات تحضيرية للموسم الجديد بين روكتس ونيو أورليانز بليكانز خلال العام الجاري.
وكانت المباراة السابعة والحاسمة في الدور النهائي بين كليفلاند كافاليرز وجولدن ستيت وريورز أكثر مواجهات الدوري الأمريكي متابعة على الإنترنت في الصين على الإطلاق بعد أن تابعها 15.3 مليون مشاهد.
وقال الاتحاد الصيني لكرة السلة إن 300 مليون شخص يمارسون حاليا هذه اللعبة هناك وهو ما يزيد من فرص العثور على مواهب ولكن لا يوجد ضمانات على قدرتهم على تحقيق إنجازات.
وأبلغ آدم سيلفر مفوض رابطة الدوري الأمريكي وسائل الإعلام العام الماضي في شنغهاي أن عملية اختيار اللاعبين الصينيين ومنحهم فرصة اللعب في الولايات المتحدة ليست سهلة.
وقال "يصنع لاعبو كرة السلة العظماء بنفس طريقة رجال الأعمال.. من خلال العمل الشاق."
وأضاف جونغ مدرب منتخب الصين للرجال أنه من الضروري أن يكون الجميع على وفاق إذا كانت هناك رغبة حقيقية في التطوير.
وتابع "عندما نطالع الموقف الآن نعتقد.. يا إلهي ليس هناك أي مواهب.. إذا كنت تتحدث عن التغيير فالسؤال هو كيف تتغير."
وأردف "هذا لا يعني أن الوضع سيتحسن فورا بعد التغيير.. وإذا لم تتغير لا أحد يعرف.. فربما يتحسن الأمر في نهاية المطاف."
وقال "المهم الآن هو كيف سنتعلم ونكتشف الدرب الذي ينبغي على كرة السلة الصينية أن تسلكه؟ هل ينبغي أن نقتفي أثر الولايات المتحدة أم نتعلم من أوروبا؟"
واختتم كلماته قائلا "ولكن في نهاية اليوم إذا لم نكن على وفاق بشأن وضعنا فلن يجدي الأمر نفعا."