زعيم وكبير .. اللي تبيه يصير

بمستوى أقل من متوسط وأداء غير مقنع، نجح الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال في هزيمة مضيفه التعاون بهدفين نظيفين، أمس الجمعة على ملعب مدينة الملك عبدالله في بريدة في إطار مباريات الجولة الثانية من دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين، ليرفع رصيده لـ6 نقاط ويخطف الصدارة مؤقتاً، في وقت رمى بالتعاون للقاع برصيد بلا نقاط.
التعاون بدأ المباراة كطرف أفضل بفضل انطلاقات أحمد الزين وساري عمرو على الطرف الأيسر، في المقابل كان الهلال بحضور بكل باهت، وضعيف، طوال النصف الأول من الشوط، ولم يبدأ لاعبو الهلال في الاستخواذ على الكرة، والتحكم في اللعب إلا بعد أن مر أكثر من نصف الوقت، وبعده بدأ يجبر ضيفه على التراجع أكثر للدفاع، ومع مرور الدقيقة الـ٣٥ كان الهلاليون يسيطرون على الكرة في ٥٦٪ من الوقت، ولكن بلا هجمات حقيقية.
وكان يمكن أن ينتهي الشوط الأول دون أي شيء يستحق الذكر فيه، غير أن الدقائق الخمس الأخيرة منه كانت لاهبة، خاصة بعد أن سجل نواف العابد، بكتفه هدف الهلال الأول الذي يتحمل وزره الحارس فايز السبيعي الذي وقف على خط المرمى في كرة عالية داخل خط الست ياردات. اشتعل الهلال وكاد ليو أن يسجل هدفاً ثانياً عندما انفرد بالمرمى ولكنه سدد في متناول يدي السبيعي، وفي الدقيقة الأخيرة تحصل التعاون على ركلة جزاء سددها جهاد الحسين وتألق فيها الحارس الهلالي عبدالله المعيوف وتصدى لها مرتين.
سلبية سالم "تستمر"
طغت الفردية على أداء الهلاليين، خاصة في الشوط الأول، وقابل ذلك أداء تكتيكي من التعاون، ولكن ساعد عدم قدرة لاعبي التعاون على التخلص من عباءة مدربهم السابق جوميز، الهلاليين في تسيير المباراة كما يرغبون، خاصة بعد أن بدأ الشوط الثاني بأفضل طريقة ممكنة، وركلة جزاء تصدى لها الموهوب المخضرم محمد الشلهوب وهز بها الشباك.
حاول التعاون العودة، ولكنه لم يتخلص من قيوده الدفاعية كثيراً، فعاد إلى سحب المباراة للوسط بعيداً عن مرماه، ومعتمداً على الانطلاقات المعاكسة، ولكن دفاع الهلال كان قادراً على إبقاء كل الكرات بعيداً عن مرماه، عدا فرصتين سنحتا لسالم الدوسري لم يتعامل معهما كما يجب، وعانى الهلال من سلبية سالم الدوسري "المستمرة" التي أكملها بتسببه بركلة جزاء التعاون، كما أن ليو لم يظهر حتى الآن لمسات تشير إلى أنه هداف حقيقي.
البدلاء بلا تأثير
عدا ركلة الجزاء التي تسبب بها ياسر القحطاني لصالح الهلال فور نزوله لأرض الملعب، وأهدرها بنفسه، وسعود كريري، لم يحدث البدلاء الذين زج بهم مدربا الفريقين أي فارق في المباراة، خاصة من جانب التعاون الذي كان يبحث عن الهروب من الخسارة. ونجح كريري في تحصين الدفاع بعد أن نزل كقلب دفاع خامس، سامحاً للرويلي بالتقدم للوسط.
ولم يظهر ياسر في غير ركلة الجزاء، وكذلك ناصر الشمراني، وعلى الطرف الآخر لم يكن دخول مصعب العتيبي مؤثراً في التعاون.
أرقام ضعيفة
ظهرت المباراة كواحدة من أسوأ المباريات رقمياً، خاصة من جانب الهلال الذي سيطر على الكرة بنسبه ٥١٪ مقابل ٤٩٪، وأكثر النسب تقارباً في مباريات الهلال مع خصومه، حتى التسديدات كانت ضعيفة من الجانبين، فلم يسدد الهلاليون سوى 6 كرات طوال المباراة منها 4 فقط تجاه المرمى، في وقت سدد فيه لاعبو التعاون سبع مرات اتجهت ثلاث منها نحو المرمى.
ولم يظهر الهلال كما تعود جمهوره، خاصة في الشوط الأول الذي لم يمرر لاعبوه سوى ٢٥٠ كرة في وقت كان سدد في الشوط الأول من مباراة الباطن ٣٤٠ كرة، أما التعاون فكان أضعف منه ومرر في الشوط الأول ٢٠٠ كرة فقط.
أكثر ما حظيت به المباراة كانت الأخطاء والبطاقات الصفراء، فارتكب لاعبو التعاون عشرين خطأ مقابل ١٨ ارتكبها لاعبو الهلال، ومنح الحكم شكري الحنفوش أربع بطاقات صفراء للاعبي الهلال وثلاث للاعبي التعاون، كما أن الحكم احتسب ثلاث ركلات جزاء، لم يُسجل منها سوى واحدة فقط.
غير المسار
كان يمكن أن تأخذ المباراة مساراً آخر لولا تألق حارس الهلال عبدالله المعيوف في آخر ثواني الشوط الأول وتصدى لركلة الجزاء التي سددها جهاد الحسين، وسمح لفريقه بالخروج من الشوط الأول متقدماً، الأمر الذي أجبر التعاون على دخول الشوط الثاني مهاجماً مما أتاح لفريقه الحصول على ركلة جزاء سجل منها محمد الشلهوب الهدف الثاني. نقطة تحول أخرى كان يمكن أن تحدث في المباراة بعد أن أهدر ياسر القحطاني ركلة جزاء ثانية لفريقه، ولكن التعاون فشل في الاستفادة من ذلك، وخرج بلا ردة فعل.